إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب الرئيس حافظ الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، في إفتتاح الدورة الخامسة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1981، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1982، ص 659 - 665 "

        ولا يغرننا كلام منمق، ولن يغرنا، فالعمل والموقف هما المحك الحقيقي والكاشف الحقيقي، ولعلكم في هذا تذكرون جيداً أن الذي زار القدس زيارة الخيانة، ووقع  اتفاقات كامب ديفيد، ومعاهدة الصلح المنفرد، وفتح  أبواب مصر مشرعة أمام الغزو الصهيوني السياسي  والإعلامي والثقافي والاقتصادي، والذي ارتمى على أعتاب  واشنطن وتل أبيب، وقدم التنازل تلو التنازل لأعداء الأمة  العربية، لعلكم تذكرون جيداً أن هذا وقف أمام مجلسكم  في دورته الثالثة عشرة في آذار 1977، وهو عام زيارة  الخيانة، ليعلن نفاقاً ورياء، ان الشعب الفلسطيني هو  صاحب القرار في كل ما يتعلق بمصيره وقضيته، وليس  لأحد كائناً من كان أن يمارس عليه وصايته، أو يفرض  عليه رأيه، وانه يصر على احترام ما صدر عن ارادة الشعب  الفلسطيني من قرارات وفي مقدمتها اختيار منظمة التحرير  الفلسطينية ممثلا شرعياً وحيداً له ومدافعاً عن حقوقه  ومصالحه،   وهو نفسه الذي وقف أيضاً في تلك المناسبة معلناً أن القرار الاجماعي الذي صدر عن مؤتمر القمة في  الرباط، هو قرار نهائي لا رجعة فيه ولا انتقاص منه، وانه  لا يقبل التفريط في شبر واحد من أرض فلسطين، وأن  التراب الوطني ليس محلا للمساومة.

        فأين هذا من اتفاقات كامب ديفيد التي فاوض من  أجلها ووقع عليها منصباً نفسه وصياً وبديلا للأمة العربية  ولشعب فلسطين؟

        وأين هذا من اتفاقات كامب ديفيد التي قرر فيها ما  اقترحه بيغين وما تراه الحركة الصهيونية خطوطاً أساسية  لحل كامل الصراع العربي الإسرائيلي في غياب العرب جميعاً  بما في ذلك الفلسطينيون وضد مصلحة العرب جميعاً؟

        أين هذا من الحكم الذاتي الذي اقترحه بيغين ووافق عليه السادات مقراً أن هذا يجسد حقوق الشعب العربي الفلسطيني وأيضاً في غياب الشعب الفلسطيني والأمة  العربية؟

<4>