إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الثالث عشر في نيامي - جمهورية النيجر 22 - 26 أغسطس 1982 - البيان الختامي
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة

         وذكر معاليه بأن المؤتمر الثالث عشر ينعقد في ظرف تعيش فيه أمتنا الإسلامية مرحلة من أخطر المراحل في تاريخها الحديث، وأكد المواقف المبدئية لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله البطولي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي الوحيد ورائداه في تحرير وطنه المغتصب واستعادة حقوقه الوطنية الثابتة.

         وتطرق إلى تطور الأحداث في الشرق العربي خلال الأشهر القليلة الماضية تطورا قد يكون له انعكاسات مفجعة على مصر أمتنا بأكملها نظرا لاستمرار سياسة الكيان الصهيوني والمتواطئين معه، واستنكر بشدة الموقف الذي انفردت به في المحافل الدولية حكومة الولايات المتحدة التي استمرت في مساندة الغزو الصهيوني للبنان بكل طاقاتها مما أطلق يد الآلة العسكرية الصهونية في تدمير المدن اللبنانية ومخيمات اللاجئين الفلسطينين. وبين معالي الأمين العام أن أمريكا ما كانت تقف موقفها هذا في تأييد الكيان الصهيوني العسكري لو أن جهودنا الإسلامية والعربية دخلت مرحلة العمل الإيجابي.

         ودعا معاليه إلى حشد كل الطاقات للعمل على انسحاب القوات الغازية من لبنان والحفاظ على احترام استقلاله وسلامة أرضيه ووحدته الوطنية وللتوصل في الوقت ذاته إلى حل عادل للمشكلة الفلسطينية والحيلولة دون محاولة القضاء على القيادة الفلسطينية متمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ووجه معاليه تحية إلى أبطال المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية التي بصمودها وبطولتها أثبتت قدرتها على النضال وفندت أسطورة إسرائيل التي لا تقهر.

         ثم تحدث معالي الأمين العام عن الحرب العراقية الإيرانية وشرح جهود لجنة السلام الإسلامية ومساعيها للتوفيق بين الدولتين المتحاربتين ولوضع حد لهذه الحرب الدامية التي لا تخدم مصلحة أي منهما، وبين أن تلك الجهود مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لوضع حد لهذه الحرب "لنتفرغ إلى مواجهة عدونا الحقيقي المشترك: إسرائيل".

         ثم تناول قضية أفغانستان فقال إنه على الرغم من النداءات المتواصلة لوجوب انسحاب القوات الأجنبية واحترام الاستقلال السياسي والوحدة الإقليمية والطابع غير المنحاز لذلك البلد الإسلامي الشقيق فإن الاتحاد السوفيتي لم يعر ذلك اهتماما. وكرر معاليه ما كان صرح به سابقا من أنه لا خلاف بيننا وبين الاتحاد السوفيتي سوى قضية أفغانستان لأن أفغانستان جزء لا يتجزأ من الوطن الإسلامي ولأننا نؤمن إيمانا مطلقا بحرية الشعوب في التصرف في شئونها واختيار أنظمتها.

         وانتقل معالي الأمين العام إلى عرض بعض نشاطات منظمة المؤتمر الإسلامي فذكر أن عدة مؤسسات وأجهزة إسلامية جديدة قد رأت النور خلال السنة الماضية في الميادين الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بفضل روح التعاون والتضامن التي سادت بين الأمانة العامة والحكومات الإسلامية.

         وذكر معالي الأمين العام أن علاقات أفريقيا مع العالم العربي والإسلامي ليست وليدة ظروف سياسية واقتصادية راهنة بل هي علاقة حضارية قديمة تعود إلى فجر الإسلام، وأعرب عن الارتياح لأن قرابة ثلثي سكان القارة يدينون بالإسلام ولأن مستقبل الإسلام في أفريقيا مستقبل واعد مبشر بكل خير بإذن الله.

<4>