الإقليمية، وإعادة أحياء الحوار بين الشمال والجنوب في مناخ دولي مختلف.

          ولأن هذه التطورات والتغيرات المتلاحقة تؤثر في مسارنا المستقبلي، وعلاقاتنا الدولية في مختلف المجالات، فلا مناص لنا من أن نواكبها ونتعامل معها بما يحفظ مصالح أمتنا ويحقق أهدافها. وفي هذا الصدد نتطلع إلى التعاون العربي الأفريقي كنموذج لما يجب ان تكون عليه علاقات التعاون جنوب - جنوب ، نظرا إلى ما يجمعنا من قواسم وتطلعات مشتركة مع الأخوة في منظمة الوحدة الأفريقية. كما نتطلع إلى توثيق العلاقات مع المجموعة الأوروبية، وهي على أبواب بلورة وحدتها الاقتصادية، والمالية، وكذلك سياستها الخارجية الموحدة، نظرا إلى مصالحنا المشتركة مع أوروبا، ولما تمثله المجموعة من ثقل على الصعيد الدولي.

          ونطمح أيضا إلى تعميق مجالات التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ومع منظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز. كما نتطلع إلى استحداث علاقات مع مجموعات دولية وإقليمية أخرى، مثل مجموعة دول جنوب شرق آسيا ومجموعة دول أمريكا اللاتينية التي أبدت دولها تجاوبا في هذا الصدد وذلك بهدف استكشاف كافة أوجه التعاون الممكنة مع هذه المنظمات.

          وفي هذا المجال يهمنا أن نعبر عن تقديرنا للدور الهام الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، مع التأكيد دوما على إيماننا الكامل بمسؤولية المجتمع الدولي تجاه هذه الوكالة، وما تتطلبه مهامها الإنسانية من دعم مالي.

          ولذا فإنني أناشدكم بذل كل الجهود الممكنة لتوفير كافة أنواع الدعم لهذه الوكالة، وليس الدعم المالي فقط.

السيد الرئيس،

          وفي إطار استعراضي لأمهات القضايا السياسية والمهام الكبرى التي تنتظر

<12>