فإني أعلنها صراحة ان على اسرائيل أن تعي وتدرك أن الأمة العربية عندما اختارت السلام كخيار استراتيجي لها .. فإن هذا الخيار لم يأت عن ضعف أو تهاون، وإنما جاء بعد حروب طاحنة ومفاوضات شاقة، وإصرار كامل على استعادة كل شبر من الأرض العربية المحتلة .. في فلسطين .. وفي الجـولان .. وفي جنوب لبنان ... ان محاولات اسرائيل إفراغ عملية السلام من مضمونها تنذر بانتكاسة عملية السلام التي بذلت فيها جهود دولية وإقليمية ... ان انتكاسة عملية السلام لن تجني منها اسرائيل سوى إشعال شرارة الانتفاضة من جديد، كصورة من صور الدفاع عن الحق العربي المشروع ... ذلك أن الاحتلال لا ينشئ حقا للمغتصب، ولا يوفر له أمنا، وأن مقاومة الاحتلال هو حق مشروع كفلته كافة الشرائع والقوانين.

السيد الرئيس

          إذا كانت القمة العربية قد كلفت أصحاب المعالي وزراء الخارجية بمراجعة التطورات المتعلقة بعملية السلام .. فانني على ثقة ويقين في أن حضراتكم ستولون هذا الموضوع الأهمية المطلوبة، خاصة في ظل الجمود الذي تشهده عملية السلام ... وفي ظل التباطؤ الذي تتعمده الحكومة الاسرائيلية... وفي ظل الممارسات التي تقوم بها لتغيير معالم الأرض العربية المحتلة، الأمر الذي يتطلب منا جميعا العمل على مساندة المفاوض العربي في مواقفه بكل قوة، وفي دعم السلطة الفلسطينية في كفاحها المشروع لتحقيق آمال وتطلعات شعبنا العربي في فلسطين،

<4>