مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي التاسع والعشرون في الخرطوم ـ جمهورية السودان

(دورة التضامن والحوار)

تقرير وقرارات الشؤون الثقافية والاجتماعية ـ القرار الرقم 40/29- ث

المصدر: منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة

 

القرار الرقم ‍40/29 ـ ث

حول المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)

 

إن المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية، في دورته التاسعة والعشرين (دورة التضامن والحوار)، المنعقدة في الخرطوم - جمهورية السودان خلال الفترة من 14 إلى 16 ربيع الثاني 1423هـ الموافق 25 إلى 27 يونيه 2002م،

إذ يستذكر القرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة الإسلامية، والمؤتمرات الإسلامية الأخرى، خاصة الدورة التاسعة لمؤتمر القمة الإسلامي،

وإذ أخذ علماً، مع التقدير، بالمشاريع والبرامج والأنشطة المنفذة من قبل الإيسيسكو لفائدة الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية، والتي ساهمت بامتياز في تطوير الحركة التربوية والعلمية والثقافية في العالم الإسلامي،

وبعد الاطلاع، مع فائق التقدير، على التقرير المتميز للمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حول نشاطات الإيسيسكو والاستماع إلى العرض القيم لممثلها:

1. ينوه بالبرامج والأنشطة المضمنة في خطة عمل الإيسـيسـكو للسـنوات 2001/2003 وموازنتها، وكذا بالمشاريع والمحاور المدرجة في خطتها متوسطة المدى للسنوات 2001/2009. ويعبر عن تقديره وارتياحه لما تضمنته الخطتان من مشاريع وبرامج وأنشطة تربوية وثقافية وعلمية ومعلوماتية، تميزت بالابتكار والتجديد والتكامل في اختيار المشروعات، مما يستجيب لحاجيات الأمة الإسلامية ولتطلعاتها نحو تحقيق النهضة الشاملة والقدرة على مواجهة التحديات.

2. يشيد بالإنجازات الرائدة التي حققتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، في ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال، التي جعلتها محل تنويه وإشادة وتقدير الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية التي استفادت منها. ويطلب منها الاستمرار في بذل جهودها الرائدة لتحقيق أهدافها السامية.

3. يعتمد التقرير الختامي والقرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى للتربية والثقافة في الغرب، الذي عقدته الإيسيسكو في ميلانو بإيطاليا في 16 يونيه 2002م. كما يعتمد مقررات وتوصيات الاجتماعات التي عقدتها الإيسيسكو لفائدة رؤساء المراكز الثقافية الإسلامية في الغرب (الأرجنتين، إيطاليا، فنزويلا، سنغافورة، ألمانيا)، وذلك في إطار تنفيذ إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب، التي أعدتها الإيسيسكو واعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي التاسع في الدوحة 12 – 14 نوفمبر 2000م، وكلف الإيسيسكو بتنفيذها.

4. يرحب بمصادقة المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة (الدوحة ديسمبر 2001م) على إنشاء قناة فضائية إسلامية باللغات الحية، للتعريف بالثقافة والحضارة الإسلاميتين وإبراز صورة الإسلام في العالم. ويدعو المدير العام للإيسيسكو لمتابعة دراسة هذا الموضوع مع الجهات والمؤسسات المعنية والمتخصصة في هذا الشأن، وإلى رفع تقرير عن مراحل تقدم هذا المشروع إلى الدورة التاسعة والعشرين للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية.

5. ينوه بالأداء المتميز للمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وبالدور الفعال الذي تقوم به المنظمة برعايته من أجل تحقيق النهضة التربوية والعلمية والثقافية للعالم الإسلامي. ويقدر عالياً جهوده الموفقة في الحصول على موارد مالية إضافية من خارج موازنتها، مكنتها من تنفيذ عدد من برامجها ومشاريعها الحضارية الكبرى وتوفير احتياط هام من الموارد المالية.

6. يشيد بتبرع صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ مليون دولار، وبتبرع صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز بمبلغ خمس مائة ألف دولار للبدء في بناء مقر الإيسيسكو الدائم بالرباط. ويبارك شروع المدير العام للإيسيسكو في عمليات البناء. وينوه بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، بوضع حجر الأساس لبناء المقر الدائم للإيسيسكو يوم 3 مايو 2001م. كما يشيد بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على تفضله بتأمين مقر مجهز وموازنة سنوية سخية للمكتب الإقليمي للايسيسكو بالشارقة.

7. يبارك وينوه بالتعاون القائم بين الإيسيسكو وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية في مختلف المجالات التربوية والعلمية والثقافية في الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية، وبخاصة في إطار برنامج دول الساحل الإفريقي لنشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، الذي تنفذه الإيسيسكو بتمويل كامل من الجمعية. ويعبر عن ارتياحه للنشاطات التي يقوم بها مركز الإيسيسكو في إنجامينا.

8. يعبر عن اعتزازه بالتنظيم الجيد والناجح لأشغال المؤتمر العام الثاني لاتحاد جامعات العالم الإسلامي بكوالالمبور خلال شهر أبريل 2001م. والمجلس التنفيذي خلال شهر مارس 2002م بالرياض. ويؤكد على قرارات مؤتمره العام الثاني بشأن دعوة الأمين العام للاتحاد لمواصلة تنفيذ أنشطة التعاون مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئاتها المتخصصة، وتكثيف التنسيق والتشاور معهما. وينوه بمبادرة الأمين العام للاتحاد لمشاركته في المؤتمرات الإسلامية والدولية والتعاون مع المنظمات والهيئات الموازية. كما يدعو الجامعات الإسلامية التي لم تنخرط بعد في الاتحاد إلى الإسراع إلى ذلك.

9. يعرب عن فائق تقديره لجهود الإيسيسكو وللأنشطة التي نفذتها من أجل تصحيح صورة الإسلام في الغرب، ومواجهة المحاولات التي تشنها عدة وسائل إعلام غربية بهدف الإساءة إلى الدين الإسلامي ومقدساته، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر. وينوه بحسن تنظيم هذه الأنشطة وبالمستوى الأكاديمي والعلمي للشخصيات المشاركة فيها. ويعتمد البيانات والقرارات والتوصيات الصادرة عنها. ويتقدم بفائق عبارات التقدير والامتنان لصاحبي السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، على دعمهما السخي للإيسيسكو لتنفيذ هذه الأنشطة.

10. يعبر عن اعتزازه بالموقع المتميز الذي أصبحت تحتله الإيسيسكو على الساحة الدولية، من خلال إقامة علاقات تعاون فاعلة مع كبريات المنظمات الدولية والإقليمية الموازية، أدت إلى تنفيذ مئات من البرامج المشتركة، مما ساهم في امتداد عملها وتعزيز مصداقيتها وإشعاعها الدولي، ومكنها من توفير موارد مالية إضافية هامة، مما أهلها هذا الموقع الجديد للإسهام الفعال في البناء الحضاري للأمة الإسلامية وتحقيق نهضتها الشاملة.

11. يعبر عن ارتياحه لمستوى منشورات الإيسيسكو. وينوه بما تضمنته من مواضيع ودراسات وأبحاث تربوية وعلمية وثقافية رائدة، تستجيب لحاجيات الأمة الإسلامية ولتطلعاتها في تحقيق نهضتها الشاملة ومواجهتها للتحديات الحضارية والفكرية والعلمية والتكنولوجية للمرحلة القادمة.

12. يشيد بالمشاريع الحضارية الكبرى التي أعدتها الإيسيسكو، بغية تطوير مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال في العالم الإسلامي. وينوه بالمشروع الذي أعدته الإيسيسكو لنشر ثقافة السلام في إفريقيا وتعتمده. كما يدعو الدول الأعضاء والمؤسسات الدولية والإسلامية والعربية إلى الإسهام في تمويل تنفيذ هذه المشاريع. كما يعبر عن فائق شكره وامتنانه إلى أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول الأعضاء، على تفضلهم بتمويل تنفيذ عدد من هذه المشاريع، وخاصة الهادفة إلى نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وتصحيح صورة الإسلام في الغرب وأمريكا وآسيا.

13. يرحب بالتوقيع على بروتوكول للتعاون المشترك يوم 30 يناير 2001م بالدوحة، بين الإيسيسكو وإرسيكا بهدف تطوير مجالات التعاون بينهما، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، خدمة للقضايا الثقافية للأمة الإسلامية.

14. يعبر عن اعتزازه البالغ بالدور التنسيقي الذي تقوم به الإيسيسكو مع اليونسكو، بهدف إبراز الإسهامات الهامة للحضارة العربية الإسلامية في تراث الغرب والإنسانية جمعاء. كما يقدر عالياً تحركات الإيسيسكو وتنسيقها مع اليونسكو، من أجل إبراز موقف الإسلام من المحافظة على التراث الإنساني وتحديد قائمته. ويعتمد بيان الدوحة الصادر عن الندوة الدولية التي عقدتها الإيسيسكو بالإشتراك مع منظمتي اليونسكو والألكسو في ضيافة دولة قطر، بموازاة مع أشغال المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة (الدوحة 30 – 31 ديسمبر 2001م).

15. يقدر عالياً جهود المدير العام للإيسيسكو في مجال العمل التنسيقي بين الدول الأعضاء، في ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال. ويعبر عن اعتزازه بالنتائج والقرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماعات التنسيقية، التي عقدتها الإيسيسكو على هامش المؤتمر العالمي للتعليم العالي بفرنسا، والمؤتمر العالمي للتعليم التقني والمهني بكوريا، والمؤتمر العالمي للعلوم بالمجر. ويعتمد البيان الختامي للاجتماع التنسيقي لوزراء التربية والتعليم الذي نظمته الإيسيسكو بباريس يوم 17 أكتوبر 2001م، على هامش الدورة الحادية والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو، والذي ناقش سبل إسهام وزراء التربية في الدول الأعضاء في تنفيذ الإستراتيجية الثقافية.

16. يطلب من الإيسيسكو مواصلة جهودها المحمودة للحفاظ على هوية القدس الشريف ومقدساته، وحماية ودعم المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية من كل محاولات الهدم والطمس والتهويد.

17. يشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تفضلها بطلب استضافة الدورة الثامنة للمؤتمر العام للإيسيسكو خلال شهر نوفمبر 2003م، والمنتدى العالمي الثاني للبيئة من منظور إسلامي خلال النصف الأول من عام 2003م. كما يشيد باستضافتها المؤتمر العالمي حول البيئة والأديان الذي عقدت في طهران في الفترة من 18 إلى 20 يونيه 2001م، تحت الرعاية الكريمة لفخامة السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من أجل إبراز مواقف الإسلام الرائدة في قضايا البيئة. كما يقدر المساهمة القيمة للمدير العام للإيسيسكو في أعمال هذا المؤتمر. كما يتقدم بخالص عبارات الامتنان لحكومة الشارقة على تفضلها باستضافة الدورة الثانية والعشرين للمجلس التنفيذي للإيسيسكو خلال شهر ديسمبر 2001م.

18. يعتمد قرار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وقرار الاجتماع التنسيقي بين منظومتي الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي (فيينا يونيه 2000م)، القاضي بتعيين الإيسيسكو كنقطة اتصال في الاجتماعات التنسيقية لمؤسسات ووكالات منظومتي الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي، عوضاً عن المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية "افستاد"، وذلك في مجالات تطوير العلوم والتكنولوجيا والبيئة والصحة والسكان.

19. يثني على الإسهامات الأكاديمية والتنظيمية المتميزة للإيسيسكو في عقد المؤتمر العالمي للطاقة المتجددة (ألمانيا يونيه 2002م)، والمؤتمر الدولي حول التعليم العالي في الوطن العربي (مراكش، مارس 2002م). وينوه بأنشطة التعاون الجديدة المتفق عليها بين الإيسيسكو وكل من اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للأنشطة السكانية، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والوكالة التونسية للتعاون الفني والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، لعامي 2002/2003 والتي ستستفيد منها الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية.

20. يقدر مبادرة صاحبي الفخامة الرئيس زين العابدين بن علي، والرئيس عمر البشير، بتقليد المدير العام للإيسيسكو أعلى وسام في الجمهورية التونسية وجمهورية السودان، تقديراً منهما لحسن إدارته للمنظمة، ولجهوده المتميزة من أجل الإسهام في تطوير الحركة التربوية والثقافية والعلمية في الدول الأعضاء.

21. يؤكد على أهمية إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب، في تحديد المشاريع والبرامج المنفذه لفائدة الجاليات والأقليات الإسلامية في دول المهجر. كما يؤكد على أن الإيسيسكو تظل الجهاز الوحيد المتخصص في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، المكلف من قبل مؤتمر القمة الإسلامي التاسع بتنفيذ هذه الإستراتيجية وتنسيق عمل المراكز الثقافية الإسلامية في الغرب.

22. يشيد وينوه بانضمام كل من الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، وجمهورية الكوت ديفوار، والكاميرون، وجمهورية التوغو، إلى عضوية الإيسيسكو. ويناشد الدول الأعضاء التي لم تنضم بعد إلى عضوية الإيسيسكو المبادرة إلى ذلك، والمشاركة الفعّالة في مشروعاتها وبرامجها. ويلتمس من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، رئيس القمة الإسلامية التاسعة، ومن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مواصلة بذل مساعيهما الحميدة لدى قادة هذه الدول من أجل تحقيق هذا الهدف. ويطلب من الأمين العام متابعة هذا الموضوع، ورفع تقرير عنه إلى الدورة الثلاثين للمؤتمر الإٍسلامي لوزراء الخارجية.

23. يشكر الدول الأعضاء التي سددت مساهماتها في موازنة الإيسيسكو. ويدعو الدول الأعضاء التي لم تسدد حصصها بعد أو التي عليها متأخرات، إلى المبادرة بالوفاء بالتزاماتها المالية، لتمكين الإيسيسكو من تنفيذ برامجها ومشروعاتها التربوية والعلمية والثقافية، ذات الأهمية البالغة للعمل الإسلامي المشترك في هذه المجالات الحيوية، حفاظاً على هوية الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات الحضارية الكبرى، التي تواجه الأمة الإسلامية في مطلع القرن الحادي والعشرين.

24. يعرب عن فائق عبارات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وإلى سمو ولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وإلى النائب الثاني صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، لموافقة المملكة العربية السعودية على استضافة المجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي (فبراير 2002م)، والمجلس الاستشاري لتنفيذ الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي (مارس 2002م)، وبالخصوص على دعم المملكة العربية السعودية السخي لتنفيذ البرامج والنشاطات التي تنفذها الإيسيسكو في مجال تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية.

25. يتقدم بأصدق عبارات الشكر والامتنان إلى المملكة المغربية (دولة المقر)، وإلى عاهلها الكريم جلالة الملك محمد السادس، لتفضله برعاية عدد من أنشطة المنظمة التي عقدتها في المملكة المغربية وتوجيه رسائل سامية للمشاركين فيها، وعلى الدعم الموصول الذي تلقاه من حكومة جلالته، حتى تقوم بمهامها في أحسن الظروف.

26. يطلب من الأمين العام متابعة هذا الموضوع، ورفع تقرير عنه للدورة الثلاثين للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية.