إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

أيها السيدات والسادة

         وسَعَتْ الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي على الصعيد الثقافي إلى وضع آلية تستجيب لمتابعة فكرة إجراء حوار بناء مع الحضارات المعاصرة، وهي فكرة أطلقها فخامة السيد محمد خاتمى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية رئيس القمة الإسلامية الثامنة فلقيت ترحيبا واسعا من الهيئات الدولية، ولا سيما من منظمة الأمم المتحدة التي قررت أن يكون عام 2001 م عاماً للحوار بين الحضارات. ولذا فقد افتُتِحتْ ندوة إسلامية في طهران بتاريخ 3 مايو 1999، سعياً وراء بلورة مشروع استراتيجية إسلامية للحوار البناء مع الحضارات شارك فيها مجموعة من رجال الفكر المسلمين تمخضت عن صدور "إعلان طهران" الذي يدعو ممثلي الحضارات الأخرى إلى المشاركة في البحث عن القيم المعنوية والأخلاقية المشتركة التي يمكن أن تشكل مرجعا يعتمد عليه لقيام نظام عالمي جديد.

         وتمشيا مع هذه الروح، وانتهاجاً لسبيل الحوار بين الحضارات، وسعيا وراء التعريف بحضارتنا الإسلامية اتفقت البعثة الدائمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لدى الأمم المتحدة مع إدارة متحف المتروبوليتان في نيويورك، على تنظيم معرض للحضارات والفنون الإسلامية، في المتحف المذكور، يوم أول أكتوبر من هذه السنة، أي في يوم عقد الاجتماع التنسيقي الوزاري على هامش الدورة الرابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيتفضل بافتتاح المعرض أصحاب المعالي السادة وزراء خارجية الدول الأعضاء بحضور شخصيات مرموقة من المشاركين في أعمال الجمعية العامة.

         وعملت الأمانة العامة كذلك من أجل توثيق الروابط الثقافية بين الدول الأعضاء فعقدت بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء الثقافة الذي اجتمع بالرباط تحت رعاية جلالة الملك الحسن الثاني ملك المغرب من 12 إلى 14 نوفمبر 1998 م.

         وقد وضع هذا المؤتمر الآليات المناسبة لتطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وكلف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بمتابعة الموضوع مع جهات الاختصاص في الدول الأعضاء بالتنسيق مع الأمانة العامة.

         ومن ناحية أخرى خصصت الأمانة العامة وقتاً غير قصير للتغلب على مشاكل جامعة النيجر وجامعة أوغندا الإسلاميتين، وهما من أهم الإنجازات التي حققتها المنظمة منذ تأسيسها، نظرا لدورهما المأمول في نشر ثقافة الإسلام، والتعريف بخصائص حضارته، في القارة الإفريقية، ولتصديهما للهجمات التي تحاول النيل من الإسلام، في الوقت الحاضر. وتقوم الأمانة العامة حاليا باتصالات مع بعض الجهات المانحة لتوفير الأموال الضرورية للوقف الذي أنشئ لهاتين الجامعتين كي يضمن لهما موارد كافية ثابتة ويمكنهما من مواجهة ما يعترضهما من صعوبات.

         وحُظِيَت الموضوعات الاجتماعية بعناية خاصة، وفي نطاق ذلك تُعِدُّ الأمانة العامة العدة حاليا لعقد المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الشباب والرياضة الذي ستستضيفه حكومة خادم الحرمين الشريفين في المستقبل القريب لبحث مختلف قضايا الشباب في المجتمعات الإسلامية.

<9>