إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

الوزراء، مع مجلس الأمن القومي. وكان آخر جلسة عقدتها أمس مع صديقي وزميلي في النضال الدكتور محمود فوزي.

         وفي كل هذه الجلسات دي، بخلاف اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أيضا، علشان كل الأجهزة المسئولة على كل المستويات تكون في وضوح كامل ونكون عارفين حقيقة المرحلة اللي إحنا بنمر بيها.

         ولم تختلف قراراتنا لا في مجلس الرئاسة لدولة الاتحاد، عنها في اللجنة المركزية، أو في مجلس الشعب، أو مع مجلس الوزراء، أو مع مجلس الأمن القومي، أو مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. متطابقة بالكامل، لأن طبيعة المرحلة واضحة وهي "فرض علينا القتال"،  ببساطة "فرض علينا القتال" .

         الآن، أردت من حديثي هذا حقيقة أن يكون إشارة تنبيه، وقد انتهينا في كل أجهزتنا، من أول مجلس رئاسة دولة الاتحاد إلى جميع الهيئات الدستورية وكل المشاركين في المسئولية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وزي ما قلت آخرها جلستي مع صديقي الدكتور محمود فوزي بالأمس، انتهينا إلى شيء واحد وهو إنه فرض علينا القتال.

         فى سنة 71، إحنا انتهينا إلى هذا. ولكن زي ما قلت بعض الضباب اللي حصل كان لابد نتبين طريقنا من أول وجديد.

         مع أمريكا انتوا شرحت لكم الوضع. مع الاتحاد السوفيتي بنسير الآن على مستوى مفاوضات جدية مستمرة بحكم الصداقة، اللي بتربطنا، بحكم موقفهم اللي واقفينه في تأييدنا، بحكم المعاهدة اللي بيننا وبينهم. بتدور هذه المفاوضات على مستوى  وباستمرار ماشية مستمرة علشان مواجهة المرحلة المقبلة. ولكن زي ما قلت، حديث النهاردة سببه شيء واحد إنه ده إشارة تنبيه.

         القرار في هذه المعركة قرارنا، مش قرار حد تاني. المسئولية مسئوليتنا إحنا. صحيح علينا إن إحنا ندرك كل ما يؤثر على قرارنا من أحداث تقع حوالينا في العالم، وقد تؤثر على سير معركتنا، ونبقى مش تمام إذا ما كناش ندرك هذا ونحسب حسابه تماماً. لكن زي ما قلت لكم القرار قرارنا والمصير مصيرنا. وعليه أنا جاي أقول لكم إحنا أمام مرحلة تحدي كاملة لكل ما عشنا له من مبادئ، من مُثُل، من استقلال، من ثورة، من تغيير. كل شيء النهاردة أمام تحدي، تحدي علني. وأنا ما بأتكلمش عن إسرائيل أبداً، زي أنا ما قلت في كلامي، في الأول أنا مبأعتبرش إن هم دول الأساس. الأساس هو ولي أمرهم، أمريكا. تحدي سافر لنا في كل شيء، تحدي لوجودنا، تحدي لكرامتنا، تحدي لاستقلالنا، تحدي لإرادتنا، تحدي لكل معنى. حاربنا، وحاربت الأجيال الماضية علشان نحققه بعد ثورة 23 يوليه.

<8>