أولا:

لعل أهم هذه الثوابت هو العمل على حل المشكلات العربية في إطارها الطبيعي وهو جامعة الدول العربية باعتبارها حصن العرب الذي يلجأون إليه، وفى هذا السياق، نستشعر جميعا ضرورة إيجاد الوسائل والأجهزة القادرة على حل جميع أنواع الخلافات والنزاعات العربية البينية، وبخاصة إيجاد الصيغ العملية والآليات الفعالة القادرة على منع تكرار ما حدث في الخليج فجر اليوم الثاني من أغسطس/آب 1990، بما في ذلك قيام محكمة العدل العربية، وانشاء قوات حفظ سلام عربية.

ثانيا:

ان المصلحة القومية للأمة هي العليا، وأنه لا تناقض قط بينها وبين المصلحة القطرية، وانما هما متكاملتان على أساس المصير المشترك، وفى إطار الانتماء الواحد، ذلك أن المصلحة القطرية تجد ذاتها وتحقق أهدافها في ظل تكافلها وتكاملها مع مصلحة الأمة. وعلي هذا، فالوطنية لبنة في بنية القومية العربية وليست بديلا أو ندا لها، ان الأمن وحدة لا تتجزأ، وان أمن كل قطر لا يتحقق إلا في إطار الأمن القومي الذي يوفر له مقومات القدرة والاستقرار، وان أمن الأمة متصل بأمن كل قطر من أقطارها.

ثالثا:

ان جامعة الدول العربية هي المظلة التي تعمل في إطارها كافة التجمعات الإقليمية العربية، وإن توثيق الصلات بين الجامعة وهذه التجمعات التي تمثل أحد روافد العمل العربي المشترك، يعتبر أمرا هاما وحيويا، وفى ضوء هذا المبدأ، فلقد تم مؤخرا توقيع محضر اجتماع بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حول مجموعة مبادئ أكدت على أهمية الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية وعلى الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، كما أكدت على أهمية التنسيق بين الأمانتين في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة العربية والدولية من أجل حماية الأهداف والمصالح المشتركة، وتعزيز جهود التنمية.

         والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذه المناسبة ترحب بأى خطوة تهدف إلى توثيق الاتصال والترابط بينها وبين اتحاد المغرب العربي على نفس الأسس والمبادئ.

رابعا:

ان تعدد مهام الجامعة واتساع مجالات عملها يستدعى تنشيط عمل المنظمات المتخصصة في المجالات المحددة لكل منها.. ولقد كانت هذه المنظمات دائما موضع عناية مجلسكم الموقر وتأييده، وفى هذا الصدد أود أن أشير على سبيل المثال، إلى إحدى المؤسسات القومية المتميزة وهى الأكاديمية العربية للنقل البحرى التي قامت مؤخرا بتخريج دفعة من الشباب العربي يدرسون مختلف تخصصات النقل البحرى، ويتدربون على أحدث الأجهزة العلمية،