إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

للأمريكان هذا الكلام، سنتوالى لأن أنا متصور حتى لو وصلنا إلى تسوية في هذه المرحلة، بعد خمس سنين، لازم أتوقع إنه إسرائيل فيه معركة جديدة، ليه؟ لأنه فيه مخطط ماشي وبينفذ خطوة خطوة، من أول وعد بلفور، زي ما قلت لكم سنة 17، إلى قيام إسرائيل سنة 1948، إلى معركة سنة 1956، إلى معركة سنة 1967.

        إيه اللي بتستهدفه إسرائيل ؟ زي ما قلت لكم من النيل إلى الفرات، وماشية في المخطط. خدت أرض فلسطين كلها، وما اكتفتش بهذا، لا، وأخذت كمان أراض من ثلاث دول عربية من مصر، من سوريا، من الأردن. هو دي حقيقة المعركة. أمريكا شريك أساسي في هذه المعركة. واضح تماماً. المنطقة اللي إحنا عايشين فيها من المحيط إلى الخليج، فيها أكثر من 70% من احتياطي البترول اللي هو القوة المحركة والأداة اللي بتمشي التكنولوجيا في عالم اليوم، في كل أنحاء العالم. هذه المنطقة بتحتوي على أكثر من 70% من احتياطي بترول العالم. وأمريكا حريصة على هذا، أمريكا شريكة في هذا تماماً بالتأكيد وما أخفتش، ما أخفتش بدليل إن مستر روجرز، الراجل اللي كنت بأعتقد إنه إنسان متفهم يجي في أول يناير ويقول سنعطي إسرائيل طائرات الفانتوم، برغم إننا نعلم أن ميزان القوى لم يختل وانه في صالح إسرائيل. وفي الوقت اللي كنت أتمنى أن يرد على التوبيخ العلني والدرس، درس التأنيب اللي ادته له مسز مائير في الكنيست أمام العالم كله، لا يبرر وبيقول. والله إذا كان هدف أمريكا من هذا، مسألة الانتخابات الداخلية، فأنا بأقولها بصراحة، وبأعلن علشان يسمعوا في أمريكا إن إحنا لا نقبل أبداً أن تكون معركة الانتخابات والمساومات الحزبية على حسابنا. لن نقبل هذا إطلاقاً. إذا كان المستر روجرز بيقصد بهذا التصريح، وطبعاً مؤيد من الرئيس نيكسون في هذا، إذا كان بيقصد تخويفنا، وشن حرب نفسية علينا للإرهاب، ما بنخافش من الإرهاب، وبنرفض هذا الإرهاب. إذا كان المستر روجرز بيقول هذا، وبيقلد اللي سبقه المرحوم المستر دالاس في إنه عايز يعمل سياسة حافة الحرب علشان يخوفنا، ثبت إن سياسة حافة الحرب فاشلة، ونحن لا نقبلها، ومارسناها معاهم كثير،  انتصرنا في معاركنا معاهم. الموقف الأمريكي النهاردة، والموقف في المعركة النهاردة ايه ؟ الموقف بيتلخص في الآتي: بقرار مجلس الأمن بتاع سنة 67، اللي بينص عليه القرار 242، واللي إحنا ليومنا هذا معترفين به وموافقين عليه، وقالوا إن هذا القرار " باكيدج ديل " (Package Deal) يعني عملية على بعضها، زي إحنا ما نقول شيلة على بعضها، القرار على بعضه كله يتنفذ شيلة واحدة. مفيش مانع، بس أول حاجة في القرار هي انسحاب إسرائيل وإدانة احتلال أراضي الغير بالقوة.

        قبلنا، ولا زلنا نقبل هذا القرار. بعد كده، إيه اللي جرى لهذا القرار، وإيه اللي تطورت إليه الأحداث ؟ بعد ما قالوا القرار شيلة واحدة ويتنفذ مرة واحدة، ابتدت أمريكا، طول السنة الماضية تناور علشان تنقله إلى حل مستقل مع كل دولة عربية لوحدها.

        يعني حل منفرد مع مصر، حل منفرد مع سوريا، حل منفرد مع الأردن، مع الملك حسين.

<5>