إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

457 ـ عبدالرحمن عزام (1893 ـ 1976)


الأمين العام الأول: (1945 ـ 1952)

سياسي مصري ومجاهد عربي قومي، عشق القومية العربية، ولد عبدالرحمن عزام باشا في 8 مارس 1893 بالشوبك الغربي ـ مركز العياط محافظة الجيزة، من أسرة عربية تنتمي أصولها إلى جزيرة العرب، وكان والده الشيخ حسن بك عزام من أعيان الجيزة، وعضوا بجمعية شورى القوانين (أول المجالس التشريعية المصرية)، وذلك قبل الحياة النيابية في مصر التي بدأت بدستور عام 1923. وكان جده الشيخ سالم بك عزام ناظرا للجيزة، ونفي في عهد الاحتلال البريطاني إلى السودان وتوفى ودفن بمدينة الخرطوم. تعلم عبدالرحمن عزام تعليمه الابتدائي والثانوي بحلوان ثم سافر لدراسة الطب في كلية سان توماس بجامعة لندن سنة 1912.

بدأ عزام ممارسة نشاطه السياسي في لندن ورأس الجمعية المصرية (أبو الهول) التي أسسها الطلبة المصريون، ومن لندن سافر عزام إلى جنيف بسويسرا والتقى بزعيم الحزب الوطني محمد فريد. وفي جنيف اجتمع الطلبة المصريون في مؤتمر برئاسة محمد فريد، وتحدث عزام في هذا المؤتمر الذي انعقد لطرح القضية المصرية واستقلال مصر، تحدث فيه عزام عن المطالبة بالحياة الدستورية في مصر.

عند قيام الحرب العالمية الأولى سافر إلى تركيا وعمل مراسلا صحفيا وشارك في حرب البلقان مع قوات الدولة العثماني. عاد عزام إلى مصر في عام 1915 وسافر إلى ليبيا وشارك في الحركة الليبية الوطنية ضد الاحتلال الإيطالي، وكان أول مستشار للجمهورية الليبية الأولى، وظل يناضل في صفوف القوات الليبية ويوفق بين الزعماء الليبيين، ومناضلا ضد الاحتلال الإيطالي والبريطاني في مصر حتى عام 1922.

في عام 1923 عاد إلى مصر وانتخب في أول مجلس نواب مصري عام 1924 بعد إعلان الدستور، وكان أصغر أعضاء المجلس سنا، واختير سكرتيرا لمجلس النواب وأعيد انتخابه إلى عام 1936. في عام 1936 عين وزيرا مفوضا وممثلا فوق العادة للمملكة المصرية وشملت هذه المفوضية عدة دول عربية وإسلامية، هي العراق وإيران وأفغانستان والسعودية. في عام 1939 نقل للعمل في تركيا وبلغاريا.

وعندما كلف مع على ماهر باشا بتشكيل الوزارة في مصر عام 1939 اختير عزام وزيرا للأوقاف، ثم وزيرا للشئون الاجتماعية، وقد تولى أثناء الوزارة مهمة تأسيس القوات المرابطة، وعين قائدا لها إلى جانب عمله كوزير. وعندما استقالت وزارة على ماهر عاد إلى العمل وزيرا بوزارة الخارجية، ولما بدأت المباحثات الخاصة بوضع ميثاق جامعة الدول العربية في وزارة أحمد ماهر باشا، والنقراشي باشا من بعده في عام 1945 كان عضوا في الوفد المصري لوضع ميثاق الجامعة، بل وألقيت على عاتقه هذه المهمة. عند توقيع ميثاق جامعة الدول العربية- من سبع دول عربية- في 22 مارس 1945، اختير عزام بالإجماع كأول أمين عام للجامعة، وظل فيها إلى عام 1952.

وكانت حياة عزام منذ شبابه، وأثناء عمله كوزير، وأمين عام لجامعة الدول العربية، داعيا ومناضلا في سبيل الوحدة العربية، حاملا شعار "العرب أمة المستقبل" ولم يقتصر نضاله على قضايا حرية واستقلال الدول العربية وحدها، بل كان يدعو إلى قضايا الحرية في العالم ومناصرا لاستقلال وحرية الدول الإسلامية.

وتبنى عزام قضية حرية واستقلال إندونيسيا ودعا إلى استقلالها وطرح هذا الأمر أمام مجلس جامعة الدول العربية، وكانت الجامعة أول منظمة دولية تعترف باستقلال إندونيسيا، فضلا عن تولي عزام لهذه القضية أمام الأمم المتحدة كذلك. وقد صدر قرار مجلس جامعة الدول العربية عام 1947 بالاعتراف باستقلال إندونيسيا وسيادتها ودعا الدول العربية إلى سرعة الاعتراف بهذه الدولة الجديدة.

وبعد أن ترك عزام العمل بالجامعة اختارته الحكومة السعودية كمستشار وممثل لها في النزاع المتعلق بواحات البوريمي.

ألف عزام كتابه الأول عن "بطل الأبطال" أو أبرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم، والكتاب الثاني " الرسالة الخالدة" وهي عن الإسلام كدين ودولة ونظام حكم. ولعزام مقالات وكتابات وخطب عديدة في الوحدة العربية والدعوة إلى الأخوة الإسلامية نشرت من حداثة سنه والى آخر أيام حياته في الصحف والمجلات المصرية، وكذلك في البلاد العربية الأخرى وخاصة سورية ولبنان والعراق.

وتقلد عزام أرفع الأوسمة من حكومات الدول العربية العراق وسورية ولبنان والأردن، وكذلك من حكومات أفغانستان وإيران وتركيا ودولة الفاتيكان، وقبل ذلك منحته حكومة الدولة العثمانية النيشان العثماني المجيدي والهلال الحديدي.

توفى عبدالرحمن عزام باشا في 2 يونيه 1976 ودفن بمسجد عزام بحلوان إلى جوار (الصوفي الكبير) السفير الدكتور/ عبدالوهاب عزام.