إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في ذكرى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر

          كان هناك ولا يزال ضيق اقتصادي خانق يرجع إلى سببين، ضرورة توجيه الجزء الأكبر من مواردنا للدفاع، والجنون الذي حدث في الأسعار العالمية.

          لدي هنا مقارنة عن الأسعار العالمية بين السنة الماضية والسنة دي. على سبيل المثال، يرتفع القمح 366% - الأسعار دي اللي إحنا تعاقدنا عليها السنة دي مقارنة بالسنة اللي فاتت - من 30 - لـ 110. الدقيق من 40 لـ 135، 337%. ذرة من 30 لـ 75، 250%. الزيت من 160 لـ 270، 168%. العدس 85 لـ 280، 329%. الشاي 350 لـ 420، 120%. البن من 400 لـ 560، 140%. في مواد الغذاء. في بقية المواد، السمـاد يرتفع 200%، الخشـب 173% الصوف 200% حديد التسليح 240%، خشب البياض 200%. كل دي الأسعار اللي أنا بأحكيها، ارتفاع عن السنة اللي ماضية فقط، وتعاقدنا عليها. وهناك احتمال لارتفاع هذه الأسعار اللي بأحكي لكم عليها، لأن خط الارتفاع ماشي في العالم بجنون. فزي ما قلت كان الضيق الاقتصادي الخانق رابع العوامل، والسببين، أنه ضروري التوجيه للجزء الأكبر من مواردنا للدفاع، ثم السبب الثاني الارتفاع المجنون في الأسعار العالمية.

          ثم كان هناك خامساً المشاكل الطبيعية للممارسة الديمقراطية بعد فترة غياب. ثم كان هناك سادساً الحرب النفسية المعلنة علينا التي تحاول استغلال كل هذه العوامل الخمسة اللي أنا ذكرتها سابقاً علشان تزيد من تمزقنا وتضيف أيضاً إلى هذه العوامل من عندها.

          وأنا نبهت كثير خلال سنة 72 وسنة 73 لهذه الحرب النفسية، وأن المراد منها إن إحنا ننفجر على نفسنا من داخلنا، علماً بأن هذه العوامل الخمسة اللي حكيتها كافية إنها تمزق فينا. فالعدو بيحاول إنه بإضافة الحرب النفسية إلى هذه العوامل الخمسة إنه يزيد من حدة هذا التمزق علشان ننفجر على نفسنا.

أيها الأخوة والأخوات
          ماذا يتعين علينا إزاء هذا أن نفعله؟. إن ردي ببساطة أن نحتفظ دائماً وفي كل الظروف بتوازننا. ردي أن نعرف هدفنا وأن نمشي عليه وألا نترك أية مؤثرات جانبية تشدنا عنه وألا نسمح لأية مشاعر أو انفعالات أن تطغى على الهدف. لا يستطيع أحد في هذا العالم أن يحقق أي شئ إذا لم يكن محتفظاً بتوازن.

          لا يستطيع أي بلد، خصوصاً في أزمة، أن يتصرف بغير أن يكون تصرفه من مصدر الاحتفاظ بالتوازن. ولو أننا راجعنا خطط أعدائنا كلها ضدنا، فإننا نجد أن هدفهم الوحيد هو أن نفقد التوازن، أن نتصرف بانفعال. أن نتصرف بعصبية، أن نقوم نحن بدلاً منهم بمهمة تمزيق إرادتنا من داخلنا. أنهم لم يستطيعوا ذلك في ميدان القتال تفوقوا علينا بسلاحهم. ولكننا تفوقنا عليهم في الاحتفاظ بإرادتنا سليمة. كيف نستطيع الاحتفاظ بتوازننا؟ نستطيع ذلك بأن تكون أهدافنا واضحة أمامنا باستمرار ووسائلنا لتحقيقها واضحة أيضاً أمامنا باستمرار، ولنضع أهدافنا بهذا الوضوح مرة أخرى أمام أنفسنا وأمام العالم كله:

<5>