مؤتمر القمّة العربي الخامس
الرباط 23/ 12/ 1969

         إنعقد مؤتمر القمّة العربي الخامس في الرباط بتاريخ 23 /12 / 1969 ، ولم تكتمل أعماله. لذلك لم يتّخذ هذا المؤتمر أية قرارات، كما لم يصدر عنه بيان ختامي.

خطاب جلالة الملك الحسن الثاني
في الجلسة الختامية للمؤتمر

الحمد لله والصلاة والسّلام على مولانا رسول الله واله وصحبه.

أصحاب الجلالة،
أصحاب الفخامة،
اصحاب السمو،
سادتي،

         إنّني لأشكركم جميعا على ما أبديتموه بالنسبة للقضية العربية، وخصوصا بالنسبة لقضية فلسطين من تتبع للدرس ومن تشبّث بالمبادئ ومن مدافعة عن الحق العربي ومن إيمان صادق بمستقبل فلسطين وتحرير شعبها. وما موقفنا ولا مشاعرنا بالشيء البدع، بل هي مشاعر كل عربي وموقف كل عربي . إنّنا حينما اجتمعنا هنا بالرباط اجتمعنا بعد مدة طويلة حالت بيننا جميعا منذ سنة 1967، تلك السنة المشؤومة التي عشنا فيها النكسة والنكبة.

         ومن ذلك اليوم إلى هذا اليوم، والأحداث تتوالى والأيام والسنون تتوالى، ولا يشبه اوّلها أخرها. فكم من مشكلة جدّت ، وكم من حجر عثرة وجدناها في طريقنا. فهل يا ترى نقص كل ذلك شيئا من عزمنا وقوّتنا وإرادتنا في الصمود؟...

         فهل كل ذلك يا ترى أنسانا دروس الماضى، حتى لا نقع في أخطاء المستقبل؟... أقول لا... كل ذلك فتح أعيننا أمام افاق جديدة، وجعلنا أكثر واقعية حتى لا نقع في ما وقعنا فيه.

         إنه من الطبيعي، والحالة هذه ، أن الرقعة الجغرافية - وهي رقعة البلاد العربية - تمتاز بمزايا كبيرة ، منها أنها على ثلاثة بحور، ومنها أنها جاءت في ناحية حسّاسة من العالم، ومنها أنها تتوفّر على خيرات وكميات كثيرة من الإمكانيات . كل هذا جعلها تتعرّض لمؤامرات ، وجعلها تتعرض

<53>