إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (5)

البيان الختامي لقمة الإسكندرية

(16 يونيه 1989)

 متابعة لمسيرة التضامن والإخاء التي انطلقت من بغداد في العاشر من رجب 1409 هـ، الموافق 16 فبراير (شباط) 1986م، فوضعت الأقطار الشقيقة في مصر والأردن والعراق واليمن، على عتبة آفاق جديدة رحبة، للعمل المشترك، حافلة بفرص النقاء والرفاهية.

 واستضافت جمهورية مصر العربية في الفترة من 11إلى 13 ذو القعدة 1409هـ، الموافق 15إلى 17 يونيه (حزيران) 1989، الاجتماع الخاص الأول للهيئة العليا لمجلس التعاون العربي الذي عقد برئاسة صاحب الفخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية، وشارك فيه صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وصاحب الفخامة الرئيس صدام حسين، رئيس الجمهورية العراقية وصاحب الفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية.

 وقد أعرب الزعماء الأربعة عن ارتياحهم لمظاهر التأييد الجارف الذي أبدته شعوب بلادهم بكل تلقائية عبر كافة وسائل التعبير والاتصال الجماهيري، ومن خلال المؤسسات الدستورية في الدول الأربع طوال الشهور الأربعة الماضية للخطوة المباركة التي قدموا عليها بتأسيس مجلس التعاون العربي، وهو تأييد يعبر عن الحس المرهف وسلامة الإدراك الشعبي للمصالح القومية، بنفس القدر الذي استشعر الزعماء الأربعة من خلاله تفويضاً وتكليفاً جديدين من شعوبهم بضرورة المضي بكل عزم وثبات في مسيرة مجلس التعاون العربي.

 وأرسى الزعماء الأربعة قواعد البنية الأساسية لمجلس التعاون العربي استشراقاً يستقبل خطاه، وأصدرت الهيئة العليا في هذا الاجتماع عدداً من القرارات التي تؤكد هذه المسيرة.

 وقد تدارس الزعماء الأربعة نتائج اجتماعات القمة العربية الطارئة في الدار البيضاء، ورحبوا باستئناف جمهورية مصر العربية لعضويتها العاملة في جامعة الدول العربية وأعربوا عن ثقتهم في أن ذلك سينعكس على العمل العربي المشترك بمزيد من الفاعلية والإيجابية وسيكون من شأنه تعزيز التضامن العربي، ودعم قدرة الأمة على مواجهة التحديات الماثلة أمامها في كافة المجالات.

 واستعرض الزعماء التطورات التي طرأت على الوضع بين العراق وإيران وأعربوا عن ارتياحهم العميق لتوقف القتال ولبدء المفاوضات تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون نقطة انطلاق للوصول إلى إقامة السلام الشامل والدائم والعادل بين العراق وإيران واستقرار الأمن والسلم في المنطقة معربين عن الأمل في الإسراع بالانتقال من حالة وقف إطلاق النار إلى مرحلة إقامة السلم وترسيــخ الأمن والاستقرار ودعوا إلى بذل الـجهود الدولية والإقليمية من أجل تنشيط وتكثيف المفاوضات المباشرة تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة بقصد إقامة السلام على أساس تطبيق قرار مجلس الأمن 598 لسنة 1987 واعتباره خطة سلام مما يضمن للعراق حقوقه وسيادته على أراضيه ومياهه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وضمان أمن الخليج العربي وحرية الملاحة في مياهه الدولية وعبر مضيق هرمز دون إعاقة.

 وأكّد الزعماء على ضرورة التصدي لكل المحاولات الرامية إلى عرقلة أو تأخير تطبيق قرار مجلس الأمن 598 على حساب الحقوق الوطنية والقومية العربية.

 وأكّد الزعماء تضامنهم الكامل مع العراق في الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه وحقوقه التاريخية في سيادته على شط العرب وأيدوا الدعوة إلى تكليف الأمم المتحدة بتطهير شط العرب وجعله صالحاً وآمناً للملاحة.

 وأعرب الزعماء عن قلقهم لبقاء مأساة أسرى الحرب رغم توقف العمليات الحربية الفعالة منذ خلافاً 20/8/1988 خلافاً لأحكام قرار مجلس الأمن 589 واتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 الخاصة بأسرى الحرب ودعوا الأمم المتحدة وسائر المنظمات والهيئات الدولية إلى اتخاذ ما في وسعها من إجراءات من أجل إطلاق سراح أسرى الحرب بإعادتهم إلى أوطانهم بدون إبطاء، إنهاءً لمعاناتهم ومعاناة أسرهم.

 وأشاد الزعماء بالجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق تسوية عادلة وشاملة ودائمة للنزاع تؤدى إلى استتباب السلم والأمن في الخليج العربي.

 وأكّد الزعماء تأييدهم للشعب الفلسطيني الشقيق وحيوا انتفاضته المباركة والاستمرار في تقديم العون والمساعدة لها واستنكروا سياسة البطش الإسرائيلية وأدانوا الإجراءات والممارسات القمعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين في الأراضي العربية المحتلة.

 وعبّروا عن دعمهم للنهج الإيجابي للقيادة الفلسطينية الهادفة إلى المشاركة في عملية السلام للتوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للنزاع من خلال عقد المؤتمر الدولي للسلام.

 ورحبوا بقرارات الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني معربين عن تأييدهم لمبادرة السلام الفلسطينية وترحيبهم بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتأييدهم لتحرك منظمة التحرير الفلسطينية بالاستفادة من المناخ الدولي الملائم لتحقيق التسوية الشاملة.

 وأكّد القادة الأربعة تأييدهم للجنة العربية الثلاثية المعنية بلبنان وأعربوا عن أملهم في أن تثمر جهودها المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية توقف نزيف الدم اللبناني وتحفظ للبنان الشقيق سيادته ووحدته وسلامة أراضيه، وأكد القادة الأربعة في هذا الصدد موقف بلادهم من ضرورة انسحاب القوات غير اللبنانية من لبنان معربين عن ثقتهم في أن للبنانيين سيادة بمختلف طوائفهم من الوعي والحرص على سلامة بلادهم ما يغنيهم عن تدخل خارجي.

 وقد أعرب جلال الملك الحسين بن طلال وفخامة الرئيس صدام حسين وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح عن سعادتهم البالغة لزيارة جمهورية مصر العربية الشقيقة والالتقاء بسيادة الرئيس محمد حسني مبارك كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم البالغ للحفاوة التي استقبلوا بها من قبل أبناء الشعب المصري الشقيق.

 وأعلن الزعماء الأربعة تصميمهم على مواصلة المسيرة وتكثيف الجهود على طريق العمل الوحدوي الجاد ترسيخاً لأسباب المنعة وتطلعاً لمستقبل أفضل لشعوبهم وشعوب الأمة العربية جمعاء.

------------------------



1/1/1900