إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / شبه جزيرة سيناء




أثر النبي صالح
محمية سانت كاترين
نخيل شاطئ العريش
مسجد وكنيسة داخل الدير
نقوش معبد سرابيط الخادم
الشعب المرجانية
دير سانت كاترين
فندق طابا
قلعة صلاح الدين
قاع البحر


المدن في سيناء
التقسيم الإداري لسيناء
استراتيجية سيناء العسكرية
توزيع القوات المصرية
تضاريس سيناء



ب

ب. النشاط السياحي ومقوماته (انظر خريطة المدن في سيناء)

تعد سيناء كنزاً سياحياً يضيف إلى مستقبل مصر أبعاداً جديدة، ومناطق جذب لسوق السياحة العالمية. ولدى سيناء مقومات وسمات تجعلها من أفضل المناطق السياحية في العالم، لما تحويه من أثار فرعونية ودينية ( يهودية و قبطية و إسلامية ) بجانب السياحة الطبيعية والصحراوية.

وقد وهب الله سبحانه وتعالى سيناء طبيعية ساحرة، تمثل  في الجبال الشاهقة والوديان والسهول والسواحل الرملية حيث المياه الصافية الهادئة، والجزر ذات الشعاب المرجانية والأسماك النادرة. وفضلاً عن السياحة العلاجية هناك السياحة العسكرية لأمجد الانتصارات المصرية.

ويمكن تقسيم المجالات السياحية في سيناء إلى:

(1). السياحة الدينية وتتمثل في:

(أ). دير سانت كاترين:

أمر بتشيده الإمبراطور الروماني "جوستنيان" ليحتمي الرهبان في داخله، يقع في منطقة جبلية وعرة المسالك حبتها الطبيعة بجمال أخاذ مع طيب المناخ ووجود المياه العذبة. على بعد 130 كيلومتراً من أبو زنيمة، جنوب سيناء. وهو أشبه بحصن من حصون القرون الوسطى بل أن سوره الخارجي هو سور حصن في حقيقة الأمر لأن أكثر أجزائه السفلي على الأقل، مشيدة بأحجار الجرانيت، أسواره ضخمة شاهقة ذات أبراج في الأركان، كما زوده أجزائه العليا بفتحات خاصة بما يساعد على الدفاع عنه، إذ كان الرهبان يستطيعون إلقاء الأحجار الكبيرة أو صب الماء أو الزيت المغلي منها.

والسور الخارجي رباعي الشكل، أضلاعه غير متساوية في طولها نظراً لطبيعة المكان إذ تبلغ أطواله 117 × 80 × 77 × 76 متراً على وجه التقريب، أما ارتفاع الجدران فيراوح بين 15،12 متراً[1]، وقد حدثت فيه ترميمات كثيرة على مر العصور وعلى الأخص في السور الشرقي المُعرض لنزول السيول من الجبل. وكان المدخل الأصلي للدير من الناحية الشمالية ولكنه مسدود الآن. وكان للدير مدخلان آخران في العصور القديمة، أحدهما في الجهة الشرقية وكان يسمى باب الريس وقد سدوه أيضاً في عام 1722 وفتحوا على مقربة منه الباب الحالي المستخدم في الوصول إلى الدير.  ويوجد فوقه الكشك الخشبي البارز من الجدار والذي يتدلى منه حبل كان يستخدم إلى عهد قريب لصعود الزائرين خوفاً من فتح الباب في أيام عدم الطمأنينة. وكانوا يستخدمون لرفع الزائرين جهازاً أشبه بالعصارة كان يديره الرهبان، وما زال هذا الجهاز في داخل الدير يستخدمونه في رفع الأشياء الثقيلة أو بعض الأثاث الذي يصل إلى الدير. وفي الأسوار الخارجية بعض أحجار منقوشة أو مكتوبة، أصبحت قراءة القديم منها صعبة ولكن الحديث منها ظاهر وواضح وأحدها يسجل ما قام به القائد الفرنسي "كليبر" في إصلاح بعض الأجزاء العليا من السور عام 1802.   

وفي داخل السور توجد الكنيسة الكبيرة التي يحفظ بداخلها الأيقونات والصناديق والأواني الذهبية والفضية وغير ذلك من النفائس والحلي، كما توجد أماكن إعاشة الرهبان وجميع ما يلزم لحياتهم واستراحة الزائرين، كما يوجد أيضاً مسجد مواجه للكنيسة. كما توجد مكتبة الدير وهي ملأى بنفائس المخطوطات.

أهم معالم الدير

·    كنيسة البازيليكا: أنشأها الأمبراطور "جوستنيان" في القرن السادس الميلادي، وهي إحدى كنائس العالم الهامة، لا بسبب ما فيها من تحف لها مكانتها بين كنوز العالم وإنما بما حوته جدرانها من فسيفساء قديمة ومكانة هذه الكنيسة البيزنطية الهامة في التاريخ المسيحي، لأنها إحدى الكنائس القليلة في العالم التي تعرف تماما أن بناءها يرجع إلى عهد "جوستنيان"، وأنها رغم الاعتداء عليها أكثر من مرة ونهب محتوياتها ظلت محتفظة ببنائها وفسيفسائها النادرة حتى الآن.

وإذا ضربنا صفحاً عما ذكره الكثيرون من أن القديسة "هيلانة" هي أول من أسس كنيسة العذراء في هذه البقعة، في المكان الذي تقوم فيه الشجرة المقدسة ـ "شجرة العليقة المباركة". التي رآها سيدنا موسى علية السلام مضيئة في الليل كالنار، فتوجه صوبها حيث ناداه ربة. قال سبحانه وتعالى: ]فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ءَانَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءَانَسْتُ نَارًا لَعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ[ (القصص: 29). وأن الذي كلفهم "جوستنيان" ببناء الكنيسة الجديدة لم يجدوا بقهة مقدسة أكثر منها فأقاموا في مكانها الكنيسة الحالية، فإن الأدلة الأثرية تثبت أن الكنيسة الحالية هي كنيسة "جوستنيان"، وأن هذه الأدلة تعتمد على طراز الأعمدة والفسيفساء وعلى النقوش اليونانية المدونة سواء فوق الباب أو ما زالت محفوظة على بعض كتل الأخشاب التي سقفت بها الكنيسة، وعلى بعض الأشياء الأخرى.

ولم تكن هذه الكنيسة في عهد "جوستنيان" تعرف باسم "العذراء" أو باسم "القديسة كاترين" وإنما كانت تعرف باسم كنيسة "التجلي"، كما كان يقرن اسمها في بعض الأحيان بالشجرة المقدسة التي قام فوق مكانها هيكل الكنيسة. ويجدر الإشارة إلى أن نسبة الكنيسة والدير إلى القديسة "كاترين" إنما حدث في عصور تالية فقد عاشت هذه العذراء في مدينة الإسكندرية في عهد الأمبراطور "مكسيمانوس" (305 ـ 311 م) وأبت أن ترتد عن دينها الذي اعتنقته، فعذبوها عذاباً شديداً، وربطوها إلى عجلة التعذيب لتمزيق جسدها، ولكن ذلك كله لم يؤثر على روحها المعنوية. وأخيراً قطعوا رأسها، ويقال إن كنيسة سانت كاترين في الإسكندرية قد أقيمت في مكان استشهادها.

وبعد مضي خمسة قرون على هذا الاستشهاد رأى أحد رهبان سيناء رؤيا بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل على مقربة من جبل موسى (ويعرف هذا الجبل الآن باسم جبل كاترين) فصعد الرهبان إلى ذلك الجبل فوجدوا بقايا الجثة فدفنوها في أعلى ذلك الجبل، ولكن حدث فيما بعد أن الرهبان نقلوا تلك البقايا إلى كنيسة "التجلي" فأصبحت منذ ذلك العهد تعرف باسم كنيسة "سانت كاترين" كما أطلق اسمها أيضاً على الدير.

وانتشرت قصة استشهاد العذراء "كاترين" في جميع البلاد المسيحية، وتعلق المسيحيون بذكراها في كثير من بلاد أوربا المسيحية، وأقيمت باسمها الكنائس في بلاد كثيرة وأصبح يوم 25 نوفمبر في كل من الكنائس اللاتينية واليونانية يوماً مقدساً باسمها[2].

ويحتفظ رهبان هذا الدير بالكثير من الهدايا النفيسة التي أتت إليهم على ممر العصور، وبينها الكثير من فرنسا وأسبانيا وبعض البلاد الأخرى ومن أهمها وأنفسها ما كان يرسله إليهم قياصرة الروس الذين كانوا أرثوذكسي المذهب ويملك الدير أملاكاً كثيرة في كثير من بلاد اليونان وبلاد الشرق العربي. وعدد الرهبان في الوقت الحاضر لا يتجاوز عشرين أو خمسة وعشرين راهبا، وكان عددهم في القرون الماضية أكثر من ذلك. ولكن مهما قل عددهم فإنهم ما زالوا على تقاليدهم القديمة يقيمون صلواتهم وأعيادهم في مواعيدها ويحافظون على ما لديهم من نفائس، يبدأون صلواتهم قبل فجر كل يوم قبيل الساعة الرابعة يدقون الجرس ثلاثة وثلاثين دقة وهي هدد السنوات التي عاشها السيد المسيح، ولكن في أيام الآحاد والأعياد يحيون التقاليد القديمة فيدقون ثلاثة أنواع مختلفة واحدة بعد الأخرى أولها الأجراس، ويتلوها الدق بمطرقة خشبية فوق لوح من الخشب ثم الدق بقضيب من حديد فوق قطعة أخرى من نفس المعدن مصحوبة بدق أجراس الكنيسة.

وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة الجرانيتية التي قطعت من محاجر تبعد نحو 20 كيلومتراً من موقع الدير، وعددها اثنا عشر عموداً تمثل شهور السنة.

وعلى كل جانب يوجد أربعة هياكل، وكل واحد من الهياكل الثمانية باسم أحد القديسين،  وقد علقت على الجدران وعلى الأعمدة الأيقونات ذات الأهمية الفنية الكبيرة لتزينها.

ومما هو جدير بالذكر، أنه بالرغم مما تعرضت له هذه الكنيسة في مختلف العصور فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظا، وتوجد بعض الكتابات القديمة على ثلاثة منها فعلى العرق السادس: "لأجل تحية ملكنا التقي جستنيان العظيم" وعلى العرق السابع: "لأجل راحة المرحومة ملكتنا تيودورا"، ومن المعلوم أن "تيودورا" ماتت عام 548م وأن "جوستنيان" مات عام 565م، أي أن اتمام تشييد هذه الكنيسة قد حدث بعد وفاة "تيودورا" أي حوالي عام 560م على الأرجح. وعلى العرق الثالث عشر: "أيها الرب الذي تجليت برؤيتك في هذا المكان احفظ وارحم عبدك "اتبين" وباني هذا الدير "ايليسيوس" (اليشع) و "نوتا"، فأما "اتبين" فمن المعروف في تاريخ الدير أنه هو أول من قام بالإشراف عليه كما تدل نقوش أخرى في الدير، وأما "اليشع" فهو المهندس المعماري الذي شيده ومن المرجح أن تكون "نونا" زوجته.

وفي صدر الكنيسة حنية مستديرة حُلّى سقفها وجوانبها بالفسيفساء، وهي في الواقع أهم ما في الدير كله إذ أنها من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم، ولا يمكن أن يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء "أيا صوفيا" في استانبول. والمناظر التي عليها تمثل بعض مواضيع من كتاب العهد القديم والبعض الآخر من العهد الجديد، والمنظر الرئيسي في هذه الفسيفساء هي صورة السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العازار وعلى الجدار الذي فوق الحنية نرى منظرين يمثل أحدهما، وهو على اليمين، سيدنا موسى وهو يتلقى الشريعة فوق جبل سيناء أما الأيسر فيمثل سيدنا موسى وقد ركع أمام الشجرة وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه.

·    المسجد: ولعل أعجب ما في هذا الدير أنة الوحيد في العالم الذي يضم بين جدرانه مسجداً تم بناؤه في العصر الفاطمي، تنفيذاً لرغبة الوزير "أبو النصر أنوشطاقين" في عام 500 هـ 1106 م، حسب ما هو مذكور على المنبر وذلك في أيام الخليفة الفاطمي "الآمر"، والمسجد أبعاده 7 ×10 أمتار، ويحمل سقفه عمودان وفوقه مئذنة بسيطة ترتفع نحو عشرة أمتار.

وعلى الرغم من بساطة هذا المسجد ففيه قطعتان أثريتان هامتان أحدهما كرسي ليوضع عليه المصحف الشريف، والثاني منبره الذي يعتبر من الآثار الهامة الباقية من هذا العصر.    

·    المكتبة: ويرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلى مكتبته التي تحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات النادرة بمختلف اللغات. وقد حظيت منذ وقت طويل باهتمام العلماء ولكن لم يعمل لها إحصاء كامل أو تدقيق إلا في السنوات الأخيرة عندما اهتمت مكتبة الكونجرس بواشنطن بتصوير تلك المخطوطات، وقد ساعدها في ذلك كل من جامعة الإسكندرية والمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان. وحسب آخر إحصاء يوجد بها 2319 من المخطوطات اليونانية، و 284 من المخطوطات اللاتينية و 86 من المخطوطات الجورجانية، وإلى جانب ذلك يوجد أيضاً نحو 600 مخطوط عربي وبعض المخطوطات السوريانية والقبطية والأثيوبية والسلافية أي تبلغ نحو 3500 مخطوط تقريباً، وليست كلها كتب دينية بل يوجد من بينها مخطوطات تاريخية وجغرافية وفلسفية. وبالرغم من أن تأسيس الدير لا يرجع إلاّ إلى القرن السادس فإن بعض المخطوطات يرجع إلى القرن الرابع الميلادي وقد اشتهر من بينها تلك النسخة من الكتاب المقدس التي نقلها العالم الألماني "تيشندورف" إلى روسيا في القرن الماضي وباعتها حكومة الاتحاد السوفيتي إلى المتحف البريطاني بمبلغ مائة ألف جنيه من الذهب بعد الحرب العالمية الأولى كما توجد نسخة أخرى بالسوريانية يرجع تاريخها إلى القرن الخامس وهي مترجمة عن نص باللغة اليونانية من القرن الثاني وبذلك تعتبر أقدم نسخة من الكتاب المقدس.

كما يوجد بها عدد كبير من الفرمانات التي أعطاها الخلفاء والولاة إلى رهبان الدير، ويقدر عددها بألفي وثيقة لا يرجع تاريخ أقدها إلا إلى القرن الثاني عشر الميلادي (254هـ ـ 1130م) أي من العصر الفاطمي.

·    الوادي المقدس: يوجد خلف منطقة الكنيسة الرئيسية إلى الجنوب بجوار منطقة شجرة العليق المشتعلة ولكن مكانه غير معروف.

·    بئر شعيب: على بعد خطوات قليلة من الوادي المقدس، وتمتاز مياهها بأنها غزيرة باردة في الصيف، دافئة في الشتاء، عذبة إلى حد كبير.

(ب). عيون موسى

توجد على بعد 15 كيلومتراً شرق السويس بأرض سيناء، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: ]وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[ (الأعراف: 160). والخطاب موجه من الله عز وجل إلى سيدنا موسى عليه السلام حين طلب بنو إسرائيل منه ماء ليرتووا به وتشرب منه دوابهم.

(ج). جبل موسى

حيث مكث موسى علية السلام أربعين يوماً يناجي ربه، حتى تسلم الوصايا العشر وعاد بها إلى قومه. ويحرص  السائحون على صعود هذا الجبل حتى  قمته، حيث توجد كنيسة وبجوارها مسجد صغير.

(د). مقام النبي هارون

يقع في مواجهة دير سانت كاترين في سهل الراحة بوادي فيران، ويقال إنه يحوي رفات النبي هارون شقيق النبي موسى.

(هـ). أثر النبي صالح

يقع عند نقطة اتصال وادي مرة مع وادي الشيخ، وعلى بعد كيلومترين يوجد قبر النبي صالح.

(و). معبد سرابيط الخادم

يقع على سطح جبل صغير مستطيل الشكل إلى الشرق من مدينة أبو زنيمة  بحوالي 35 كيلومتر جنوب سيناء. وهو عبارة عن هيكل يحتوي على عدد من الكهوف أهمها:

·    كهف الإله حتحور: وقد بني هذا الكهف في عهد الملك سنفرو.

·    كهف الإله سويدو، إله الحرب.

وقد سماه العرب"سرابيط الخادم"[3]. ويقال إن فرعون مصر لم يكن يتوج بتاج الحكم قبل أن يحج إلى هذا المعبد، ليُقدم القرابين ويقيم الطقوس عند قدم الإله. ويرجع تاريخه إلى الأسرة الثانية عشرة وما بعدها من أُسر. ويبلغ عدد النقوش (انظر صورة نقوش معبد سرابيط الخادم) التي عُثر عليها 387 نقشاً، تنتمي للدولتين الوسطى والحديثة الفرعونيتين. وتضم مجموعة ضخمة من النُصب التذكارية الخاصة بالملوك الذين أرسلوا حملات للتعدين بجنوب سيناء، خاصة الفيروز والنحاس.

(ز). طريق الخروج الذي سلكه نبي الله موسى واتباعه من بني إسرائيل، والذي أمكن تحديده بين قنيطر (تقع على بحر فاقوس على بُعد 5 ,6 كيلومتر تقريباً إلى الشمال من فاقوس، وكانت هذه المحلة حاضرة شمالي مصر منذ عهد رمسيس الثاني وكان يُطلق عليها اسم "بي رمسيس").

(ط). طريق العائلة المقدسة، وهو الذي سلكه المسيح عليه السلام برفقة مريم ويوسف النجار في رحلته إلى مصر عبر شبة جزيرة سيناء، وتم تحديد هذا الطريق بين رفح في الشرق وتل أبو وصيفة الواقع إلى الشرق من القنطرة بمسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً في الغرب ماراً بمركز العريش، الشيخ زويد، بير العبد، بير رمانة، تل الجير.

(ط). طريق الحج القديم، ويُعرف أيضاً باسم طريق المحمل، وكان يمتد بين غربي السويس والعقبة عبر سيناء ماراً بعدة محلات أهمها نخل، وادي القريص، ويوجد على طول امتداد الطريق عدة مواقع أثرية أهمها قلعة نخل.

(2). السياحة التاريخية والثقافية

يوجد في سيناء آثار كثيرة للعصور المتعاقبة، بالإضافة إلى الطرق التاريخية، ويعود بعضها إلى آلاف السنين، والتي ما زالت بعض آثارها موجودة. لذلك فهي تمثل أعرق وأهم طرق تاريخية في العالم. ومن نماذج هذه الآثار والطرق:

(أ). الطريق الحربي العظيم

(القنطرة - رفح) ويعد من أقدم الطرق التاريخية في العالم، فقد سلكه تحتمس الثالث عام (1479 - 1476 ق . م) لتأمين حدود مصر الشرقية، وسلكه أيضاً الإسكندر الأكبر عند غزوه لمصر عام ( 333 ق . م). وعلى مشارف هذا الطريق عند بلدة الفرما (بالوظة) حالياً، التقت جيوش كليوباترا مع  جيوش أخيها بطليموس عام (48 ق . م).

وعبر هذا الطريق جاءت العائلة المقدسة إلى مصر، السيد المسيح والسيدة مريم العذراء. كذلك سلكته جيوش العرب المسلمين بقيادة عمرو بن العاص عند فتح مصر. وهو الطريق نفسه الذي سلكه العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول، عند غزوه مصر عام  1517م. فضلاً عن أنه طريق الحج القديم، "طريق المحمل" الممتد من السويس إلى طابا، عبر نخل والتمد، إلى الأراضي الحجازية ثم مكة.  

(ب). جزيرة فرعون وقلعة صلاح الدين:

على خليج العقبة جنوب طابا، تحتل القلعة موقعاً جغرافياً وتاريخياً فريداً، وقد بناها صلاح الدين منذ ثمانية قرون. وهي منطقة جذب لسياح شرق آسيا.

(ج). وادي المغارة

يعتبر من أقدم المناطق التي ترك قدماء المصريون نقوشاً فيها، حيث يوجد بالمنطقة عدد كبير من النصب التذكارية. وأهم الصخرات التي عُثر عليها في هذا الوادي صخرة "سموخت"، وتعتبر أقدم أثر للفراعنة في سيناء، وتبلغ عدد النقوش بوادي المغارة 45 نقشاً، إضافة إلى آلاف من النقوش القبطية واليونانية والعبرية والعربية في وادي المكتب على مقربة من المغارة.

(د). عدد من الآثار الإغريقية والرومانية والبيزيطية والقبطية والإسلامية المتمثلة في المدن والقلاع والآبار.

(هـ). مناطق أثرية متفرقة

تبدأ من عصور ما قبل التاريخ، حتى آثار حرب 1973، مثل:

المواقع الحصينة بعيون موسى، وميناء الطور القديم.

(3). السياحة الترفيهية

تتميز شواطئ محافظتي شبه جزيرة سيناء ـ على البحر المتوسط وخليج السويس والعقبة ـ بنقاء المياه وصفائها، والرمال الناعمة، والجو المعتدل، والمناظر الجميلة، فضلاً عن الشُعب المرجانية ذات الألوان المتعددة، والأسماك الملونة النادرة.

(أ). محافظة شمال سيناء: تقع على ساحل البحر المتوسط، ويفصلها عن جنوب سيناء خط طابا/ رأس مسلة. وأهم معالمها:

العريش

العاصمة وتتميز بالهدوء وجمال الطبيعة، حيث تكثر أشجار النخيل (انظر صورة نخيل شاطئ العريش) على الساحل. ومن أهم سواحلها (شواطئها):

1. النخيل                   2. المساعيد                     3. رمانة

أهم المدن

  1. رفح: ثاني مدن المحافظة، تقع على حدود مصر الشرقية الدولية على ساحل البحر المتوسط، وتكثر بها الأشجار.
  2. الشيخ زويد: تقع بين العريش ورفح، على ساحل البحر المتوسط.
  3. بئر العبد : تقع في منتصف المسافة بن القنطرة شرق والعريش.
  4. مدينة وقلعة نخل: بناها السلطان الغوري عام 1516م لتأمين طريق الحج إلى بيت الله الحرام.    

(ب). محافظة جنوب سيناء : تمتد من طابا على خليج العقبة، مروراً بالسفوح الشمالية لهضبة التيه حتى رأس مسلة على خليج السويس غرباً، ورأس محمد جنوباً. وهي تصلح بحكم موقعها الجغرافي وخصائص بيئتها أن تشكل منتجعات بحرية شتوية. وأهم معالمها:

على خليج السويس

الطور

العاصمة وتقع على بعد حوالي 170 كيلومتراً جنوب مدينة السويس، وبها مطار وميناء، وتمتاز بمناخها المعتدل صيفاً وشتاءً. وتنتشر بها حدائق الفاكهة.

رأس سدر

تقع على بعد 191 كيلومتر عن القاهرة، وتمتاز بمناخها المعتدل طوال العام لذلك تعتبر مشتى ومصيف.

أبو رديس

تعتبر مركز لاستخراج البترول، وبها مطار لاستقبال الطائرات الصغيرة والمتوسطة.

على خليج العقبة

شرم الشيخ

مدينة وشاطئ على بعد 53 كيلومتراً من رأس محمد، وتبعد عن مدينة السويس 336 كيلومتراً وتقع بين خليجي السويس والعقبة. وهي مصيف ومشتى عالمي لجوها المعتدل طوال العام، وهي قبلة محبي الشمس والهدوء، وتوجد بها مراكز للغطس ومجهزة بكافة المعدات.

دهب

تبعد حوالي 81 كيلو متراً من شرم الشيخ، من أجمل سواحل سيناء الجنوبية، تمتاز برمالها البراقة الشبيهة بالذهب، ومياهها الصافية، وأسماكها الملونة. توجد بها قرية سياحية ومركز للغطس وأماكن للمخيمات. كما يوجد بها مراكب ومعدات للتزحلق على الماء.   

نويبع

تبعد حوالي 87 كيلومتراً من دهب، تمتاز بساحلها الرملي الجميل، ويوجد بها مركز للغطس وقرية سياحية.

طابا (انظر ملحق طابا):

تقع على بعد 75 كيلومتراً من نويبع، يتميز موقعها بأنه ذو أهمية لمصر منذ عهد الفراعنة، ويمثل إستراتيجية هامة لها. فهي تقع بين سلسلة جبال طابا الشرقية وهضابها من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، مما وفر لها الحماية الطبيعية، فضلاً عن توافر مياه الآبار.

تعتبر من أهم نقاط الحدود المصرية على الخليج. فهي تتيح طابا لمن يسيطر عليها رصد خليج السويس، وشرم الشيخ، كما تتحكم في الممرات التي تصل بين سيناء ورأس الخليج.

تتميز طابا بصفاء مياهها، وتوافر الشعب المرجانية فيها. فتجذب هواة الغطس والتزحلق على الماء إليها، كما توجد بالمنطقة أجمل منظر للبحر والجبل، وتكثر بها الخلجان الرائعة التي تعتبر من معالم هذه المنطقة. وبها فندق خمسة نجوم (انظر صورة فندق طابا) يقع على ربوة عالية، ويطل على الخليج مقابل ميناء إيلات الإسرائيلي، وتوجد بجواره قرية سياحية.

(4). السياحة الرياضية

(أ). رياضة الغوص

تعتبر من أبرز الرياضيات المائية التي تتميز بها جنوب سيناء في خليج العقبة، وخاصة منطقة رأس محمد. فهي من أجمل مناطق الغوص في العالم، إضافة إلى وجود أندر أنواع الأسماك بها (انظر صورة قاع البحر)، فضلاً عن جمال الشُعب المرجانية، وتنوع الكائنات البحرية التي لا يوجد مثيلها في كل بحار العالم.

(ب). رحلات السفاري

وهي زيارة الوديان التي تتميز بجمال آخاذ، حيث يرتاد السّياح مخيمات البدو، ويقيمون معهم ويعيشون حياتهم الطبيعية، ويشهدون حفلات السمر والرقص والغناء، خاصة الأفراح البدوية.

(ج). تسلق الجبال

حيث توجد في جنوب سيناء مجموعة نادرة من الجبال المتنوعة، ويعتبر جبل كاترين أعلى جبال مصر، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 2641 متر فوق سطح البحر.

(5). السياحة العلاجية

تمتاز منطقة سيناء بالهدوء، وانخفاض درجة الرطوبة، ووجود المياه الكبريتية التي تصلح للعلاج. وأهم أماكن السياحة العلاجية هي:

(أ). حمام فرعون، هو نبع كبريتي يقع شمال أبو زنيمة بحوالي 22 كيلومتراً. وهو عبارة عن مغارة في قلب الجبل طولها 30 متراً حيث العيون الكبريتية الساخنة، التي تخرج من باطن الأرض بدرجة حرارة تراوح بين 70ْ إلى 80ْ وهي تُستخدم في الاستشفاء من الأمراض الروماتيزمية والأمراض الجلدية.

(ب). حمام موسى، يقع على مسافة 3 كيلومترات شمال مدينة الطور، وهو عبارة عن نبع كبريتي يتدفق من جبل حمام موسى، ويمكن استغلاله عالمياً للاستشفاء. وتبلغ درجة حرارة العين 35 درجة مئوية.

(6). السياحة العسكرية

برزت في سيناء السياحة العسكرية المتمثلة في زيارة بقايا خط بارليف، ومعرفة نظرية الجيوش المصرية في اقتحامه، حيث يشاهده آلاف السائحين. بالإضافة إلى الممرات (ممر متلا ـ ممر الجدي)، وكذلك أماكن المعارك الحربية في حرب 1973، والنصب التذكاري للجيش الثاني الميداني.

(7). السياحة العلمية

وتشمل دراسة البيئة النباتية والحيوانية، خاصة في منطقتي "سانت كاترين" و "رأس محمد"، وكذلك دراسة هجرة الطيور ورصدها بمناطق " الزرانيق "ومنطقة "رأس محمد".

وتعتبر المحميات الطبيعية أماكن ذات إمكانيات سياحية طيبة، خاصة لهواة  الحياة البرية أو البحرية، وكذلك للمهتمين بالأبحاث الخاصة بالحياة البرية، للطيور أو الحيوانات أو الأسماك أو النباتات.

ويوجد في سيناء ثلاث محميات تشكل مسلسلاً متكاملاً للحياة البرية، ومراكز جذب هامة للعلماء والباحثين وراغبي السياحة العلمية، وهي:

1. محمية الزرانيق

تقع في شرق بحيرة البردويل، ويحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب الطريق الممتد من العريش حتى القنطرة شرق.

كما تقع في الأحراش الساحلية في الغرود الرملية، الممتدة في شكل شريط على ساحل البحر المتوسط، من منطقة العريش حتى الحدود الدولية برفح شرقاً. وتحتوي على مساحات كثيفة وأعداد كبيرة من أشجار الأكاسيا والشجيرات والأعشاب، مما يجعل منها مورداً طبيعياً للمرعى وحطب الوقود والأخشاب، وحماية الحيوانات والطيور البرية، ومصدراً لتثبيت الكثبان الرملية ووقف زحف الرمال، وحجز المياه في التربة.

كما تعتبر منطقة "الزرانيق" المحطة الأولى للطيور المهاجرة من جنوب شرق أوربا، ومن غرب آسيا، وتركيا، وروسيا، في طريق هجرتها إلى وسط وجنوب أفريقيا. وقد قُدر عددها باكثر من 240 نوعاً خلال شهور الخريف من كل عام.

2. محمية رأس محمد

وهي محمية بحرية ذات شهرة عالمية، تقع على البحر الأحمر أقصى جنوب سيناء على قمة المثلث من شبه جزيرة سيناء على بعد 40 كيلومتراً من مدينة شرم الشيخ، و80 كيلومتراً من مدينة الطور، وتبلغ مساحتها حوالي أحد عشر كيلومتراً مربعاً، وتمثل حافاتها الشرقية مع مياه الخليج، حائطاً صخرياً توجد به الشعاب المرجانية.

ولطبيعة المنطقة أثر كبير في تشكيل الحياة الطبيعية بها. فيوجد فيها حوالي مائتي نوع من الشعب ما بين صلب ورقيق، وهي تعتبر المسكن لحوالي ألف نوع من الأسماك البديعة الشكل والألوان، التي حباها الله كل عناصر الجمال والتي لا يوجد لها أي مثيل في العالم. وكذلك السحالف البحرية المهددة بالانقراض، والأحياء العجيبة مثل الرخويات والطحالب المائية وغيرها. وإذا ما تركنا البحر وخرجنا للساحل وجدناه أيضاً مسكناً لكثير من الحيوانات، بما فيها الثعالب والغزلان والماعز الجبلي، وكذلك بعض أنواع الطيور المهاجرة. كما تعتبر المحمية من أجمل بقاع العالم لممارسة هواية الغطس. وقد اعتُبرت محمية طبيعية منذ عام 1983.

3. محمية سانت كاترين

تتميز منطقة سانت كاترين بنظام بيئي خاص، حيث تحتوي على الجرانيت الأحمر الذي له القدرة على تجميع المياه في الشقوق بمساعدة الجو البارد. وقد جعلها هذا النظام البيئي تحتوي على أكثر من 420 حديقة بها فواكه لا توجد في أي منطقة أخرى في مصر.

وتعتبر المنطقة من أهم الملاجئ الطبيعية لمعظم النباتات النادرة المتوطنة بسيناء، والتي يقتصر وجودها في مصر على هذه المنطقة بالإضافة إلى الحيوانات البرية والزواحف المتميزة بها. وتعتبر المنطقة موردا طبيعياً هاماً للنباتات الطبية، والسامة.

وتضم المنطقة مجموعة من الجبال، منها جبل موسى وجبل كاترين وجبل سريـال وغيرها. ومجموعة من الوديان، منها وادي الراحة، ووادي مسارا، ووادي سعال، ووادي النصب، ووادي الشيخ. وتقع معظمها في الطريق إلى مدينة ينبع.

 



[1] يرتفع الدير عن سطح البحر بمقدار 1479 متراً، أما قمة جبل موسى الذي يقع أعلى الدير في أعلاه كنيسة صغيرة أخرى يصعد اليها الزائرون فهو 2210 متراً. وهو بالقرب من أعلى قمة جبلية في مصر على الإطلاق وهي قمة جبل ``كاترين`` 2640 متراً عن سطح البحر.

[2] في يوم 25 نوفمبر من كل عام يحتفل رهبان الدير بهذا العيد احتفالاً كبيراً يرأسه رئيس الأساقفه. وبعد إقامة الصلوات يخرج جميع الرهبان وهم يلبسون ملابسهم التقليدية ويحملون المباخر والشموع ويطوفون بأجزاء الدير المختلفة وهم يرتلون التراتيل، ويحملون صندوقين فضيين مذهبين في أحداهما جمجمة القديسة وفي الآخر يدها وقد حليت بالجواهر المختلفة. ويحتفل الرهبان أيضاً في يوم 13 مايو من كل عام بعيد العثور على بقايا جسدها فوق الجبل احتفالاً مماثلاً. وفي كل من المناسبتين يسمح الرهبان لزوار الدير بأن يشتركوا في الصلاة وأن يسيروا في موكب يحمل كل منهم شمعة في يده.

[3] سرابيط جمع سربوط، وهو الحجر القائم كالشجرة. والخادم هو(حت ـ حور) أو(هاتور، اله النحاس والفيروز لدى قدماء المصريين