إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



 

 

          فقد أخذ الوزن الدولي للاتحاد السوفيتي بالتضاؤل، وبالتالي خف دعمه للقضايا العربية وأصبحت مواقفة شبه متطابقة مع مواقف الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت في معظمها منحازة إلى إسرائيل خلال الحقبة المنصرمة.

          لذلك، وفي هذا الإطار، يجدر بنا أن نعيد ترتيب أوضاعنا الدولية على ضوء هذه المتغيرات بحيث يمكن معه إيجاد مكان ملائم لنا في نظام دولي جديد يسيطر عليه على ما يبدو قطب واحد ويقوم على أسس جدّ مختلفة عن المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية.

ثالثا- الأمن القومي العربي:

          تواجه الأمة العربية الكثير من التحديات والتي تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي الشامل، نذكر منها التجزئة والحركات الانفصالية ومشاكل المياه، وتحديات التنمية والتهديد الخارجي بين الفينة والفينة، ولكن يأتي التحدي الصهيوني في المقدمة نظرا للطبيعة العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني القائم على أيديولوجية دينية متعصبة والذي يحظى بدعم لا محدود من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

          ويمتلك الكيان الصهيوني أكبر ترسانة أسلحة في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها أسلحة التدمير الشامل ووسائل إيصال هذه الأسلحة. وقد كان إطلاق صاروخ إسرائيلي قبالة سواحل ليبيا عام 1989 دليلا على ذلك، وناقوس خطر يهدد كل عاصمة عربية، الأمر الذي دعا مجلس الجامعة إلى اتخاذ قرار كلف بموجبه الأمانة العامة للجامعة بوضع دراسة متكاملة حول الأمن القومي العربي وعرضها على المجلس في الدورة التالية.

          ويستند مفهوم الأمن القومي العربي إلى تعريف يقول:

          "هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل الحفاظ على أهداف وأمن الأمة العربية الحاضرة والمستقبلية مع مراعاة الإمكانات المتاحة وإدراك واع للمتغيرات التي تحدث حولنا وداخلنا والتعامل معها" إذن فالهدف الأساسي هو حماية مصالح الأمة العربية وعلى كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

          وفي هذا المجال فإن الأمانة العامة ترى أن تقوم الدول الأعضاء بمدها بمقترحات عملية حول هذا الموضوع حتى يتسنى وضع الدراسة المطلوبة وتقديمها إلى المجلس في دورة قادمة.

<18>