إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









أولاً: مواقف وردود فعل المملكة العربية السعودية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

أولاً: مواقف وردود فعل المملكة الأردنية الهاشمية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. الموقف الأردني العام

    اتّسم الموقف الأردني من حرب الخليج، بالانحياز الواضح إلى جانب العراق. وارتكز على مبدأَين أساسيَّين، أولهما، أن الحرب من جانب التحالف، هي حرب ظالمة، الهدف الأساسي منها تدمير العراق، وتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط. والمبدأ الثاني، هو الربط بين مشكلة الخليج ومشكلة الشرق الأوسط، وأن الحل يجب أن يقوم على عدم الفصل بينهما.

2. رد فعل الأردن، إزاء بدء عملية "عاصفة الصحراء"

أ. على المستوى الرسمي

    على المستوى الرسمي، صرح ناطق أردني رسمي، بأن الأردن، قيادة وحكومة وشعباً، يستنكر ما وقع في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، 17 يناير 1991. وأكد أن عمّان، تعمل للحل السلمي، إلا أن محاولاتها المتكررة، اصطدمت بالعراقيل.

    كما أعلنت الحكومة الأردنية فتح نقطة الرويشد، قرب الحدود مع العراق، التي كانت قد أغلقتها، قبْل أسبوع؛ وذلك بعد استجابة الهيئات الدولية طلب الأردن، تقديم مساعدات وتسهيلات لنقل النازحين إلى بلادهم، واستضافتهم، وترحيلهم. كذلك، أعلنت المصادر الأردنية إغلاق مجال الأردن الجوي ومطاره المدني، في وجْه الملاحة الجوية، في ضوء التحركات العسكرية في المنطقة.

    أما الملك حسين، فبادر إلى محادثات هاتفية، مع عدد من القادة العرب، تناولت الحرب في الخليج. فاتصل بنظيره المغربي، الملك الحسن الثاني، والرؤساء. اليمني علي عبدالله صالح، والجزائري الشاذلي بن جديد، والموريتاني معاوية ولد سيد أحمد طايع، والتونسي زين العابدين بن علي، والسوداني الفريق عمر حسن البشير، والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.

    كذلك، عمد الملك حسين إلى زيارة بعض العواصم الأوروبية، للغرض عينه. ولكنه اعترف بأن محاولاته الرامية إلى وقف إطلاق النار في حرب الخليج، لم تُحرز تقدماً. وعلى مستوى الهيئات السياسية، عقد مجلس الأعيان الأردني، في 21 يناير 1991، جلسة طارئة، برئاسة أحمد اللوزي، رئيس المجلس لبحث تطورات اندلاع الحرب في الخليج. وطالب المجلس في بيان، أصدره عقب الجلسة، بضرورة إيقاف الحرب، وإتاحة الفرصة لبذل جهود جديدة في التوصل إلى حل سلمي، يجنّب المنطقة المزيد من الكوارث.

    كما أكد مفتي المملكة الأردنية الهاشمية: "أن العدوان، الذي تشنه قوى الكفر ضد العراق العربي المسلم، ما هو إلا حلقة من حلقات العداء الصليبي ـ اليهودي الحاقد". وهاجم كل ما صدر من فتاوي تبيح الهجمة الاستعمارية المجرمة. وقال: "إن كل ما صدر، ما هو إلا قلب للحقائق، وتحريف لكلام الله، وقلب لأحكام الدين".

ب. على المستوى الشعبي

    جاء رد الفعل الشعبي الأردني مسانداً للعراق، ومندداً بالهجمات الأمريكية عليه. إذ شهدت الشوارع الأردنية بعض المظاهرات، المنددة باعتداءات قوى التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمستنكرة القصف الأمريكي ضد الأهداف المدنية، والتي راح ضحيتها الأطفال والنساء. ونددت، كذلك، بالدول المشاركة في هذا الهجوم.

3. ردود الفعل من خلال تصريحات المسؤولين في الأردن

    أكد الأردن من خلال تصريحات بعض مسؤوليه، أهمية وقف إطلاق النار، وتحقيق السلام، وحل مشاكل الحدود بين الكويت والعراق بالوسائل السلمية.

    فقال وليّ عهد الأردن، الأمير حسن، في حديث إلى شبكة (CNN)، في 22 يناير 1991، إنه يشك في أن الرئيس العراقي سيستسلم، ويرفع الراية البيضاء، على الرغم من القصف الجوي المكثف. ويشك، كذلك، في إمكانية التوصل إلى تسوية، من طريق المفاوضات. وفي حديث، أذاعه برنامج "واجهة الأمة" الأمريكي، حثّ الأمير حسن مجلس الأمن، على الموافقة على وقف إطلاق النار، لإتاحة الفرصة لإعادة تقييم الصراع، الذي التزم فيه الأردن، رسمياً، بموقف الحياد، غير أنه احتفظ بعلاقاته الوثيقة بالعراق.

    كما صرح وزير الإعلام الأردني، إبراهيم عز الدين، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، في 23 يناير 1991، بأن الأردن، لم ينحز إلى معسكر الحلفاء. وقد يكون عدم انحيازه هذا، من البداية، هو الذي يدعو دائماً إلى القول، إنه منحاز إلى معسكر ضد معسكر آخر. وأضاف أن الأردن منحاز إلى معسكر السلام، وأنه طالب، منذ البداية، بالشرعية الدولية. ولكنه طالب، كذلك، بحل مشاكل الحدود بين العراق والكويت، من طريق التفاوض وليس القوة.

    وأكد عبدالله صالح، سفير الأردن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أن بلاده تسعى للحفاظ على العلاقات القائمة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وجميع دول العالم. وأن خطاب الملك حسين، الذي وجّهه إلى الأمة الإسلامية والعربية، يُعد تعبيراً عمّا يدور في ذهنه من مخاوف، في ما يتعلق بمستقبل المنطقة؛ وليس المقصود به خلق فجوة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي.

4. ردود فعل الأردن، ومواقفه من استمرار الحرب

    أوضح الأردن، أن توسيع نطاق الصراع، لإقحام إسرائيل فيه، من شأنه أن يُعرّض أمن الأردن للخطر. ومن ثَم، يتطلب الأمر العمل الجاد، من أجْل وقف النار. وإنه لا يجوز لأي دولة في العالم، أن تنصّب نفسها محل مجلس الأمن.

    وأكد الأردن هذه المواقف، من خلال ردود الفعل التالية:

أ.  قال السفير الأردني إلى فرنسا، عواد الخالدي، إن بلاده، ستحاول منع الطائرات الإسرائيلية من المرور في مجالها الجوي، في طريقها لضرب العراق. وأضاف أن الأردن، لن يَعُدّ مرور هذه الطائرات في مجاله الجوي، إعلان حرب؛ وإنما مسألة تتعلق بالسيادة.

ب. قال الأمير حسن، ولي عهد الأردن، خلال جولته في مخيم النازحين، قرب الحدود العراقية: "أخشى أن يتسع نطاق القتال، بما يضع الأردن في وضع قلق للغاية. وإن الأردن، يحاول، منذ عدة أشهر، أن يوضح، أنه مُعرض للخطر في موقعه الجغرافي، وأن أراضيه، قد تتحول إلى ساحة للقتال. وقد تشمل الحرب مزيداً من أعمال العنف في الضفة الغربية، فيؤدي ذلك، بدوره، إلى طرد آلاف الفلسطينيين من الأردن".

ج. أعلن الأردن، أن مدنيين أردنيين، قُتِلوا في العراق، قرب الحدود الأردنية، في هجمات، شنتها القوات المتحالفة، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية. وقال وزير الخارجية الأردني، طاهر المصري، في البرلمان، إنه أبلغ سفراء الدول الخمس، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، احتجاجه على القصف المتعمّد للمدنيين وسيارات الصهاريج.

د.  وفي 2 فبراير 1991، دانت أوساط أردنية تصريحات لوزارة الخارجية الأمريكية، رأت استيراد عمّان النفط العراقي، انتهاكاً لقرار المقاطعة الاقتصادية للعراق؛ في إشارة إلى قصف طائرات أمريكية لصهاريج أردنية. وأكد مسؤول أردني، أن لجنة المقاطعة، التابعة لمجلس الأمن، سمحت لبلاده باستيراد النفط العراقي، الذي تُدفَع، من خلاله، ديون عراقية مستحقة لعمّان. واستغرب المسؤول قصف الشاحنات الأردنية، الذي أسفر عن مصرع خمسة أردنيين من دون سابق إنذار، ومن دون أن تعلن واشنطن، سلفاً، موقفها المعارض لاستيراد عمّان النفط العراقي، والمستمر منذ خمسة أشهر.

هـ. في 6 فبراير 1991، اتَّهم الملك حسين، في خطاب له، بثّه التليفزيون الأردني، القوات المتحالفة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ـ بقتل النساء والأطفال، ومحاولة تدمير البنْية الأساسية للعراق. ودعا إلى عمل فوري، وجادّ، لوقف النار، تمهيداً لإجراء حوار عراقي ـ أمريكي، وآخر عربي ـ عربي. كما انتقد الدول العربية، المشاركة في التحالف المناهض للعراق (اُنظر وثيقة كلمة الملك حسين إلى الشعب الأردني يوم 6 فبراير 1991).

و. قال وزير الإعلام الأردني: "إن الأردن، لن يذعن للضغوط الأمريكية، ويغير سياسته بشأن حرب الخليج، على الرغم من الانتقادات الحادة، من جانب الرئيس جورج بوش".

ز. وفي مقابلة مع شبكة (ABC) الأمريكية، في 10 فبراير 1991، قال الملك حسين، إن العلاقات بين بلده والولايات المتحدة الأمريكية، لا تقوم على اعتبارات مادية؛ في إشارة إلى تلويح واشنطن بقطع مساعدتها عن عمّان. وأضاف: "إننا نواجه صعوبات هائلة، بسبب هذه الحرب. ولكننا، سنتغلب عليها".

5. الرؤية الأردنية إلى حرب الخليج

    أكد الأردن، أن رؤيته إلى الحرب تقوم، بالأساس، على:

أ. حَيدة الأردن، في هذه الحرب.

ب. العراق ليس أمامه سوى القتال، حتى نهاية الحرب.

ج. العراق سيصمد إلى النهاية. والصراع لن يكون قصيراً.

    ووضح ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الأردنيين، التي يمكن تلخيصها في الآتي:

·   تصريح الجنرال أبو نوار، رئيس الأركان الأردني، الذي قال فيه: "إن الحرب لن تكون حرباً خاطفة وفق رغبة الولايات المتحدة الأمريكية. غير أنها ستدوم شهوراً عديدة، كما وعد الرئيس العراقي، صدام حسين". وأضاف أن صدام حسين، قد أوفى بكل وعوده، حتى الآن. فلقد عمد، أولاً، إلى استيعاب الضربة الأولى. وكانت الصحوة الثانية، بمهاجمة إسرائيل. وإستراتيجية العراق واضحة؛ إذ يستهدف صدام حسين نشر الحرب، لتشمل حوض البحر الأبيض المتوسط، وليس الشرق الأوسط فقط. ومن الممكن أن يحقق هذا الهدف.

·   تصريح وليّ عهد الأردن، في 3 فبراير 1991، في حديث، أذاعه برنامج "واجهة الأمة" الأمريكي: "أن الرئيس العراقي، صدام حسين، ليس أمامه من خيار، سوى القتال حتى النهاية. وأن العالم العربي، سيعتبره بمثابة شهيد، وليس مهزوماً.

·   قال وليّ عهد الأردن، لجريدة "الجارديان" البريطانية، في 12 فبراير 1991: "إن الأردن، يحافظ على الحياد في حرب الخليج، رغم الاتهامات الموجَّهة ضده. وإن المطالب الإقليمية العراقية، إزاء الكويت، ليست عديمة الأساس.

6. ردود الفعل الأردنية، إزاء الحظر المفروض على العراق

    شدد رئيس وزراء الأردن، مضر بدران، في 4 فبراير 1991، "على أنه لا يجوز لأي دولة في العالم، مهما بلغت قوّتها، أن تُنصّب نفسها محل مجلس الأمن، مشيراً بذلك إلى انتقادات الولايات المتحدة الأمريكية للأردن، بسبب استيراده النفط العراقي. وأضاف أنه دافع عن استيراد بلاده النفط من العراق. وأن هناك مذكرة رسمية، في الأمم المتحدة، في شأن، توقف الأردن عن استيراد النفط من العراق، إذا وجد البديل.

7. المملكة الأردنية الهاشمية ورؤيتها إلى طريقة إنهاء الحرب

    أكد الأردن المواقف التالية، لإنهاء الحرب:

·    حل الأزمة بالحِوار الدبلوماسي.

·    تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن، في شأن الخليج وفلسطين.

·    وقف الحرب، يجب أن يأتي من الجانبَين، وليس من جانب العراق فقط.

    وفي إطار المحددات السابقة، جاءت التصريحات التالية:

أ.  دعوة الملك حسين، في مؤتمر صحفي، عقده في 19 يناير 1991، إلى وقف القتال في الخليج، والسعي، من خلال الحِوار والدبلوماسية الهادفة، إلى حل أزمة الخليج، بطريقة مُرضية لكل الأطراف.

ب. وفي 13 فبراير 1991، قال الملك حسين، في حديثه أمام ممثلي وسائل الإعلام الألمانية: إننا نحتاج إلى بضعة أيام من الهدوء، لإتاحة الفرصة أمام وقف هذا الجنون، في مراحله الأولى. وأضاف أنه ينبغي تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن، في شأن الخليج، بما فيها تلك التي تنطبق على الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة، وأراضٍ من سورية ولبنان.

ج. أما وليّ عهد الأردن، فقد قال، في مقابلة مع جريدة ألمانية، في 4 فبراير 1991: "إنه من غير الواقعي، أن نطالب الرئيس صدام حسين بالانسحاب من الكويت، وبالإعلان، من جانب واحد، عن وقف إطلاق النار. وإذا ما كان العرض الوحيد، الذي يُقدم إلى العراق، يعني الاستسلام، فلست أرى مخرجاً آخر لهذا السيناريو، سوى استمرار الحرب حتى نهايتها".

8. ردود الفعل الأردنية، في شأن ترتيبات ما بعد الحرب

    أكد الأردن أهمية المصالحة، وإنشاء علاقات عربية ـ عربية جديدة، وقوية. جاء ذلك في تصريح للملك حسين، في الأول من مارس 1991، عقب وقف القتال في الخليج. حيث قال فيه: "إن الستار قد أُسدل على الفصل الأخير من مأساة أزمة الخليج. وإن تباشير فجر جديد، تلوح في الأفق. لذلك، فلنتوكل على الله، ويعقد الجميع النية الصادقة على المصالحة والتفاهم والتقارب، لقطع دابر الريب والشك، وكل أسباب النزاع، لتأسيس علاقات عربية ـ عربية قوية.