وتغيير معالمها الديمغرافية والجغرافية، ورصد الأموال الطائلة لتحقيـق ذلك وبهدف طمس كل ما هو فلسطيني فى القدس الشريف، ووضع شروط جديدة للانسحاب من مدينة الخليل، واللاءات الشهيرة التي خرجت بها حكومة الليكود، ورفضها لمرجعية مدريد للسلام ... ومحاولاتها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء... كلها أمثلة حية تسعى اسرائيل من ورائها لفرض سياسة الأمر الواقع، والالتفاف حول ما تم إنجازه في عملية السلام ... إن تلك المحاولات والإجراءات والممارسات الاسرائيلية لا يمكن القبول بها، كما لا يمكن القبول بالتفاوض في فراغ، أو فيما تسميه اسرائيل التفاوض دون شروط مسبقة، في الوقت الذي تضع هي فيه شروطا تعجيزية، مناقضة للقرارات الدولية ذات الصلة.

          إن ما تطرحه حكومة الليكود من شعار "لبنان أولا" تستهدف به الوقيعة بين لبنان وسوريا، بينما هي تتوسع في إقامة مستوطنات جديدة بالجولان، وتأمل بهذا الطرح تحويل الأنظار عما قامت به القوات الاسرائيلية من عدوان وحشي على جنوب لبنان، وفي مدينة قانا، والذي راح ضحيته الكثير من المدنيين الأبرياء.. والذي يتطلب من المجتمع الدولي أن يبادر بتقديم المسئولين عن هذه المجزرة للمحاكمة.. كمجرمي حرب، إن طرحها لخيار لبنان أولا يهدف أيضا إلى تحللها من الالتزامات والتعهدات والاتفاقات التي تم التوصل إليها سواء في مجلس الأمن أو في مؤتمر مدريد، وبخاصة "مبدأ الأرض مقابل السلام"، والذي تحاول اليوم أن تستعيض عنه .. بمفهوم "الأمن مقابل السلام".

          إنني في الوقت الذي أحذر فيه اسرائيل من مغبة الاستمرار في انتهاج سياسات لا تنسجم ولا تتماشى مع ما أقرته الشرعية الدولية ..

<3>