إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


بيان حول العراق و إعلان حول فلسطين عن الدورة الطارئة الثانية لمؤتمر القمة الإسلامي

مؤتمر القمة الإسلامية، الدورة الاستثنائية الثانية

الدوحة – دولة قطر

2 محرم 1424هـ  ( الموافق 5 مارس 2003م )

المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

 

إعلان صادر عن القمة الإسلامية الطارئة حول الأوضاع الخطيرة في فلسطين

 

       عقد ملوك ورؤساء وأمراء الدول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعا استثنائيا في الدوحة يوم 5 مارس 2003 لتدارس الأوضاع بالغة الخطورة التي تسود الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية من أوضاع صعبة ومأساوية وجرائم وحشية نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل منذ ثلاث سنوات متتالية ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة جميع أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ وزوارق حربية، مما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين من المواطنين الفلسطينيين العزل. وتستمر إسرائيل في احتلالها للمدن والقرى الفلسطينية وعزلها عن العالم الخارجي وإقامة مئات الحواجز والخنادق وإحكام الحصار على المواطنين والمواد الطبية والتموينية وتدمير للبنى التحتية والمؤسسات والمراكز الفلسطينية والمعاهد والمباني الجامعية والعلمية ودور العبادة والمستشفيات، وتدمير المنازل على ساكنيها وتجريف الأراضي وإتلاف المزروعات وإغلاق معابر الحدود بهدف إخضاع وتجويع الشعب الفلسطيني وزيادة معاناته.

       يأتي هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم المدبر والمقصود في إطار السياسية الإسرائيلية المستمرة الرامية إلى فرض الأمر الواقع وتهويد مدينة القدس الشريف وتقويض جميع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى وقف العدوان واستئناف العملية السلمية.

       يؤكد القادة وقوف الأمة الإسلامية كافة إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية والوطنية بقيادة الرئيس المناضل ياسر عرفات من أجل استرداد حقوقه وفق قرارات الشرعية الدولية وانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران 1967م وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا طبقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 ، كما يؤكدوا مجددا مواصلة تقديم جميع أشكال الدعم السياسي والمعنوي والمادي للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع في مقاومة الاحتلال .

       ويؤكد القادة الموقف الإسلامي من قضية القدس وأهميتها للعالم الإسلامي وخاصة ما تضمنتها لجنة القدس في دورتها التاسعة عشرة التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس، وهو الموقف الذي يؤكد دعم موقف دولة فلسطين الذي يستند إلى التمسك بالسيادة على القدس الشرقية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين المستقلة.

       كما يدين القادة السياسة العدوانية المنهجية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في مصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها وتوسيعها وإقامة الحواجز وجدار الفصل العنصري وشق الطرق الالتفافية وكل النشاطات الاستيطانية الأخرى التي تعد انتهاكا سافرا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 . ويعتبرون المستوطنات لاغية وباطلة ولا أثر قانوني لها ويجب تفكيكها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 465.

ويدين القادة الانتهاكات المنهجية والجسيمة الواسعة النطاق لحقوق الإنسان التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة أعمال القتل الجماعي والعقوبات الجماعية كهدم المنازل وإغلاق المناطق الفلسطينية وهي إجراءات تمثل إرهاب دولة وجرائم حرب ضد الإنسانية وكلها تمثل خرقا جسيما للقانون الدولي الإنساني وانتهاكا صارخا لحق الشعب الفلسطيني في الحياة ، ويدعو القادة إلى عقد اجتماع للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م للنظر في انتهاكات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

ويطالب القادة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين بإجبار إسرائيل على وقف عدوانها الغاشم على الشعب الفلسطيني وتأمين الحماية الدولية اللازمة له درءاً للانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها إلى أن يتمكن من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة وفق قرارات الشرعية الدولية.

       ويؤكد القادة أهمية استمرار التركيز الإعلامي على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبذل جهود إعلامية متواصلة تجاه وسائل الإعلام الدولية لفضح انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني ولاستنهاض الضمير العالمي ولحشد التضامن والتعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني في كفاحه الوطني المشروع،

       ويدعو القادة إلى تخصيص دعم مالي عاجل للسلطة الفلسطينية تخصصه الدول الأعضاء لسداد الاحتياجات الطارئة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد لعامه الثالث على التوالي بما يحقق لها الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية والتعليمية ومساعدة مئات الآلاف من العاطلين عن العمل وبما يدعم صمود الشعب الفلسطيني وأسر الشهداء والجرحى والأسرى وبما يمكن من الحد الأدنى من إعادة البناء وإعادة زراعة ما جرفته الآلة العسكرية الإسرائيلية وإصلاح الطرق والبنى التحتية .

       ويؤكد القادة تبنيهم لمبادرة السلام العربية .

       إن القادة إذ يتطلعون إلى وقف نزيف الدم والتدهور في المنطقة فإن المؤتمر يؤكد ضرورة التحرك الفوري للمجتمع الدولي وخاصةً مجموعة الأربعة الولايات المتحدة والإتحاد الروسي والإتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة من أجل:

-     وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف عمليات الاغتيال والاعتقالات وهدم المنازل وتدمير البنى التحتية وتدمير وانتهاك الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

-     الوقف الفوري لجميع الإجراءات الإسرائيلية العدوانية ضد مدينة القدس الشريف وبقية المدن الفلسطينية لاسيما سياسة التهويد والاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتغيير معالم مدنهم والوقف الفوري لسياسة عزل مدينة القدس الشريف عن محيطها الفلسطيني وإقامة الحواجز حولها ومنع الفلسطينيين من دخولها ووصول أماكنهم الدينية فيها.

-     حمل إسرائيل على وقف بناء الجدار العنصري الذي يلتهم الأرض الفلسطينية ويخلق وقائع مجحفة بحق حدود الدولة الفلسطينية، ويزيد من تفاقم الأوضاع في المنطقة.

-     انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار الداخلي والخارجي ورفع جميع الأطواق المفروضة على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ووقف جميع الإجراءات والممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني والمخالفة لكافة المواثيق والأعراف الدولية.

-     وقف جميع أعمال الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس.

-     إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

-     تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد الجرائم التي يتعرض لها ضمن الحرب العدوانية الإسرائيلية.

-     السماح بدخول المواد الغذائية والطبية إلى الأراضي الفلسطينية، والإفراج عن أموال السلطة الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل.

-     استئناف المفاوضات وفق الأسس التي قامت عليها قرارات مجلس الأمن وخاصة 242، 338، والأرض مقابل السلام ومن النقطة التي توقفت عندها، وفق جدول زمني محدد وأفق سياسي يرتكز على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وحل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً وفق قرارات الشرعية الدولية، خاصة القرار 194.

       ويؤكد القادة تضامنهم التام مع سورية ولبنان ورفضهم لأية تهديدات موجهة ضد هذين البلدين الشقيقين، كما يؤكدون على عودة الجولان السوري المحتل إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967م، وعودة باقي الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا إلى السيادة اللبنانية.