إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب الرئيس حافظ الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، في إفتتاح الدورة الخامسة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1981، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1982، ص 659 - 665 "

         أين هذا كله من معاهدة الصلح المنفرد التي انسلخ فيها  عن مجمل قضية العرب ومجمل تاريخهم؟

         أذكر بهذا لأشير الى اننا الآن نسمع كلاماً يناقض  نوايا قائليه وممارساتهم، كلاماً لا يراد منه الا ستر المواقف  الحقيقية الى أن يحين موعد كشف هذه المواقف واعلانها.

         نحن الآن أمام واقع كان المتآمرون يحاولون تغليفه  بالغموض فتمزقت الأغلفة، وبان الأمر على حقيقية، وهو  أن الامبريالية الأمريكية تعمل جهازاً لتنفيذ مخططها  بفرض سيطرتها على المنطقة العربية، شعباً وثروات ومواقع  استراتيجية، مستعينة بمن تستطيع ضمهم الى مخططها،  وساعية الى اقامة قواعد عسكرية لقواتها، وانشاء حلف  عسكري موال لها في المنطقة.

         ومن المحزن أن نرى ان هذا المخطط الرهيب نجح الى  حد، في تعريب الصراع في المنطقة، وتحويله من صراع بين  حق الأمة العربية وباطل الصهيونية، الى صراع عربي -   عربي، ونجح في تحويل نظام السادات الى حارس لأمن  اسرائيل، وجعل أنظمة عربية أخرى أدوات طيعة تؤدي  ضمن المخطط أدواراً تصب في نهاية الأمر في خدمة  أهداف الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية.

         ولينجح المخطط مطلوب اركاع القوى الوطنية  والتقدمية في الوطن العربي، ومطلوب اضعاف سورية  وتصفية الثورة الفلسطينية، مطلوب أن تتراجع القضية  العربية الى الحلف ليتقدمها الحلف العسكري والامبريالي  فتسخر الأمة العربية أرضها وسماءها ومواردها ودماء أبنائها  دفاعاً عن المصالح الامبريالية الأمريكية، وما من أجله جاء  وزير الخارجية الأمريكي الى المنطقة خلال الأسبوع  الماضي، وما أكده شخصياً في تصريحاته المتعلقة بالجولة.

         ( وقد خرج هنا السيد الرئيس عن النص المكتوب  ليقول: )

         " فلم تكن زيارته الى المنطقة لكي يبحث عملية السلام  ولا ليساعدنا في استرجاع حقوقنا المغتصبة ولا في رفع الظلم عن مجموع المشردين العرب وفي مقدمتهم المشردون الفلسطينيون. لم يأت لكل هذا، جاء الينا لنجهز الجيوش  ونجند أبناءنا ونعد العدة لنحارب الاتحاد السوفييتي نيابة عن  الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أجل مصالح الولايات  المتحدة الأمريكية.

<5>