إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الولايات المتحدة الأمريكية









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

هنري كيسنجر

"Henry  Kissinger"[1]

وزير خارجية أمريكا (1973 ـ 1977)

 

 

ولد هنري ألفرد كيسنجر، عام 1923، في ألمانيا، من أصل ألماني يهودي. وانتقلت أسْرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1938. حصل على الجنسية الأمريكية، عام 1943. وخدم في الجيش الأمريكي، خلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945). درس العلاقات الدولية، في جامعة هارفارد، بعد أن حصل منحة دراسية، عام 1946، وحصل على ثلاث درجات علمية، كان آخرها درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، من جامعة هارفارد، عام 1954.

وبعد حصوله على الدكتوراه، عمل هنري في مجلس العلاقات الخارجية لولاية نيويورك. وخلال عمله في المجلس، كوَّن مجموعة، لدراسة العلاقات الأمريكية ـ السوفيتية وتحليلها، وبخاصة العلاقات العسكرية، في زمن الأسلحة النووية.

وفي عام 1957، عاد هنري إلى هارفارد. فواصل أبحاثه ودراساته، إلى أن عُيِّن أستاذاً في جامعتها، عام 1962. وخلال عقدَي الخمسينيات والستينيات، تناول كيسنجر بالتحليل عديداً من الموضوعات السياسية الساخنة. ونالت تحليلاته شهرة واسعة، لدقتها الفائقة، إلى الحدّ الذي استدعي معه كيسنجر، ليشارك في إعداد مشروعات بحثية، للرئيس كيندي.

كان مستشاراً للرئيسَين أيزنهاور، وكيندي. وعمل مساعداً للرئيس لشؤون الأمن القومي  (1968م ـ 1975). وعينه الرئيس نيكسون وزيراً للخارجية الأمريكية، عام 1973، خلفاً لوليام روجرز "William Rogers"؛ وظل في هذا المنصب، حتى 20 يناير 1977. وعندما تولى جيرالد فورد الرئاسة، خلفاً لنيكسون، عام 1974، استمر كيسنجر في منصبه وزيراً للخارجية، ومساعداً للرئيس لشؤون الأمن القومي، كذلك. وكان في عهدَي نيكسون وفورد، هو مستشار السياسة الخارجية الأكثر نفوذاً، والأكثر نشاطاً، في كثير من القضايا العالمية.

من أهم إنجازاته المفاوضات، التي أجراها مع الفيتناميين الشماليين (1969 ـ 1973)، والتي أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب الفيتنامية، وقّعته الولايات المتحدة الأمريكية، وفيتنام الشمالية، وفيتنام الجنوبية، والفيتكونج. وقد حصل هنري كيسنجر، ولي دَك ثُو، المفوض الرئيسي لفيتنام الشمالية، على جائزة نوبل للسلام، لدورهما في التوصل إلى وقف إطلاق النار؛ إلا أن القتال استمر حتى انتهت الحرب، عام 1975.

يرجع الفضل إلى كيسنجر في تحسين العلاقات الأمريكية بالكتلة الشرقية، وعلى رأسها عملاقا الشيوعية: الاتحاد السوفيتي والصين. فقد ذهب كيسنجر إلى الصين، عام 1971، للترتيب لزيارة الرئيس الأمريكي نيكسون، عام 1972، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. كما ذهب إلي موسكو، عام1972، لترتيب لقاء الرئيس نيكسون زعماء الاتحاد السوفيتي، مما أدى إلى توقيع معاهدة (SALT I) للأسلحة الإستراتيجية.

كما عمل كيسنجر على تحسين العلاقة، بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، عقب الحرب العالمية الثانية.

وفي أعقاب حرب 1973، بين العرب وإسرائيل، سعى كيسنجر عام 1974، إلى توقيع اتفاقيات فصل القوات، بين إسرائيل والقوات المصرية والسورية؛ وإيجاد تسوية للحرب بين الطرفَين، مهدت الطريق أمام الرئيس المصري، أنور السادات، لزيارة القدس، ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

ومنذ عام 1977، وهو محاضر وناقد للقضايا الخارجية. ونشر مجلدَين من مذكراته: الأول، "سنوات البيت الأبيض"، عام 1979؛ والثاني، "سنوات الغليان"، عام 1982؛ وكتاب "ثمن القوة"، عام 1983؛ إضافة إلى أكثر من أربعين مقالاً صحافياً، تناول فيها بالتحليل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، والعلاقات الدولية.

وفي عام 1983، عيَّنه الرئيس رونالد ريجان، رئيساً للهيئة القومية الفيدرالية؛ ومهمتها تطوير السياسة الأمريكية، تجاه أمريكا الوسطى. ويقال عن هنري كيسنجر، إنه كان شغله الأكبر الحياة السياسية، وخاصة الدبلوماسية السرية. كما قيل عنه إنه تميز بالهدوء، بل البرود؛ واستطاع استخدام المفكرين الليبراليين، إلى جانب المحاربين، إبّان الحرب الباردة.

حصل كيسنجر على جوائز، في غير مكان، في داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها. فإضافة إلى حصوله على جائزة نوبل للسلام، عام 1973، حصل، كذلك، على منحة جاجنهايم "Guggenheim Fellowship"، عامَي 1965 و1966؛ وجائزة وودرو ويلسون، لأحسن الكتب في السياسة الدولية والشؤون الحكومية، عام 1958، وجائزة المركز الأمريكي للخدمة العامة؛ وجائزة ثيودور روزفلت الدولية، عام 1973. وميدالية دوايت إيزنهاور، للأعمال المتميزة؛ وجائزة الأمل للتفاهم الدولي، عام 1973.

هنري كيسنجر وجائزة نوبل للسلام[2]

عندما قررت مؤسسة نوبل منح هنري كيسنجر جائزة نوبل للسلام، عام 1973، لم يكن ذلك نتيجة لنجاحه المتميز في إبرام الاتفاقات، ولا لجولاته السياسية، ولا لدوره في التمهيد للتسوية السلمية، بين مصر وإسرائيل.

عندما عاد هنري كيسنجر يرتدي الزي العسكري الأمريكي، ليهاجم موطنه الأصلي (ألمانيا) ويحتله؛ ويجد النازية قد قتلت أقاربه وأصدقائه، لم يكن عائداً ليعلن انتقامه، بل كان جندياً مطيعاً، ينفِّذ الأوامر.

وعندما تقدم للحصول على درجة الدكتوراه، كانت رسالته عن أوروبا في الفترة، التي تلت انتهاء أحلام نابليون بالسيطرة على العالم؛ واصفاً تلك الحالة بالسلام الحذر، الخائف من أن تظهر قوة جديدة، تقلّد الإمبراطور الفرنسي.

وعندما بدأ كيسنجر عمله السياسي، بوصفه وسيطاً ومبعوثاً أمريكياً، للتفاهم مع الفيتناميين الشماليين، لم يكن لديه حلول وإجابات جاهزة، أُعطيت له، لينهي بها الصراع في فيتنام. ولكنه سافر إلى الفيتناميين، وحاورهم وناقشهم، واستطاع اكتشاف رغبتهم في السلام؛ واتفق معهم على إنهاء الحرب.

وعندما زار عملاقَي الشيوعية، الاتحاد السوفيتي والصين، لم يكن لديه ضغوط أو وسائل تهديد، يضغط بها عليهما، لوضع اتفاقات الحدّ من التسلح النووي. ولكنه ناور، وجادل، واستخدم كل وسائل الاقناع الممكنة، حتى يستطيع الوصول إلى صيغ مقبولة من جميع الأطراف.

وعندما زار عدداً من الدول العربية، بعد حرب أكتوبر 1973، لم يكن يحمل سوى مبادئه السياسية، التي كتبها في أبحاثه، وسنحت له الفرص المتتالية، أن يطبقها تطبيقاً عملياً.

لقد رسم كيسنجر خطاً من الخطوط، ومهد طريقاً من الطرق، للوصول إلى السلام الحقيقي، الذي يحقق الأمن والرخاء والاستقرار، لكل إنسان حي.

 



[1] صناع الحضارة أعلام القرن العشرين، ص250- الموسوعة العربية العالمية، ط2، 1999، ج20،ص373.

[2] ترجمة من نصوص المحاضرات التي ألقيت عند تسليم جوائز للسلام عن أعوام 1971 -.