قضيتا تونس ومراكش: بيان الجامعة بشأنهما:

        استعرض مجلس جامعة الدول العربية الحالة العامة في كل من مراكش وتونس والأحداث الخطيرة التي تسود أرجاء هذين القطرين الشقيقين.
        وقد أحيط المجلس علماً بما أقدمت عليه السلطة الفرنسية من خلع سلطان مراكش سيدي محمد بن يوسف ونفيه وأسرته إلى جزيرة كورسيكا.
        وإنّ جامعة الدول العربية التي تعتبر القضية المراكشية قضية عربية تهدف إلى الحريّة والاستقلال تستنكر أشد الاستنكار هذا العدوان على السيادة المراكشية.
        ويرى مجلس الجامعة أن هذا التدبير الجائر يتجافى مع ميثاق الأمم المتحدة فضلا عمّا فيه من انتهاك صريح للمعاهدات الدولية الخاصة بمراكش.
        وإن دول الجامعة العربية التي تحرص على رعاية الأماني الوطنية للشعب المراكشي الشقيق تعلن أنها لا تعترف بأي حال من الأحوال بالأوضاع غير الشرعية التي فرضتها السلطات الفرنسية في مراكش.
        وقد كانت دول الجامعة العربية تأمل أن تحترم فرنسا القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة بشأن تونس ومراكش. وتسلك سبيل المفاوضة سياسيا للوصول إلى حل سلمي عادل يقوم على أساس ميثاق الأمم المتحدة. ولكن فرنسا قد تجاهلت مشيئة الأسرة الدولية.
        من أجل هذا رأى مجلس الجامعة كخطوة أولى أن تواصل الوفود العربية وإلى جانبها بقيّة وفود المجموعة الآسيوية الأفريقية لدى الأمم المتحدة الجهود السياسية لبسط ظلامة هذين القطرين الشقيقين أمام الجمعية العامة في دورتها الحاضرة. وتعبئة جميع الجهود الدولية في أروقة الأمم المتحدة لتحقيق الحريّة والسيادة لهذين القطرين الشقيقين.
        ومجلس الجامعة إذ يرقب الحالة في مراكش وتونس بالمزيد من الاهتمام والعناية يواصل تأييده لمراكش وتونس في كفاحهما الباسل لنيل الحريّة والسيادة والاستقلال.