إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

ك. التهديد العراقي باستخدام الأسلحة الكيماوية

    في 28 يناير 1991[5]، وفي مقابلة أجراها بيتر أرنيت (Peter Arnnet)، مراسل محطة (CNN) التليفزيونية مع الرئيس العراقي، صدام حسين، وجه الرئيس العراقي، تحذيراً إلى الدول المتحالفة من أن صواريخ سكود يمكنها أن تحمل رؤوس كيماوية وبيولوجية ونووية. وأضاف، أنه سوف يستخدم قوة تعادل القوة المستخدمة ضده. وأكد أن "الهزيمة غير واردة، ولا واحد في المليون".

    وتعليقاً على حديث الرئيس العراقي في هذه المقابلة، قال فيتزووتر:

(1)  إن أكثر مجالات هذه المقابلة إثارة للقلق، هي ادعاءات الرئيس العراقي بأنه سوف يستعمل أسلحة، كيماوية وجرثومية ونووية، مما يبرهن، مرة أخرى، على الطبيعة غير الأخلاقية لتصرفاته، خلال هذه الحرب.

(2)  إن أحـد دوافعنـا إلى هـذه الحرب، أن صدام حسين، يحاول امتلاك الأسلحة النووية، وهو لا يخفي هذه الحقيقة. وأعتقد أن هذا يمثل خطراً واضحاً جداً، يهدد العالم؛ ونحن نحاول التعامل مع هذا الخطر.

    وفي الأول من فبراير 1991، خرجت تصريحات من مسؤولين أمريكيين، كلها تدور حول، أن الرد الأمريكي سوف يكون حاسم وانتقامي ضد العراق، حالة استخدامه الأسلحة الكيماوية. وفي هذا الإطار، صرح دان كويل (Dan Quayle)، نائب الرئيس الأمريكي، الذي يزور لندن، إلى الإذاعة البريطانية، بأن الحلفاء يتوقعون، أن يستخدم صدام حسين أسلحة كيماوية، وأن ردهم على ذلك، سيكون "بعمليات انتقامية واسعة". كما أكد كويل، أن الهدف ليس إطاحة صدام حسين، بل إرغامه على مغادرة الكويت.

    كما أكدت تصريحات ديك تشيني، وزير الدفاع الأمريكي، أن استخدام الأسلحة الكيماوية، من جانب العراق، سيعتبر تصعيداً، قد يؤدي إلى احتمال الرد بأسلحة غير تقليدية. وأضاف: أن العراق أحجم عن استخدام أسلحة كيماوية، ضد إسرائيل، لأنه يعلم أنها قد تهاجمه بأسلحة غير تقليدية. كما قال: "إن قوات التحالف ضد العراق، تعمل على طرد القوات العراقية من الكويت، والقضاء على قدرات العراق الهجومية، بما فيها أسلحة الدمار الشامل، والصواريخ المتوسطة والطويلة المدى".

    وعقب تهديد الرئيس العراقي، باستخدامه الأسلحة الكيماوية، استمرت طائرات التحالف في شن هجماتها ضد العراق، مع تكثيف قصف المنشآت العراقية العسكرية النووية والجرثومية والكيماوية، البالغ عددها 31 منشأة. ونجم عنه تدمير جميع المفاعلات النووية العراقية، ومركز الأبحاث النووية، وإصابة نصف المنشآت النووية والبيولوجية والكيماوية.

    وأكد خبراء أمريكيين، قصف منشآت العراق، الكيماوية والنووية، إذ قال ليونارد سبكتور (Leonard Spector)، العضو في مؤسسة "كارنيجي أند أومنت" للسلام الدولي، في 6 فبراير 1991: "إن قوات التحالف، قد دمرت تماماً المفاعلَين النوويَّين الوحيدَين في العراق، اللذَين يعتقد أنهما يحتويان على موادّ مشعة. ويعتقد أن العراق، نقل البلوتونيوم من هذَين المفاعلَين، قبْل غارات القصف الجوي. وحتى إذا كان الوقود قد دمر، أثناء الغارات، فإن الكمية المتيسرة، محدود جداً نشاطها الإشعاعي، ولا تزيد على 30 كجم. وفي الواقع، إن آثار الغارات، كانت أقلّ كثيراً من المستويات، التي تشكل خطراً. كما أكد سبكتور، أن كمية كبيرة من العناصر، الكيماوية والبيولوجية، في مصانع العراق للأسلحة، قد أتلفها، بصورة أولية، الانفجار، والنيران الناتجة من القصف".

ل. البيان الأمريكي ـ السوفيتي المشترك، في واشنطن، 30 يناير 1991

    في 30 يناير، صدر بيان مشترك، في واشنطن، عن وزيرَي الخارجية، الأمريكي والسوفيتي، جيمس بيكر (James Baker)، وألكسندر بسميرتنيخ (Alexander Bessmertnykh)، أعلنا فيه عرضاً للعراق، بقبول وقف القتال، إذا تعهد العراق، "على نحو لا لبس فيه"، الانسحاب من الكويت، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، من الفور. وأنه لدى تحقيق السلام في منطقة الخليج، فإن القوّتَين العظمَيَين، ستعطيان الأولوية لإقامة استقرار طويل الأجل في المنطقة، بالتعامل مع مصادر الصراع المختلفة، خاصة النزاع العربي ـ الإسرائيلي.

    وأثار البيان ترحيباً عربياً ودولياً، بصفة عامة، ورداً سلبياً من إسرائيل، بصفة خاصة. فرحّب بالبيان المتحدث باسم الخارجية البريطانية. وكذلك مصر. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، انتقد إقحام النزاع العربي ـ الإسرائيلي في البيان، من دون استشارة إسرائيل المسبقة (اُنظر وثيقة البيان السوفيتي ـ الأمريكي المشترك الصادر عن وزيرَي الخارجية، السوفيتي بسميرتنيخ والأمريكي جيمس بيكر، خلال المحادثات، التي عقدت في واشنطن يوم الخميس، 30 يناير 1991) و(النص الإنجليزي للوثيقة).

وأعلن الرئيس الأمريكي، بوش، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تسعى إلى تدمير العراق أو تقسيمه (تجزئته). وأكد أن القوات الأمريكية، ستغادر منطقة الخليج، عند اكتمال تنفيذ مهمتها.

    وأكد وزير الخارجية الأمريكي، بيكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاءها في التحالف، يسعون إلى تحرير الكويت، وليس إلى تدمير العراق. كما شدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية، ليست على خلاف مع الشعب العراقي، ولا تُشكل خطراً على وحدة أراضي العراق.

    ومن أجْل تطويق المضاعفات السلبية، للبيان المشترك، أكد مارلين فيتزووتر، في مؤتمر صحفي، في البيت الأبيض، "أنه لا يوجد أي تضارب بين موقف الرئيس بوش، والبيان الأمريكي ـ السوفيتي المشترك. وشدد على أنه لا تغيير في السياسة الأمريكية، وأن تفسير عبارة "التعهد الذي لا لبس فيه" (للانسحاب من الكويت)، هو أن على العراق، أن يبدأ انسحاباً مكثفاً من الكويت".

    وتعليقاً على هذا البيان المشترك، قالت جريدة "واشنطن بوست"، إن المسؤولين الأمريكيين، يعتقدون أن صدام حسين، لن يستجيب للعرض المشترك لوقف القتال، وأن الهدف من البيان، هو طمأنة عدد من الدول المشاركة في التحالف، وإزالة الشكوك والتكهنات، التي أشارت إلى ابتعاد الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف (Mikhail Gorbachev)، عن التحالف.

م. الهجمات العراقية على مدينة الخفجي السعودية، ورد الفعل الأمريكي

    في ليلة 29 ـ 30 يناير 1991، شنت قوة عراقية هجوماً في اتجاه مدينة الخفجي السعودية، على الطريق الرئيسي للكويت، غرب الساحل، وتمكنت من السيطرة على المدينة. واستمرت المعارك الضارية بين القوة العراقية، التي احتلت المدينة، وبين القوات السعودية ـ القطرية المشتركة، وبمساندة من طائرات التحالف. وبعد قتال استمر 36 ساعة، وبالتحديد بعد ظهر يوم 31 يناير، تمكنت القوات السعودية من تحرير مدينة الخفجي، بعد أن كبدت القوة العراقية المعتدية خسائر كبيرة في الأفراد والأسلحة والمعدات، وأسر أعداد كبيرة من الجنود العراقيين.

    وأكدت الإدارة الأمريكية، تعليقاً على الهجوم أن الهدف من عملية الخفجي، هو تنفيذ الاستطلاع المسلح، والتحرش بالمَواقع الأمامية، وجس نبضها، واكتشاف نقاط تمركزها وقوتها النارية، فضلاً عن تحقيق أهداف سياسية ومعنوية.

    وأشار البريجادير جنرال بات ستيفنس (Pat Stevens)، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، في مؤتمر صحفي، في الرياض، إلى أن العملية ليست عملية غزو كبرى، كما قال بعض المعلقين. وأن القوات، السعودية والقطرية، استطاعت، خلال قتال، استمر 36 ساعة، إن تطهر مدينة الخفجي تطهيراً كاملاً. وأن قوات المارينز، لم تشترك في القتال الفعلي. وأن السعوديين، هم القادرون على تقييم نتائج المعركة.

    وفي يوم 2 فبراير 1991، أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، "أن قيادة القوات المشتركة توصلت، هذا اليوم، إلى نتائج خسائر معركة الخفجي، وهي: أن القوات السعودية أسرت 160 جندياً عراقياً واستولت على عدد من الآليات العسكرية، وذلك بعد قتال دام 36 ساعة تكبدت فيها القوات العراقية خسائر فادحة بلغت 30 قتيلاً، 37 جريحاً، 429 أسيراً، كما خسرت القوات السعودية 18 شهيداً و29 جريحاً و4 مفقودين، كما تم الاستيلاء على معدات ما يعادل كتيبة مشاة وكتيبة دبابات، وقد كان من الواضح أن عملية الخفجي كان يهدف منها صدام حسين رفع الروح المعنوية لقواته، حتى لو كان ذلك ببريق انتصار وقتي انقلب في نهايته إلى هزيمة منكرة لقواته"[6].

ن. أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، في الخليج

    تحدد الهدف الأمريكي، في المرحلة القادمة، بالعمل على تحقيق الأمن والاستقرار، والسعي إلى ترتيبات أمن، تشمل دول المنطقة كلها، وتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي، والاشتراك في إعادة بناء اقتصاد منطقة الخليج.

    وفي اجتماع جيمس بيكر، في 6 فبراير 1991، إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، حدّد وزير الخارجية الأمريكي الخطوط الرئيسية للسياسة الأمريكية، بالنقاط التالية (اُنظر وثيقة شهادة وزير الخارجية الأمريكية، جيمس بيكر أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (الكونجرس) في 6 فبراير 1991) و(النص الإنجليزي للوثيقة):

(1)  إن الولايات المتحدة الأمريكية، ليست على خلاف مع الشعب العراقي.

(2)  إن أهداف التحالف واضحة، وهي طرد العراق من الكويت، وإعادة حكومتها الشرعية، وضمان أمن المنطقة واستقرارها.

(3)  إن الولايات المتحدة الأمريكية، ملتزمة بتحقيق أمن إسرائيل. وإن على إسرائيل أن تحل نزاعها مع جيرانها.

(4)  إن إمكانية التعاون طويل الأمد، أو مشاركة الاتحاد السوفيتي، ستتوقف، في نهاية المطاف، على مسار إصلاحات الاتحاد السوفيتي الداخلية.

(5)  إن دول التحالف، ستسهم في إعادة بناء العراق.

(6)  إن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تسعى إلى بقاء عسكري دائم في المنطقة.

(7)  إن على الولايات المتحدة الأمريكية، أن تقلّل من اعتمادها على نفط الشرق الأوسط، في المستقبل.

(8)  إنه يمكن إيران، أن تشارك في عملية إقامة السلام، وترتيبات السلام بعد الحرب.

    كما أبدى بيكر عدة ملاحظات، في شأن الصراع مع العراق، منها:

(1)  إن التحالف الدولي، يتمسك، بثبات، بهدفه وخطة سيره. وإن من أبرز إنجازات الأزمة، هي قدرة الأمم المتحدة على العمل مثلما أراد لها مؤسسوها. وطبقاً لقرار مجلس الأمن، الرقم 678، فقد أمكن شن الحرب، بعد استنفاد جميع الفرص السلمية.

(2)  اقتسام التحالف مسؤولية الأعباء الاقتصادية للصراع. فالدعم المُقدَّم للإنفاق العسكري الأمريكي، يُغطي التزامات عام 1990 لعملية "درع الصحراء"، والتزامات عام 1991، التي تغطي الفترة من يناير إلى مارس 1991 لعمليتَي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء". ولدى الولايات المتحدة، حتى الخامس من فبراير، تعهدات بدفع أكثر من 50 مليار دولار، لدعم المجهود الحربي، وأكثر من 14 مليار دولار، لمساعدة دول المواجهة ودول أخرى.

(3)  تعكس الإستراتيجية العسكرية الأمريكية، التي تتكشف الآن، الأهداف السياسية بشكل مباشر. وإن هدف الولايات المتحدة الأمريكية، هو تحرير الكويت، وليس تدمير العراق، أو إحداث تغييرات في حدوده.

(4)  إن التحالف الدولي العظيم، الذي يكسب الحرب الآن، يجب أن يظل قوياً، لكي يضمن تحقيق السلام.

س. الموقف الأمريكي من الأردن، وسياستها المنحازة إلى العراق

    في إطار توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، بسبب استمرار التعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق، وخوفاً من رد الفعل الداخلي الأردني، ضد الولايات المتحدة الأمريكية، دعت الخارجية الأمريكية، الأمريكيين الموجودين في الأردن، إلى مغادرته، بسبب تزايد التوتر، الناجم عن حرب الخليج.

    وفي 4 فبراير، قلصت السفارة الأمريكية في عمّان، عدد موظفيها من 35 إلى 15 موظفاً، في ما وُصف بأنه تدهور خطير في العلاقات بين البلدَين. ويأتي هذا التطور بينما وصل عدد شاحنات الوقود، التي دمرها الطيران الأمريكي للأردن، إلى 31 شاحنة. واشتكت مصادر أردنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تكرار القصف، ووصفته بأنه "إعلان حرب".

    وفي نيويورك، ندد بيريز دى كويلار، الأمين العام للأمم المتحدة، بقصف الشاحنات، ووصفه بأنه عمل غير مقبول، وأن الأردن هو "الضحية البريئة لما يحدث"، وأنه ـ أي الأردن ـ يعاني حرباً، ليس هو طرفاً فيها.

    وتصاعد التوتر، عندما ألقى العاهل الأردني، الملك حسين، خطاب، بثه التليفزيون الأردني، في 6 فبراير 1991، اتهم فيه القوات المتحالفة، بقتل النساء والأطفال، ومحاولة تدمير البنية الأساسية للعراق. ودعا إلى عمل فوري، وجاد، لوقف إطلاق النار؛ تمهيداً لإجراء حوار عراقي ـ أمريكي، وآخر عربي ـ عربي. كما أنتقد الدول العربية المشاركة في التحالف المناهض للعراق.

    وفي 7 فبراير، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، في تعليقها على دعوة الملك حسين إلى العمل الفوري على وقف إطلاق النار، تمهيداً لإجراء حوار عراقي ـ أمريكي، وآخر عربي ـ عربي ـ رفضها للمقترح الأردني. كما أوضحت، أن الأردن قد أخطأ، بانحيازه إلى جانب صدام حسين.

    وانتقد الرئيس بوش الموقف الأردني المساند للعراق، ضد باقي دول العالم، قائلاً: "إنني أخالف الملك حسين في زعمه، أن الحرب ضد العراق، هي حرب جائرة. كما لا أوافق على نداء الملك حسين بوقف إطلاق النار".

    وفي تعليق على تحقيق السلام في منطقة الخليج، قال الرئيس بوش، إن الطريق نحو السلام طويل ووعر. ولكن انتصار قوات التحالف، سيكون فرصة تاريخية لتحقيق السلام في منطقة الخليج. وأكد أن حرب الخليج، لن تتوقف حتى يبدأ صدام حسين انسحاباً صادقاً، من جانب واحد. وأنه لن يكون وقف إطلاق النار، ما لم يتحقق ذلك.

ع. الموقف الأمريكي من علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالعراق

    انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية، منظمة التحرير الفلسطينية، لوقوفها إلى جانب صدام حسين، إذ أعلن جيمس بيكر، في 8 فبراير 1991، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن منظمة التحرير الفلسطينية، اتخذت "الخيار الخاطئ"، حينما أيدت الرئيس العراقي على نزاع الخليج.

ف. العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية، في ضوء أحداث حرب الخليج

    بعد الاجتماع، الذي عقد بين الرئيس بوش ووزير الدفاع الإسرائيلي، موشى أرينز (Moshe Arenz)، في 11 فبراير 1991، الذي سبقه اجتماع بين وزير الدفاع الأمريكي، ريتشارد تشيني، ونظيره الإسرائيلي ـ قال مسؤول أمريكي كبير في وزارة الدفاع: إن التركيز الأساسي، خلال هذه المباحثات، في الوضع العسكري في الخليج، ومسألة صواريخ سكود، والمساعدات لإسرائيل. وكانت الإدارة الأمريكية، قد طلبت من الكونجرس الموافقة على مساعدات عسكرية لإسرائيل، قيمتها 1.8 مليار دولار، بينما تطالب إسرائيل بثلاثة مليارات دولار.

ص. الموقف الأمريكي من إيران وسياستها الحيادية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

    في 31 يناير 1991، وفي حديث، أمام الصحفيين، أعلن رومان بوباديوك (Roman Pupaduke)، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الأمريكي للشؤون الخارجية، "أن العلاقات العامة بين إيران والولايات المتحدة بحاجة إلى تحسّن. كما يسعدنا أن نرى الحكومة الإيرانية، تدعم الجهود الدولية في أزمة الخليج. ونأمل أن يكون مثل هذه النشاطات، بمثابة تحولات إيجابية في إيران، أو بمثابة مؤشر على أن إيران مُستعدة للعودة إلى المجتمع الدولي الأكبر، وأن يشكل ذلك فاتحة حسنة لعلاقتنا الثنائية، في المستقبل، ولمكانة إيران في المجتمع الدولي".

    وفي 4 فبراير، أعلن الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، عن استعداد إيران لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، "إذا كان ذلك يساعد على إعادة السلام في الخليج". وقال في مؤتمر صحفي أنه على استعداد، كذلك، لعقد لقاء مع الرئيس صدام حسين "إذا كانت نتيجة هذا اللقاء ستؤدي إلى إنقاذ الشعب المسلم في العراق والمنطقة". وفُسِّرَت المبادرة بأنها تعبير عن قوة رفسنجاني الداخلية في إيران. واستقبلت الولايات المتحدة المبادرة بفتور. إذ جاء رد الفعل الأولي الأمريكي، إزاء المبادرة السلمية للرئيس الإيراني، رفسنجاني، على لسان المتحدث باسم البيت البيض، بالقول: "إن الولايات المتحدة الأمريكية، تكرر الهدف من الحرب، وهو إزاحة صدام حسين عن الكويت.

    وعلق رومان بوباديوك، نائب السكرتير الصحفي للشؤون الخارجية في البيت الأبيض، على الإستراتيجية الإيرانية، المقترحة لإنهاء الحرب في الخليج، فقال: "إن الإيرانيين، في الواقع، لم يذكروا، أبداً، أو يعلنوا، أن هناك خطة. وأعتقد أن ما عَرض الإيرانيون النهوض به كان التحدث إلى العراق، ورؤية إن كان في استطاعتهم جعل العملية تسير نحو الحل، إذا وافق العراق على الانسحاب الشامل، غير المشروط".

    ويقول روبرت هنتر، أحد الخبراء الإستراتيجيين: "على الرغم من رفض الولايات المتحدة الأمريكية، للاقتراح الإيراني بالتوسط، فكان من المتوقع أن تحدث مواجهة بين جهود دبلوماسية متشابهة يتمتع كل منهما بمساندة واسعة. إذا أبدى العراق مرونة فيما يتعلق بالانسحاب من الكويت، فإن على واشنطن أن تكون مستعدة أما لإعطاء الفرصة لصدام حسين لكي "يحفظ ماء وجهه"، وذلك من خلال تحرك دبلوماسي، أو مواصلة الحرب، متجاوزة ما يتقبله العديد من الشركاء في التحالف".

    وفي 6 فبراير، وصل ألكسندر بيلونوجوف (Alexander Belonogov)، نائب وزير الخارجية السوفيتي، إلى طهران، قبل ساعات من وصول وزير الخارجية التركي إليها، لبحث الأفكار الإيرانية الخاصة بالتوصل إلى تسوية سياسية لأزمة الخليج بدلاً من الحرب الحالية.

    ورحّب وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، بزيارة المبعوث السوفيتي إلى بغداد، شرط أن تؤدي إلى انسحاب عراقي. وقال في برنامج "واجه الأمة"، الذي تبثه شبكة (CBS) التليفزيونية: "إذا استطاع ذلك المبعوث الشخصي، أن يعود ومعه تنفيذ كامل لقرارات مجلس الأمن، وزيادة فاعليتها، فذلك هو، في واقع الأمر، ما نسعى لتحقيقه، منذ خمسة شهور". كما أكد بيكر، أنه لم يلحظ أي تغيير في الموقف السوفيتي تجاه حرب الخليج.

    وفي 9 فبراير، وصل إلى طهرن، فجأة، نائب رئيس وزراء العراق، الدكتور سعدون حمادي، حاملاً رد الرئيس صدام حسين على مبادرة السلام التي طرحها الرئيس الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني. وكان الدكتور حمادي زار طهران، قبل أسبوع، وكلّفه رفسنجاني في ختام الزيارة بنقل رسالة إلى الرئيس صدام حسين، قال الرئيس الإيراني أنها تحتوي على صيغة سلام لم تكشف بنودها.

ق. مبادرة عراقية لوقف إطلاق النار

     في الحادية عشرة والنصف، قبل ظهر يوم 15 فبراير 1991، أذاع مجلس قيادة الثورة في العراق، بياناً، أعلن فيه استعداده لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 660 لعام 1990، بهدف التوصل إلى حل سلمي مشرّف، ومقبول، بما في ذلك مبدأ الانسحاب. وطالب البيان بوقف إطلاق النار، وإلغاء بقية قرارات مجلس الأمن اللاحقة، والخاصة بفرض المقاطعة والحظر. وسحب الولايات المتحدة، والدول الأخرى، قواتها من المنطقة، خلال شهر. وأشار البيان إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة (اُنظر وثيقة بيان مجلس قيادة الثورة العراقي في شأن مبادرة الانسحاب من الكويت الصادر في 15 فبراير 1991) و(النص الإنجليزي للوثيقة).

ر. رد الفعل الأمريكي، إزاء بيان مجلس قيادة الثورة العراقي في شأن الانسحاب

    في بيان مختصر، صادر عن البيت الأبيض، صباح 15 فبراير، قدم السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، رد الحكومة على بيان مجلس قيادة الثورة العراقية[7]، فقال: "من الواضح، أنه يحتوي على شروط للانسحاب العراقي من الكويت. وإن قرارات مجلس الأمن الدولي، واضحة في إصرارها على أن يكون الانسحاب كاملاً، وغير مشروط. إن الوعود، وحدها، لا تكفي، وينبغي أن يكون هناك موافقة على الامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي، ولكن أيضاً القيام بعمل فوري، وملموس، على الأرض. ومن الواضح، أن البيان العراقي، لا يحتوي على أية عناصر تنم عن تغيير. وفي الحقيقة، أنه يتضمن شروطاً أكثر من الماضي".

    كما وصف الرئيس بوش البيان العراقي، بأنه "خطوة إلى الوراء". كما يمثل "خدعة قاسية"، في ضوء الشروط العديدة التي تضمنها.

ش. الموقف الأمريكي من استمرار تحقيق الأهداف، ومن المبادرة العراقية

    أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أن هدف المرحلة القادمة، هو استمرار تنفيذ ما خُطِّط من أجْل تحرير الكويت، ووضع حد لمعاناة الشعب الكويتي. وأن الحرب ستستمر، ولن يكون هناك وقف نار مؤقت، إلا إذا انسحب العراق من الكويت.

    وقد ورد تأكيد لذلك، من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين، التي تتلخص في الآتي:

(1)  إعـلان الرئيس بـوش استمرار العمل، من أجل تنفيذ الأهداف المخططة. وأنه لا تنـازلات، ولا تراجع. وأكد أن التحالف الدولي ضد العراق، "صادق، وقوي". وأعرب عن أمله أن يوضع حدّ لعذاب الشعب الكويتي، في القريب العاجل. وفي تعليقه على المبادرة العراقية في شأن الانسحاب، قال إن الخبر الجيّد، والوحيد، في العرض العراقي، كان حديث بغداد، للمرة الأولى، عن الانسحاب، وعدم تكرار موقفها السابق، أن الكويت هي المحافظة العراقية التاسعة عشرة. وهذا أمر إيجابي. وكان يجب أن يفعلوا ذلك، في الأسبوع الأول من أغسطس 1990.

(2)  أمّا وزير الخارجية، بيكر، فقال إن رسالته إلى الرئيس العراقي، تتلخص في: "أُخرج من الكويت، لأن ذلك إحدى الطرق لوقف هذه الحرب".

ت. خطة السلام السوفيتية، لإنهاء الحرب

    في 18 فبراير 1991، وبعد رفض الولايات المتحدة الأمريكية للمبادرة العراقية، دارت في موسكو، مباحثات بين وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز وكلٍّ من الرئيس السوفيتي، جورباتشوف، ووزير خارجيته بسميرتنيخ، والمبعوث السوفيتي، يفجيني بريماكوف (Yevegeny Primacov). وعقب المباحثات، قدم الرئيس جورباتشوف خطة سلام سوفيتية، تشتمل على عدة قضايا متعلقة بمنطقة الخليج. وأن الاتحاد السوفيتي، سيشارك في إيجاد حل سلمي، إذا انسحب العراق، من دون أي شروط، من الكويت.

    وأكد جورباتشوف أن الخطة، التي حملها وزير الخارجية، طارق عزيز، إلى بغداد، تتضمن النقاط التالية:

(1)  الانسحاب العراقي غير المشروط من الكويت، وعودة الشرعية إليها.

(2)  توفير ضمانات معينة، تتعلق بمستقبل النظام في العراق ووحدة أراضيه، ورفع العقوبات الدولية عنه.

ث. رد فعل الجانب الأمريكي، إزاء المقترح السوفيتي، في شأن إنهاء الحرب

    في 19 فبراير، جاء رد الفعل الأمريكي غير متفق مع المقترح السوفيتي، في شأن إنهاء الحرب؛ إذ إن الخطة السوفيتية، لا تفي بتحقيق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي. وفي هذا الإطار، عبرت تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن ردود الفعل التالية:

(1)  أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، أنه لا يجد جديداً في الخطة السوفيتية للسلام، من أجْل سير الحرب. وقال إن الكرملين، لم يطلب من واشنطن إيقاف أي هجوم أرضي، خلال فترة التحرك الدبلوماسي السوفيتي.

(2)     ورأى الرئيس بوش، أن الخطة السوفيتية، هي "أقل بكثير مما قد يكون مطلوباً".

    كما أكد وزير الدفاع، ريتشارد تشيني، أمام لجنة الدفاع الفرعية، التابعة لمجلس النواب: "إن وقف إطلاق النار في حرب الخليج، سوف يكون خطيراً جداً على قوات التحالف، حيث من الممكن أن يخلق وضعاً، يتيح للعراقيين إعادة التزود بالإمدادات، ودعم موقفهم. كما أنه سيكون في صالح صدام حسين. ويمكن أن يؤدي إلى إحداث خسائر أكبر في القوات الأمريكية. وسيكون خطأً كبيراً"[8].

خ. استمرار الرفض الأمريكي لوقف إطلاق النار

    وفي 20 فبراير، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية رفضها وقف إطلاق النار. وأنها أمهلت صدام حسين 24 ساعة، ليقرر الانسحاب من الكويت، من دون شروط أو مماطلة.

    وفي هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية الأمريكية، جيمس بيكر، أن الإدارة الأمريكية غير مستعدة للتفاوض في مهمة الأمم المتحدة أو معناها. ويجب ألا يكون هناك بلبلة في شأن المطلوب عمله. وأن العالم انتظر، بصبر، خمسة أشهر، لانسحاب العراق من الكويت، ووقْف صدام حسين الحرب، التي بدأها، في الثاني من أغسطس 1990. ولكنه بدل السلام، اختار الحرب. وهي حرب لم نَسْعَ إليها، ولكنها حرب لن نخسرها.

ذ. خطاب الرئيس العراقي، وانسحابه المشروط

    في 21 فبراير، وقبل ساعات من وصول طارق عزيز، وزير الخارجية العراقية، إلى موسكو، وجه الرئيس صدام حسين كلمة تمسك فيها بعرضه المشروط للانسحاب من الكويت، والذي ورد في بيان مجلس قيادة الثورة يوم 15 فبراير. وقال: "إن انسحاب العراق لا بد أن يتم في نطاق ترتيب شامل لحل مشاكل المنطقة وأولاها مشكلة فلسطين". وأضاف: "إن أم المعارك ستكون معركة النصر والاستشهاد... أنهم يريدون أن نستسلم ولكن سيصابوا بخيبة الأمل... وإن الكثيرين لا يعرفون مدى قدرة الجيش العراقي" (اُنظر وثيقة كلمة الرئيس العراقي، صدام حسين التي أُذيعت في يوم الخميس 21 فبراير 1991 في شأن إصراره على الانسحاب المشروط من الكويت).

    وفي اليوم نفسه، أعلنت موسكو أن العراق رد بإيجابية على خطة الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف. وقام بتسليم رد بغداد وزير الخارجية العراقية طارق عزيز خلال اجتماع مع الرئيس السوفيتي في الكرملين، وقد أبلغ جورباتشوف الرئيس بوش بهذه الموافقة هاتفياً.

ض. استمرار الرفض الأمريكي للمبادرة السوفيتية، وتصريحات الرئيس العراقي

     استمر، كذلك، رفض الإدارة الأمريكية، سواء للمبادرة السوفيتية، أو للتصريحات، التي جاءت في خطاب صدام حسين، في 21 فبراير 1991. إذ أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، خلال مؤتمر صحفي، أن الرئيس بوش، أكد، في حديثه الهاتفي، مع الرئيس جورباشوف، أن الولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن تناقش العرض السوفيتي مع دول التحالف. وأضاف فيتزووتر: لقد أثبت الرئيس العراقي، من خلال خطابه، أنه مصمم على أن يواصل عدوانه على الكويت.

غ. إنذار أمريكي إلى العراق

    وفي 22 فبراير، رد الرئيس جورج بوش على إعلان موسكو، موافقة العراق على خطة سوفيتية لتسوية أزمة الخليج، ببيان قصير، تضمن إنذاراً إلى العراق، يوجب الانسحاب من الكويت، قبْل الساعة 1700، بتوقيت جرينتش، في 23 فبراير 1991، إذا أراد تفادي الحرب البرية. واتهم بوش العراق بممارسة سياسة "الأرض المحروقة" في الكويت، من طريق إشعال النار في آبار النفط ومنشآته (اُنظر وثيقة بيان الرئيس الأمريكي، جورج بوش في يوم 22 فبراير 1991 ويتضمن إنذاراً موجَّهاً إلى الرئيس العراقي، صدام حسين بوجوب بدء الانسحاب من الكويت) و(النص الإنجليزي للوثيقة).

    وأعلن مارلين فيتزووتر، المتحدث باسم البيت الأبيض، شروط الانسحاب العراقي من الكويت، وتتضمن الآتي:

(1)  الانسحاب خلال 48 ساعة من مدينة الكويت، وأن يُستكمل الانسحاب من جميع الأراضي الكويتية، خلال أسبوع.

(2)  يجب على العراق، أن يُعيد أسرَى الحرب، خلال 48 ساعة. وأن ينزع جميع الألغام والأشراك الخداعية، من الكويت.

(3)  لن تهاجم قوات التحالف القوات العراقية المنسحبة، خلال هذه الفترة. ولكن أي إخلال بهذه الشروط، سيؤدي إلى رد حاسم، من قِبل قوات التحالف.

    وفي حديث إلى الصحفيين، في البنتاجون، في 22 فبراير، قال وزير الدفاع الأمريكي، تشيني: "إن الحل الوحيد المقابل للنزاع، هو تنفيذ العراقيين الكامل لقرارات مجلس الأمن". وأكد تشيني، "أن عملية تحرير الكويت، دخلت مرحلتها الأخيرة. وأن انسحاب العراق، يجب أن يكون فورياً، وغير مشروط". واستطرد قائلاً: "لقد أوضحنا، مراراً وتكراراً، أننا غير مهتمين بأي وقف لإطلاق النار. وأن وقف إطلاق النار، كان، بكل بساطة، سيسمح لصدام حسين بإعادة تجميع قواته. وكان يمكن أن يكلفنا إصابات أكثر".

    وقال تشيني: "لقد بدأ العراقيون في الاثنتين والسبعين ساعة الماضية، بما يبدو أنه عمل متعمَّد، لتدمير ما تبقّى من الكويت، وإحراق آبار النفط". وأكد تشيني، مرة أخرى، أن تغيير الحكومة في العراق، ليس هدفاً من أهداف السياسة الأمريكية.

ظ. الضوء الأخضر للحرب البرية

    في 23 فبراير 1991، أعطى الرئيس جورج بوش، في بيان، تُلي على رجال الصحافة، وبثته وسائل الإعلام ـ الضوء الأخضر للقيادة العسكرية الأمريكية، ببدء الحرب البرية. وذلك عقب انتهاء مهلة الإنذار، الذي وجّهه إلى العراق، لتنفيذ الانسحاب من الكويت (اُنظر وثيقة بيان الرئيس الأمريكي، جورج بوش بإعلان الحرب البرية على العراق الصادر في مساء يوم السبت، 23 فبراير 1991) و(النص الإنجليزي للوثيقة).

    إذ أعلن أنه بعد أن تشاور مع كبار مستشاري الأمن القومي وبعد مشاورات مكثفة مع شركاء الولايات المتحدة في التحالف الدولي، أعطى صدام حسين الفرصة الأخيرة التي طرحت بشكل صريح للغاية حتى يقدم على ما كان يجب عليه أن يفعله قبل ما يزيد على ستة أشهر، وهو الانسحاب من الكويت من دون شروط ومن دون أي تأخير، والالتزام بكافة القرارات التي أصدرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وللأسف انتهت المهلة في الظهيرة، من دون أن توافق الحكومة العراقية على الاستجابة للمطالب الواردة في قرار مجلس الأمن الرقم 660.

    وأضاف: "ولذلك فقد أصدرت تعليماتي للجنرال نورمان شوارتزكوف بالتنسيق مع قوات التحالف لاستخدام كل القوات المتاحة بما في ذلك القوات البرية لطرد الجيش العراقي من الكويت".

    ومن ناحية أخرى، أعلنت مصادر البيت الأبيض، على لسان مارلين فيتزووتر، أن الرئيس بوش، أكد للرئيس جورباتشوف، خلال مكالمة هاتفية، تمسكه بموقف دول التحالف وشروطها، بالنسبة إلى الانسحاب العراقي من الكويت. وأنه رفض فكرة التوفيق بين موقف التحالف والخطة السوفيتية.




[1] رافق ` إيجلبرجر`، في الزيارة، ` بول ولفوفيتز Paul Wolfowitz` ، نائب وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الدولية.

[2] ألقت سلطات الأمن السعودية القبض على العناصر التي أطلقت النار على السيارة التي كانت تقل عسكريين أمريكيين وسعوديين في أحد شوارع جدة. وقالت وزارة الداخلية السعودية، إن جميع هذه العناصر هم من المقيمين، أي من غير السعوديين.

[3] مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، وكان متورطاً في عملية "إيران جيت".

[4] من المعروف أن الولايات المتحدة اتبعت خلال هذه المرحلة إستراتيجية الشطرنج التي تواجه كل نقلة بنقلة مفاجئة، حيث استخدمت فيها أساليب شن حملة نفسية مركزة ضد النظام العراقي والرئيس العراقي نفسه، وترديد الأنباء عن الاستعداد لمحاكمته

[5] جرت المقابلة يوم 28 يناير 1991، وأُذيعت في اليوم التالي، 29 يناير 1991.

[6] ذكرت نتائج المعركة، في البيان العسكري الرقم (16) الصادر من قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، في 18 رجب 1411هـ الموافق 2 فبراير 1991م.

[7] قال يفجيني بريماكوف، المبعوث السوفيتي إلى منطقة الشرق الأوسط،، في مذكراته حول هذا البيان: "إنه في الخامس عشر من فبراير 1991، أي قبل وصول طارق عزيز إلى موسكو بيومين، قطعت إذاعة بغداد برامجها لتذيع بيان مجلس قيادة الثورة، وتحدث هذا البيان عن استعداد العراق للامتثال إلى قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 660، الذي طالب بسحب القوات العراقية من الكويت، بلا قيد أو شرط. بيد أن هذا القسم من البيان قد أُحيط بعدد كبير من الشعارات التقليدية الدعائية، وبالدعوات والوعود بمواصلة الحرب حتى النهاية المظفرة، وبقائمة من المسائل الواجب حلها لاحقاً: المسألة الفلسطينية وانسحاب القوات الأمريكية، ورفع العقوبات الاقتصادية وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة".

[8] كان من الواضح أن الولايات المتحدة أصبحت ترفض أي اقتراح بانسحاب العراق من الكويت، لأن قرار الهجوم البري كان قد أتخذ وبدأ التحقيق الفعلي له.