إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات (تنظيم، قيادة، سيطرة، تدريب)





مستويات القيادة
اللوحة التنظيمية في 6/3/1991
التنظيم الأول لقيادة القوات
التنظيم قبل تشكيل القيادة المشتركة
التعديل النهائي لتنظيم القيادة
العلاقات القيادية، الوطنية العليا
العلاقات القيادية، الوطنية العليا
العلاقات القيادية، المرحلة الأولى
العلاقات القيادية، بعد تحرير الكويت
العلاقات القيادية، بعد تطهير الكويت
العلاقات القيادية، قائد القوات المشتركة
العلاقات القيادية، قائد القوات المشتركة
تشكيل القيادة فور التعيين
تعديل التنظيم الأول للقيادة
سلسلة ومسؤولية قيادة مسرح العمليات




مقدمة

المبحث الثاني

القيادة والسيطرة

(قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات)

أولاً: خطوات القيادة المشتركة نحو حل مشاكل القيادة والسيطرة

من أجْل حل مشاكل القيادة والسيطرة، اتُّخذ بعض الإجراءات العملية، إزاء ما برز على أرض الواقع، أي خلال الممارسة الفعلية، أو في ضوء الخبرات المكتسبة للقوات المسلحة السعودية، أو من خلال الاستفادة من خبرات بعض الجيوش، العربية والأجنبية، بالحروب.

1.  تحديد بنية قيادية للقوات المشتركة، وتحديد العلاقات القيادية، تفصيلاً، في كافة خطط العمليات، الدفاعية والهجومية. وذلك، ليصبح واضحاً لكل قائد، "ممّن يتلقى الأوامر، وإلى مَن يرفع التقارير، وأسلوب تبادل المعلومات مع الآخرين، ومع مَن ينسّق، ومع مَن يتعاون، ومن هو المسؤول عن بدء التنسيق".

2.  مبادرة قيادة القوات المشتركة، بالتنسيق الكامل مع القيادة المركزية الأمريكية، إلى وضع نظام لتبادل ضباط الاتصال بين القيادات المختلفة، في المنطقة الواحدة، وعلى الأجناب، وبين الوحدات والتشكيلات، خاصة المتجاورة، والعاملة في قطاع واحد؛ وتبادل أطقم السيطرة الجوية التكتيكية، وأطقم العمليات الخاصة، وأطقم الإسناد النيراني، التي تُسمَّى أطقم أنجليكو (ANGLICO) (وهي كلمة مكوَّنة من الأحرف الأولى لسرايا إدارة النيران الجوية البحرية).

3.   ج. تنفيذ تدريبات مشتركة بين القيادات، (قيادة القوات المشتركة والقيادات المرؤوسة)، على مواقف العمليات المتوقَّعة، والتصرف المفترض إزاء كل موقف، وأسلوب التنسيق والتعاون، حياله، بين التشكيلات.

4.   د. تنفيذ تدريبات مشتركة للوحدات والوحدات الفرعية، من القوات المختلفة، وعلى الأخص المتجاورة، والعاملة في قطاع واحد. وهو ما أدى إلى ارتفاع مستوى استعدادها وقدرتها على تفهّم مهمة العمليات، وأسلوب التنسيق بين كل وحدة والوحدات الأخرى المجاورة لها، خلال تنفيذ كل مرحلة من مراحل العمليات المنتظرة.

5.   هـ. وضع إجراءات عمل مستديمة (Standing Operating Procedures, SOP)، لنظام القيادة والسيطرة، لقيادة القوات المشتركة والقيادات المرؤوسة.

6.   و. السماح لبعض قادة القوات، الشقيقة والصديقة، بحضور الاجتماعات اليومية، التي كانت تعقد في قيادة القوات المشتركة، والاستماع إلى الإيجاز اليومي، من جميع أركان القيادة، وإلى خطط العمل المقبِلة، وأسلوب التعاون والتنسيق.

7.   ز. إنشاء مركز قيادة متقدم، لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، في كلٍّ من المنطقتَيْن، الشرقية والشمالية. وذلك، لكي يتمكن قائد المركز من "السيطرة العملياتية" على الوحدات والتشكيلات المختلفة، المكلفة بمهام قتالية، في المنطقة. وإنشاء مثل هذا المركز، يسمح لقائد القوات المشتركة، عند انتقاله إلى المنطقة، أن يكون قريباً من الأحداث القتالية الجارية، مما يحقق له:

أ. سرعة تجميع المعلومات، من مصادرها، في أقلّ وقت ممكن.

ب. وضوح الموقف القتالي، ومن ثَمّ، سرعة اتخاذ القرار.

ج. السيطرة على مناورة الوحدات والتشكيلات.

د. السيطرة على مصادر النيران المتيسرة، من المدفعية والصواريخ والطائرات العمودية المهاجمة والإسناد الجوي القريب.

هـ. رفع الروح المعنوية للضباط والأفراد، لوجود القائد بينهم.

    (تحققت هذه الأهداف جميعها، في معركة الخفجي، مما كان له أكبر الأثر في ما تحقَّق من نتائج).

8.   تمكُّن قائد المنطقة، بعد إنشاء هذا المركز المتقدم، من التفرغ لتنفيذ باقي المهام القيادية وهي "القيادة ناقص السيطرة العملياتية"، وعلى الأخص الإمدادات والتموين للقوات السعودية والشقيقة والصديقة.

9.   توحيد مركزي القيادة المتقدمين، للمنطقتَين الشرقية والشمالية، بعد تأمين مدينة الكويت، وانسحاب القوات العراقية من دولة الكويت، في مركز قيادة متقدم واحد، يسيطر على كافة وحدات وتشكيلات القوات المشتركة الموجودة على التراب الكويتي. ووضعت القوات الكويتية تحت قيادة القيادة العسكرية الوطنية الكويتية.

10. تأمين اتصالات مستمرة وفاعلة، بوسائل شتّى، تربط بين قيادة القوات المشتركة وقيادات المناطق العسكرية في المملكة، ومركزَي القيادة المتقدمَين، ومراكز قيادة القوات الصديقة، واحتياطيات المسرح، وكافة القيادات والأجهزة الحكومية، التي تتعامل معها القيادة. وكانت الاتصالات مستمرة، أثناء وجود قائد القوات المشتركة، في مراكز القيادة المختلفة، أو أثناء التحرك، براً أو جواً.

11. العمل على تطبيق مبدأ "وحدة القيادة Unity of Command"؛ فكان هناك قيادة واحدة مسؤولة عن تأمين كافة احتياجات القوات، بما فيها القوات الأمريكية. ومن طريق هذه القيادة، تتحقق الاتصالات مع قادة القوات، العربية والإسلامية والصديقة، لحل المشاكل، التي تواجهها مع أجهزة الدولة المختلفة. أمّا ما يخص العمليات، فكان هناك قيادتان متوازيتان، إحداهما وطنية (سعودية)، والأخرى أمريكية. وقد حُدد لكلٍّ منهما قطاع مسؤولية، وحجم من القوات، واتُّفق على قواعد التعاون والتنسيق بينهما. وأُنشئت هيئة عُرفت، باسم "C3IC، وهو مصطلح مكون من الأحرف الأولى للكلمات Coalition Coordination Communications and Integration Cell، التي تعني: مركز التنسيق والاتصال والتكامل لقوات التحالف.

ملاحظة: العلاقات القيادية، درع الصحراء، وعاصفة الصحراء، وتحرير الكويت، في الأشكال التالية: (أنظر شكل العلاقات القيادية، الوطنية العليا/1) و(شكل العلاقات القيادية، قائد القوات المشتركة/1) و(شكل العلاقات القيادية، الوطنية العليا/2) و(شكل العلاقات القيادية، قائد القوات المشتركة/2) و(شكل العلاقات القيادية، المرحلة الأولى) و(شكل العلاقات القيادية، بعد تطهير الكويت) و(شكل العلاقات القيادية، بعد تحرير الكويت).

12. تخصيص المهام للوحدات والتشكيلات، طبقاً لقدراتها القتالية وخبرتها القتالية السابقة، من دون التعرض للعقائد القتالية، أو الاستخدام التفصيلي للوحدات المرؤوسة. وكان يُكتَفَى بتحديد مناطق أو قطاعات المسؤولية، والمهمة المطلوب تنفيذها؛ وتترك الحرية كاملة للقائد في اختيار أسلوب تحقيق الأهداف، مع عرض خطة عملياته على القيادة، للاطلاع والتأكد من عدم تعارضها مع خطط الوحدات الأخرى، وأنها تتماشى مع فكر قائد القوات المشتركة، وتساعد على تحقيق مهمته، دفاعية كانت أو هجومية.

13. كتابة محضر تنسيق تفصيلي، بين قيادة القوات المشتركة وكل قوة من القوات، الشقيقة والصديقة، في شأن الموضوعات التالية:

أ. نظام استعواض الأسلحة والمعدات والذخائر والأفراد.

ب. نظام إصلاح الأسلحة والمعدات والأجهزة.

ج. نظام علاج المصابين وإخلائهم، وإخلاء المتوفِّين، وطريقة الدفن ومكانه.

د. نظام إخلاء المعدات العاطلة، والمستولى عليها من العدو.

هـ. نظام التعامل مع أسرى الحرب واللاجئين وإخلائهم إلى الخطوط الخلفية.

و. نظام طلب الإسناد النيراني، الجوي والبحري. ونظام تبادل ضباط الاتصال، وأطقم  الإسناد النيراني.

ثانياً: مركز القيادة المتقدم

   للمرة الأولى في التاريخ العسكري الحديث، قرر صاحب السمو الملكي قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات إنشاء مركز قيادة متقدم، لقيادة القوات المشتركة، في كلٍّ من المنطقتين، الشرقية والشمالية. وعهد إلى قادتهما السيطرة العملياتية على كافة وحدات المناورة الموجودة في المنطقة، على أن يتفرغ قائد المنطقة لأعمال الإمدادات والتموين، الخاصة بجميع القوات، العربية والإسلامية والصديقة، ولأعمال الإنشاءات، وتجهيز مسرح العمليات في المنطقة، فضلاً عن واجباته القيادية الأخرى.

ثالثاً: اقتراح إنشاء مركزي القيادة المتقدمة

وتنفيذاً لهذه الفكرة، رفع قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، خطاباً برقم 2/1/1917 بتاريخ 5/3/1411هـ، إلى صاحب السمو الملكي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، اقترح فيه إنشاء هذَين المركزَين. وفيما يلي أهم فقرات من الخطاب:

"كما يعلم سموكم الكريم، إن السيطرة على قوات المسرح، التي أصبحت في حجم كبير، ومن جنسيات مختلفة، تتطلّب ضرورة وجود مراكز قيادة متقدمة، تسمح لقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن يمارس السيطرة العملياتية على الوحدات والتشكيلات المختلفة، وأن يكون قريباً من الأحداث القتالية الجارية، مما يوفر:

1.   سرعة تجميع المعلومات من مصادرها، في أقلّ وقت ممكن.

2.   وضوح الموقف القتالي، وبالتالي، سرعة اتخاذ القرار.

3.   السيطرة على مناورة الوحدات والتشكيلات.

4.   السيطرة على مصادر النيران المتيسرة.

5.   رفع الروح المعنوية للوحدات والتشكيلات، نظراً لوجود القائد بينهم.

إن هذه المراكز المتقدمة، هي جزء من القيادة الرئيسية، وهي قيادة القوات المشتركة. لذلك، يجب أن يكون كافة العاملين بها مرتبطين بقائد القوات المشتركة، ويعملون طبقاً للتعليمات والخطط والأوامر الصادرة منه.

إن وجود القائد في مركز القيادة الرئيسي، في الرياض، أو مراكز القيادة المتقدمة، يتوقف أساساً على الموقف في مسرح العمليات، وتطور مراحل القتال. وإن وجوده في أي منها، لا يلغي دور الآخر، إذ إن لكل نوع من أنواع مراكز القيادة (الرئيسي أو المتقدم أو الجانبي) واجباته العملياتية، المحددة في المراجع العسكرية.

     لذلك نقترح ما يلي:

أ. إنشاء مركز قيادة متقدم في كلٍّ من المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، يرتبط، إدارياً، بقائد المنطقة، وعملياتياً، بقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

ب. يعمل كلٌّ من مركزَي القيادة المتقدمَين، الشرقي والشمالي، على مدار الساعة، وتنشأ الاتصالات اللازمة لهما.

ج. تُعدّ قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات الواجبات التفصيلية لمراكز القيادة المختلفة.

د. إن هذه المراكز المتقدمة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، لا تلغي دور قائد المنطقة. فالقيادة المباشرة للقوات السعودية، والقوات الشقيقة الموجودة معها، تتم من خلال قائد المنطقة، ويمكنه استخدام هذا المركز في متابعة نشاط القتال لهذه القوات، والاتصال بقيادة القوات المشتركة، وتمرير المعلومات. وعندما يتواجد قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في المنطقة، يستخدم هذا المركز أيضاً. وهذا يحد من ازدواجية إنشاء مراكز القيادات المتقدمة. كما أن قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، هو المسؤول عن النشاط المشترك في استخدام القوات البرية الصديقة (الأمريكية)، وتوجيه جهود القوات، الجوية والبحرية، لكامل المسرح، وليس قائد المنطقة.

هـ. لقد رُوعي في اختيار الضابطَين اللذَين سيتوليان قيادة المركزَين، أن يكونا على كفاءة عالية، لتحقيق التنسيق مع القوات، الصديقة والشقيقة، وتمرير المعلومات، وتوثيق الارتباط بين نشاط العمليات في المنطقتَين، الشرقية والشمالية، وحُسْن إدارة المركزَين."

رابعاً: الموافقة على الاقتراح، وتعيين قائدي المركزين

وفي 24 ربيع الأول 1411هـ، وافق صاحب السمو الملكي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على المقترح. وأصدر رئيس هيئة الأركان العامة التعليمات المنفذة لذلك. فكلَّف اللواء سليمان بن عبدالرازق الوهيبي بقيادة مركز القيادة المتقدم في المنطقة الشمالية. وعهِد إلى اللواء الركن سلطان بن عادي المطيري بقيادة مركز القيادة المتقدم، في المنطقة الشرقية.

خامساً: وجهة النظر المعارضة لإنشاء المركزين

كان هناك وجهات نظر مختلفة، لا تؤيد إنشاء هَذين المركزَين، خاصة قائد القوات البرية، لكونها فكرة جديدة في العلم العسكري، أن يكون لمنطقة واحدة، قائد لمركز القيادة المتقدم، يكلف بالسيطرة على وحدات المناورة ميدانياً، وقائد للمنطقة يهتم بمشاكل الإمداد والتموين، لكافة القوات، فضلاً عن مهامه القيادية. فرفع قائد القوات البرية خطاباً في هذا الشأن، إلى رئيس هيئة الأركان العامة، برقم 3 /1741، في 25 ربيع الأول 1411هـ، يوضح فيه وجهة نظره. واشتمل الخطاب على الفقرات الرئيسية التالية:

"2. أحب أن أحيط معاليكم علماً، وحسب المفهوم العسكري الصحيح، والمطبق في كافة أنحاء العالم، ويدرَّس في كافة كليات الأركان، ومنها كلية القيادة والأركان السعودية، بأن مركز القيادة، وفي أي مستوى من المستويات المختلفة من الكتيبة، وحتى أعلى المستويات، يعتبر هو المركز أو المرفق، الذي يمارس منه القائد القيادة والسيطرة على وحداته، في جميع الظروف والأحوال. ويتكون بصفة عامة، وعلى جميع المستويات، من القائد ومساعده/أو مساعديه (في التشكيلات الكبيرة)، ومن ضباط الأركان، الذين يقومون بتوفير المعلومات الضرورية، والدقيقة، والفورية، وتقديم التوصيات للقائد، لمساعدته على اتخاذ القرارات، في الوقت والمكان المناسبَين.

3.     في الحالات العادية: يمارس قائد المنطقة العسكرية، سواء في الشمالية أو الشرقية، القيادة والسيطرة من مركز قيادته الرئيسية، حيث يقوم بممارسة صلاحياته واختصاصاته، بمساعدة ومشورة مساعده، وهيئة ركنه، في تسيير الأمور الروتينية. أمّا أثناء عمليات القتال، كما هو الحال حالياً في مسرح العمليات (الشمالي والشرقي)، فينشأ مركز عمليات تكتيكي، كمرفق تنظيمي داخل (مركز القيادة الرئيسي)، وليس خارجاً عنه. ويمارس قائد المنطقة (الشمالية / أو الشرقية) وأركانه، القيادة السيطرة، من خلاله، على عمليات القتال. ويكون مزوداً بالخرائط والمعلومات ووسائل الاتصال اللازمة. ويتكون مركز العمليات التكتيكية، بالإضافة إلى قائد المنطقة وأركانه (الموجودين أصلاً في مركز القيادة الرئيسي)، من العناصر الآتية (السيطرة الجوية، إدارة المجال الجوي، الحرب الإلكترونية، المهندسين، الإشارة، الحرب الكيماوية،... إلخ من العناصر المطلوبة). وتعود هذه العناصر إلى جهاتها، بمجرد انتهاء عمليات القتال.

4.     في حالة عمليات القتال، وبُعد المسافة عن الوحدات الأمامية: في حالة الحاجة إلى إنشاء قيادة أمامية، لتكون قريبة من الوحدات الأمامية، للسيطرة على عمليات القتال، فقد يأمر قائد المنطقة (الشمالية / أو الشرقية) بإنشاء مركز قيادة تكتيكي، (يفرز) من مركز القيادة (الرئيسي)، ويتكون من القائد وركن العمليات وركن الاستخبارات، أو من مساعديهم، ومَن يراه من عناصر الإسناد اللازمة. ويكون هذا المركز جزءاً من مركز القيادة الرئيسي، إلاّ أنه مهتم بالقيادة والسيطرة على العمليات الجارية، بينما يهتم مركز القيادة الرئيسي بدعم وتعزيز عمليات القتال والتخطيط للعمليات المقبِلة.

5.     في حالة إنشاء قيادة خلْفية: يُنشأ مركز قيادة خلفي، تحت قيادة مساعد قائد المنطقة، لتوفير وممارسة القيادة والسيطرة، بالنسبة للإسناد الإداري، اللازم لعمليات القتال، وكنقطة مركزية لعمليات حماية المنطقة الخلْفية. وقد يُكتَفَى بمركز قيادة الإسناد الإداري أو (قاعدة الإمدادات والتموين في المنطقة) الشمالية / أو الشرقية.

6.     القيادة التبادلية: قد يتم تنظيم أو تعيين مركز قيادة بديل (تبادلي)، عند الحاجة، لضمان استمرارية العمليات، عند انتقال مركز القيادة، أو في حالة حدوث أضرار كبيرة في مرافق مركز القيادة. ويكون مزوداً بكافة المعدات والاتصالات والخرائط اللازمة. وقد يكون مركز القيادة التبادلي عبارة عن مركز قيادة وحدة مرؤوسة، كما هو الحال في المنطقة الشمالية، هو (مركز ومدرسة سلاح المهندسين).

7.     بعد الشرح أعلاه، رأيت من واجبي، كقائد للقوات البرية، أن أوضح لمعاليكم الأسلوب الصحيح لممارسة القيادة، وخاصة القيادة العملياتية، حتى لا يكون هناك ازدواجية في العمل وفي السيطرة وفي إصدار الأوامر، لأن قائد المنطقة العسكرية، بوضعنا الحالي، هو القائد الفعلي لإدارة المعركة، ويضع نفسه في المكان الملائم، حسب الظروف والمواقف العملياتية. أمّا وجود قائد متقدم، وقائد رئيسي للمنطقة، سوف لا يفي بالغرض. وأرجو من معاليكم إعادة النظر في التعيين، ليكون اللواء سليمان الوهيب، أو اللواء سلطان بن عادي، كمساعدين لقادة المناطق، للمساعدة في إدارة شؤون المنطقة، وتخفيف العبء عن قادة المناطق، لأن هذا هو المطلوب فعلاً، وليس تكليفهما بقيادة القيادتَين الأماميتَين، لأن هذا خطأ في العلم والمعرفة العسكريَّين.

8.     إن ما ذكرته أعلاه، هو الذي يدرس في كلية القيادة والأركان السعودية، وفي جميع كليات القيادة والأركان في العالم. وهو، فعلاً، ما يطبَّق، على الطبيعة، في كافة الجيوش. وأرفق لمعاليكم نسخة مما يدرس في كلية القيادة والأركان السعودية، وهي التي يجب أن نطبّقها، فعلاً، لأنها هي الحقيقة، ولا نريد أن نكون في موضع المؤاخذة عند الغير.

التوصية: أوصي بإعادة النظر في تكليف كلٍّ من اللواء سليمان الوهيب واللواء سلطان عادي، ليكونا مساعدَين لقادة المناطق، لحل هذه المشكلة، التي ستكون غير مرغوب فيها، لأنها ليست من العلم والمعرفة العسكريَّين بشيء."

سادساً: ردّ قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات على وجهة النظر المعارضة

أرسل قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، خطاباً إلى رئيس هيئة الأركان العامة، ردّاً على اعتراض قائد القوات البرية، موضحاً فيه المبررات الداعية إلى تشكيل هذَين المركزَين. وقد اشتمل خطاب سموّه على الفقرات الرئيسية التالية:

1. ...

2. ... وأن تكليف اللواءَين المذكورَين، لم يأتِ من فراغ، أو بدون دراسة علمية عسكرية صحيحة، أو بدون مبررات، قد تكون القوات البرية أحد أسبابها.

3. لقد انصبّ شرح سعادة قائد القوات البرية، على مراكز القيادة للمنطقة العسكرية. ولم يتعرض سعادته لمراكز القيادة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات. كما أن ما ورد في الخطاب، وما ورد في مرجع كلية القيادة والأركان، لا ينطبق على المستوى العملياتي (وهو مستوى قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات). وكما يعلم معاليكم، إن هناك ثلاثة مستويات قيادية: التكتيكي، والعملياتي، والإستراتيجي (أنظر شكل مستويات القيادة).

    ... ما نتحدث عنه منذ تشكيل قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، فهو المستوى العملياتي، إذ تتطور المفاهيم العسكرية، وتأخذ شكلاً آخر، بخلاف الشكل التكتيكي. فعلى المستوى التكتيكي، نجد أن القائد مسؤول عن القيادة والسيطرة على جميع وحداته المرؤوسة. بينما على المستوى العملياتي ـ كما هو حالياً ـ نجد أن هناك قائداً، يمارس السيطرة العملياتية على القوات المخصصة للعمل تحت قيادته، وقائداً آخر، يمارس القيادة ناقص السيطرة العملياتية. إذا قام كل قائد بتنفيذ واجباته المنصوص عنها في المراجع العسكرية، التي يذكرها سعادته، لما حدثت مشاكل، عملياتية أو إدارية أو فنية، أو من أي شكل آخر (أنظر شكل سلسلة ومسؤولية قيادة مسرح العمليات).

4. ورَد في البند رقم (3)، الصفحة الثانية من خطاب سعادة قائد القوات البرية، ما يلي: "أمّا أثناء عمليات القتال، كما هو الحال حالياً في مسرح العمليات (الشمالي والشرقي)، فيُنشأ مركز عمليات تكتيكي، كمرفق تنظيمي داخل (مركز القيادة الرئيسي)، وليس خارجاً عنه. ويتكون مركز العمليات التكتيكي، بالإضافة إلى قائد المنطقة وأركانه (الموجودين أصلاً في مركز القيادة الرئيسي) من العناصر الآتية ...". نَوَدّ أن نصحح هذه المعلومات الواردة في البند (3)، طبقاً لما ورَد في المراجع الأجنبية، التي استندت عليها محاضرة كلية القيادة والأركان. إن مركز العمليات التكتيكي، هو جزء لا يتجزأ من مركز القيادة. وبوجود مركز القيادة الرئيسي، يتواجد أيضاً مركز العمليات، أي أن مركز العمليات التكتيكي، لا يُنشأ أثناء عمليات القتال، كما ورد في الخطاب، وإنما هو موجود طالما هناك ما يسمى بمركز القيادة الرئيسي. كما يجب ألاّ نذكر أن "مركز العمليات التكتيكي، يتكون بالإضافة إلى قائد المنطقة"، لأن القائد ليس من تكوين مركز العمليات.

5. ورد في البند رقم (4)، الصفحة الثانية، ما يلي: "فقد يأمر قائد المنطقة (الشمالية/أو الشرقية)، بإنشاء مركز قيادة تكتيكي، (يفرز) من مركز القيادة (الرئيسي)، ويتكون من القائد وركن العمليات وركن الاستخبارات، أو من مساعديهم ...". نؤكد، مرة أخرى، أنه لا يصح، من الوجهة العسكرية، أن نذكر أن القائد، أيّاً كان مستواه القيادي، هو من ضمن تكوين مركز القيادة، التكتيكي أو الرئيسي.

6. إن المستوى الذي تركز عليه كليات القيادة والأركان، السعودية والأجنبية، هو المستوى التكتيكي، أساساً. أمّا المستوى العملياتي، فيتم تدريسه في كليات الحرب، بأنواعها المختلفة. ولذلك، ... .

بعد توضيح أن هناك اختلافاً في المفهوم، بين المستوى الذي نتحدث عنه، منذ تشكيل قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، وهو المستوى العملياتي، وبين المستوى الذي يتحدث عنه سعادة قائد القوات البرية، وهو المستوى التكتيكي، نَوَدّ أن نوضح المغزى من طلب تكليف اللواءَين المذكورَين، كقادة لمركزَي القيادة المتقدمة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات:

أ. إن من حق قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن ينشئ مركز قيادة متقدماً أو أكثر، في مسرح العمليات (وهو ما يشبه في مهامه مركز القيادة التكتيكي، في المستويات التكتيكية). وكما أوضحت في خطابي، المرفوع إلى صاحب السمو الملكي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إن السيطرة على قوات المسرح، تتطلب وجود مراكز قيادة متقدمة، تسمح للقائد أن يمارس السيطرة العملياتية على الوحدات والتشكيلات المختلفة، وأن يكون قريباً من الأحداث القتالية الجارية، مما يوفر الآتي:

·   سرعة تجميع المعلومات من مصادرها، في أقلّ وقت ممكن.

·   وضوح الموقف القتالي، وبالتالي، سرعة اتخاذ القرار.

·   السيطرة على مناورة الوحدات والتشكيلات.

·   السيطرة على مصادر النيران المتيسرة.

·   رفع الروح المعنوية للوحدات والتشكيلات، نظراً لوجود القائد بينهم.

إن هذه المراكز المتقدمة، هي جزء من القيادة الرئيسية، وهي قيادة القوات المشتركة. لذلك، يجب أن يكون كافة العاملين بها مرتبطين بقائد القوات المشتركة، ويعملون طبقاً للتعليمات والخطط والأوامر الصادرة منه.

كما اقترحنا، إنشاء مركز قيادة متقدم، في كلٍّ من المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، يرتبط، إدارياً، بقائد المنطقة، وعملياتياً، بقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

ب. وكما ورَد في المراجع العسكرية، فإنه يمكن أن يعيِّن قائد مسرح العمليات أحد الضباط لقيادة قوة واجب، أو لقيادة مركز قيادة متقدم، أو مركز قيادة خلْفي، ومنحه الصلاحيات اللازمة لتنفيذ المهام المكلَّف بها.

د. أمّا عن تحديد واجبات مراكز القيادة المتقدمة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، والعلاقات بينها وبين قيادات المناطق العسكرية، فهو من صميم صلاحياتنا، .... . الملحق (ج)، يوضح ما وَرَد بالمراجع الأجنبية، من واجبات وصلاحيات ومسؤوليات قائد القوات المشتركة. الملحق (ج) المشار إليه في (وثيقة مخطط وواجبات مراكز قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، ورد قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات على وجهة النظر المعارضة (الملاحق أ، ب، ج، د)).

7.     .....

8.     مما سبق، يتضح لمعاليكم وجهة نظرنا، بخصوص ما ورد في خطاب سعادة قائد القوات البرية. ... ومنذ أن شرفني خادم الحرمَين الشريفَين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الملكي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ـ بتولي قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، فإن السيطرة العملياتية، وإدارة الخطط والعمليات، أصبحتا من مسؤوليتنا، ..... ولكن في الوقت نفسه، نرحّب بالنقد البناء، والمناقشة العلمية، وتبادل وجهات النظر. الملحق (د)، يوضح مسؤوليات قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، تجاه وحداتهم وتشكيلاتهم العاملة في مسرح العمليات، كما ورَد في المراجع العسكرية. الملحق (د) المشار إليه في (وثيقة مخطط وواجبات مراكز قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، ورد قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات على وجهة النظر المعارضة (الملاحق أ، ب، ج، د)).

9.     نأمل من معاليكم، في هذه الفترة الحرجة، التي تمر بها قواتنا المسلحة، ومن منطلق المسؤولية التاريخية، الملقاة على عاتقنا جميعاً، ومن واقع محاسبتنا أمام الله، أولاً، ثم أمام المسؤولين، أن تكون توجيهات معاليكم لنا، كقادة القوات المسلحة، أن يتفرغ كل منا لأداء واجباته، وممارسة صلاحياته، وأن يكون هدفنا جميعاً هو (الكفاءة القتالية للقوات المسلحة)، ... وأن نتفرغ لعملنا، فالحرب قد تحدث، وساعتها، لن ينفعنا إلا جهدنا وإخلاصنا، واعتمادنا على الله، ثم على أنفسنا، داعين المولى ـ عزّ وجلّ ـ أن يرزقنا النصر أو الشهادة.

سابعاً: إصدار التعليمات الخاصة بالتنظيم الداخلي لمركز القيادة المتقدم، وواجباته، وارتباطه

    في 13 ربيع الآخر 1411هـ، أصدر قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، تعليمات تفصيلية إلى قادة المناطق وأركان القيادة، تُوضح الغاية من إنشاء هذا النوع من المراكز، والتنظيم الداخلي للمركز وواجباته، وواجبات قائد مركز القيادة المتقدم. وفيما يلي فقرات من الخطاب (أُنظر وثيقة (الملحق أ ) الصادر مع تعليمات قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في 13 /4 /1411 هـ مراكز القيادة المتقدمة):

1.     نظراً لتعيين اللواء سليمان عبدالرزاق الوهيب، قائداً لمركز القيادة المتقدم لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، بالمنطقة الشمالية، واللواء الركن سلطان عادي المطيري، قائداً لمركز القيادة المتقدم لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، بالمنطقة الشرقية، فإن الملحق (أ)، يوضح الفكرة من إنشاء هذا النوع من المراكز، والتخطيط الداخلي للمركز، وواجبات المركز وارتباطه، وواجبات قائد مركز القيادة المتقدم.

2.     اعتمدوا تنفيذ ما ورَد بالملحق (أ)، اعتباراً من 16/4/1411هـ.

3.     سيعقد اجتماع تلقين، يحضره قائد المنطقة الشمالية، وقائد المنطقة الشرقية، وقائد مركز القيادة المتقدم بالمنطقة الشمالية، وقائد مركز القيادة المتقدم بالمنطقة الشرقية، لتوضيح تفصيلات أكثر عن كيفية تنفيذ الواجبات المذكورة في الملحق (أ)، والإجابة على أي استفسارات للحاضرين، بخصوص أسلوب القيادة والسيطرة والاتصالات في مسرح العمليات.