إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

        لما جيت أنا تقدمت بمبادرتي في فبراير الماضي، هللت أمريكا وقالت هس، ليه؟ زي ما حكيت لمراسل نيويورك تايمز، رئيس تحرير نيويورك تايمز سولز بيرجر، قلت له أنا قعدت الثمانية أشهر الماضية أنا والأمريكان بنلعب لعبة الاستغماية، هم في رأسهم حاجة وأنا في رأسي حاجة، وهم عارفين اللي في رأسي وأنا عارف اللي في رأسهم، وعمالين إحنا الاثنين نلف على بعض ثمانية أشهر. أنا عرضت مبادرتي على أساس إنها مقدمة لحل شامل عربي، ليس لمصر فقط، وإنما حل شامل للمشكلة، ولمشكلة السلام في الشرق الأوسط. هم رحبوا، بس أنا عارف الخلفية من أيام المستر راسك. بعد ما كانت حكاية الحل ربطة واحدة، شيلة واحدة، زي ما بنقول عندنا فى بلدنا هنا شيلة. لا زي ما قلت لكم ابتدى الخطوة الثانية حل مع كل دولة عربية لوحدها، وقالوا نبتدي بمصر علشان هي طبعاً القلعة، وهي الأساس. لو ابتدينا معاها تبقى سهلة، ونقدر نخلص مع الباقيين. وفيه البعض مجهز الاتفاق.

        لما جيت عرضت مبادرتي قالوا ده خير وبركة، وبدل ما بقى الحل مع مصر أو الحل مع كل دولة عربية منفردة ، قلبوها إلى حل مصري مع إسرائيل الأول. طيب أنا فاهم برضه، زي ما قلت، استغماية، قاعدين نلعب استغماية، أنا فاهم.

        بقى حل مصري مع إسرائيل الأول، وبعدين، بعد كده، ممكن انهم يخلصوا زي ما قلت لكم في البعض مجهز الاتفاق معاهم، خطوة ثانية لقدام ما بقاش حل مع مصر، لا راحوا واخدين المبادرة بتاعتي ولويينها كده، وقلبوها إنها حل جزئي مع مصر حتى حل كامل مع مصر خلاص، نقلوا لحل جزئي مع مصر.

        اتقدمت المفاوضات، واتقدم الوقت شوية، وطمعوا أكثر، ما بقاش حل جزئي كمان مع مصر، بقى حل جزئي للحل الجزئي مع مصر، يعني ايه ؟ أنا راح أنبسط قوي وأرضى إنه لما يقولوا لي نفتح لك قناة السويس وخلاص، وحتى سموا هذا الحل فتح قناة السويس.

        أنا قلت لهم كفاية بقى، بقى 8 أشهر، أنا قلت لهم كفاية بقى لعبة الاستغماية دي، كفاية ده، أنا المبادرة دي أنا عارضها من الأول، على أساس إنها خطوة نحو الحل الشامل لكل الأرض العربية، مش لمصر. اتحولت لحل منفرد مع كل دولة عربية الأول، ثم حل جزئي مع مصر، ثم حل جزئي لجزئي مع مصر. قلت لهم لا كفاية، وزي ما أعلنت في قواتي المسلحة في العيد الماضي، أوقفت كل اتصال مع أمريكا، قلت لهم كفاية بقى لعبة الاستغماية. أنا عرفت انتم عاوزين إيه، وأنتم عارفين أنا عاوز إيه. أنا عاوز أرضي والأرض العربية، مش عاوز أكثر من هذا.

        الموقف النهاردة، نرجع تاني. الموقف النهاردة ده موقف أمريكا بصراحة أعلنته في مستهل عام 72، إنه إحنا بندي إسرائيل الفانتوم برغم إن ميزان القوى لم يختل، وإن إسرائيل ما زالت متفوقة، منتهى التحدي. إننا كشعب وإن الأمة العربية كلها، وعاجبكم عاجبكم ومطرح ما تحطوا رأسكم تحطوا رجليكم. كده بصراحة.

<6>