إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، إلى الشعب حول الوضع السياسي الراهن

        إننا مطالبون بأن نقاوم وبأن نقاتل. نحن مطالبون بأن نعطي الحياة لكي تكون لنا حياة. ونحن مطالبون بأن نضحي بالروح لكي تبقى وحدة ترابنا الوطني مصونة على طول الزمان.

أيها الإخوة المواطنون،

        لقد فعلت كل ما في الطاقة ساعيا وراء سلام قائم على العدل. إننا وصلنا خلال الثلاثين يوما الأخيرة التي قررنا فيها الامتناع عن إطلاق النار جهدا سياسيا متصلا وعريضا، بدأ قبل ذلك بعدة سنوات. بدأناه بقبولنا لقرار مجلس الأمن، ودعمناه لقتالنا في الميدان.

        لكي يفهم الآخرون إننا على استعداد لقبول الخطر والصعب. وعدنا إلى العمل الدبلوماسي بموافقتنا على مقترحات تقدم بها وزير الخارجية الأمريكية، عرفت بمبادرة روجرز. وساعدنا ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة المكلف بتنفيذ قرار مجلس الأمن على إنجاح عمله في ظل وقف إطلاق للنار قبلناه ثلاثة شهور، وزدنا عليه ثلاثة شهور أخرى. ولكن ذلك كله يصل بممثل السكرتير العام ولا بنا إلى حل للأزمة بسبب الطبيعة العدوانية للعنصرية الصهيونية. ولقد كنا ننبه إلى هذه الطبيعة. وكان غيرنا يتصور تنبيهنا على أنه نوع من التعصب. وإذا تتبعنا ما حدث في الشهر الأخير وحده لكفانا وكفى غيرنا.

أولاً: في بداية هذا الشهر من يوم 4 فبراير سنة 1971، أعلنت إننا سوف نمتنع عن إطلاق النار ثلاثين يوما كي نعطي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأربعة الكبار ومجلس الأمن والسكرتير العام للأمم المتحدة وممثله السفير جونار يارنج، فرصة إضافية لبذل جهودهم وتركيزهم. واتخذت من هذا الإعلان مناسبة أضفت فيها إلى ذلك مبادرة مصرية بانسحاب جزئي من سيناء نفتح في مقابله قناة السويس للملاحة الدولية.

        ولم يكن ذلك من وجهة نظرنا حلا للأزمة، ولكنه كان تحريكا عمليا لبدء الحل واختبارا للنوايا.

        ولكن ما قلناه وما قدمناه لم يلق إلا آذانا صماء.

ثانياً: إن ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة، وجد مناسبا لتحديد جهوده وتركيزها أن يطلب إلينا وإلى إسرائيل أن يقدم كل منا إليه تعهداته وفق قرار معلمي الأمن ووفق نصوصه. وطلب منا تعهدا بضمانات السلام وفق قرار مجلس الأمن، وقدمنا له التعهد الذي طلبه بعد إيضاحات راجعناه فيها، واعتبرنا جوابه عليها مرضيا. أما إسرائيل  فقد تباطأت، تباطأت ثم اختارت صلفا وتعاليا أن لا ترد عليه، ثم بعثت إليه بمذكرة ترد على مذكرتنا نحن إليه وأخطر من ذلك فلقد قالت في هذه المذكرة بالغطرسة والعجرفة كلها، إنها لن تعود إلى خطوط ما قبل 4 يونيه سنة 1967.

ثالثاً: إن رد إسرائيل كما نرى جميعا من متابعة الحوادث، أصاب العالم كله، حكوماته، ومؤسساته الدولية، بصدمة عنيفة.

<2>