إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

         أيضاً بعد النكسة حدث مؤتمر الخرطوم في سنة 1967، وكانت هناك مناقشة كبرى، وكان هناك من يقول إن الأمة العربية لن تستطيع أن تصمد، فإنها ستنهار سياسياً واقتصادياً، كما انهارت عسكرياً. ولن يمكن لقواتها العسكرية أن تعود إلى الوجود مرة أخرى. وبعد أن تناقشنا مناقشات طويلة في هذا المؤتمر، خرجنا بضرورة دعم الدول التي خسرت خسارات كبيرة نتيجة عدوان 67 اللي هي مصر والأردن. وبهذا سار الدعم العربي، واستطعنا بهذا الدعم العربي فعلاً أن نواجه كل الضغوط الاقتصادية، فنحن في مصر مثلاً خسرنا دخل قناة السويس 120 مليون جنيه، وخسرنا دخل آبار البترول في سيناء 25 مليون جنيه، وخسرنا مراكز مناجم الفحم والمنجنيز وأشياء أخرى. وأيضاً خسرنا بعد هذا المناطق الصناعية في مناطق القنال، ومعامل تكرير البترول في القنال ومعمل السماد في القنال.

         وكانت الأموال التي خصصت للدعم، كانت تمكيناً لنا على أن نسير وعلى أن نصمد اقتصادياً ضد مواجهات العدو. وبعد هذا اجتمعنا في آخر العام الماضي في الرباط، ولم ينجح مؤتمر الرباط كما كنا نريد، ولكنه ليس بداية محاولات العمل العربي الموحد وليس نهاية هذه المحاولات.

أيها الأخوة
         إننا نسعى دائماً، ونعمل دائماً من أجل مبادئ الحرية في جميع أنحاء الوطن العربي. وحينما أعلنت بريطانيا إنها ستجلي قواتها من مناطق الخليج العربي، وبهذا تتحرر جميع أراضي الأمة العربية. كنا نشعر أن الأمة العربية قد حققت هدفاً كبيراً من أهدافها، وكنا نشعر أن الأمة العربية التي كافحت وناضلت طويلاً، نستطيع أن نقول الآن أنها تجني ثمار كفاحها ونضالها، وتجني ثمار الدم الذي بذله أبناؤها. ولكنا نسمع في هذه الأيام أن الحكومة الجديدة في بريطانيا تريد أن تبقي قواعد عسكرية إنجليزية في منطقة الخليج العربي. وبهذا نشعر جميعاً في كل أنحاء الأمة العربية أن بريطانيا تقف ضد تحرير الأمة العربية من الاحتلال الذي استمر سنوات طويلة في بلاد متعددة آخرها هي إمارات الخليج.

         إننا -أيها الأخوة- نرفض رفضاً قاطعاً لكل محاولات حكومة المحافظين الإنجليزية في العودة إلى سياسة الوجود في الخليج العربي تحت ستار سياسة شرق السويس.

         وإننا نقول إن الأمة العربية كلها ستناضل من أجل إخراج القوات الإنجليزية المحتلة من كل الأراضي العربية.

         إن بريطانيا اليوم تعود بسياسة استعمارية ظاهرة، فهي تريد أن تبقي قواتها في منطقة الخليج العربي. وفي نفس الوقت فإن بريطانيا تحاول أيضاً في أفريقيا أن تقف ضد الحقوق المشروعة للشعب الأفريقي، خصوصاً في جنوب أفريقيا، وبهذا تعرض الحرية الأفريقية للخطر، وتعرض كل الوحدة الأفريقية للخطر.

<11>