إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

341 ـ سعد بن عُبادة (000 ـ 14 هـ) = (000 ـ 635 م)

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي، أبو ثابت. صحابي من أهل المدينة، كان سيّد الخَزرَج وأحَد الأُمراء الأشراف في الجاهلية والإسلام، وكان يُلَقّب في الجاهلية بالكامل (لمعرفته الكتابة والرّمي والسِّباحة). أسلَم على يد الصّحابيّ مصعب بن عُمَير. شهد بيعة العقبة الثانية، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم، بعيداً عن أعين المشركين. علم مشركو قريش بالبيعة، وطاردوا رجالها أثناء عودتهم إلى المدينة، ولم يدركوا سوى سعد بن عبادة رضي الله عنه، وقيدوه وأدخلوه مكة وهم يضربونه، فأجاره من رجالها جبير بن مطعم، والحارث بن أمية. وكان يجيرهما إذا مرا في المدينة. لقي سعد رضي الله عنه هذا الأذى ولم يزده إلا تمسكاً بإسلامه، كسر أصنام بني ساعدة، ووضع نفسه في خدمة رسول الله. وكان أحد النقباء الاثني عشر.

استقبل رسول الله حينما قدم المدينة، ودعاه للنزول عنده، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم آثر أن ينزل حيث تبرك ناقته، وكان في ضيافة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

وشارك في جميع المواقع التي خاضها رسول الله، واستبسل في موقعة الخندق، وكان من الرماة. ولم يشهد بدراً، لأنه لم يتوقع لقاءً مع المشركين، وقال رسول الله: "لئن كان سعد لم يشهد بدراً لقد كان حريصاً عليها". اشتهر بالشهامة والكرَم. كان يطعم أهل الصفة (الذين كانوا يبيتون في مسجد رسول الله) لضيق ذات يدهم. وكان له ولآبائه قبل حصن ينادى فيه: "من أحب الشحم واللحم فليأت إلى أطم (حصن) بني ساعدة". وكان سعد بن عبادة صريحاً لا يحب النفاق، يتسم بشيء من الحدة، ولكنه كان يمتثل لأوامر رسول الله.

وعندما خرَج رسول الله في أول غزوة له، ولِيّ سعد بن عبادة، على المدينة، فكان أول والٍ لها مِن قِبَل النبي. وكان سعد مقرباً من رسول الله، يزوره في بيته ويستشيره. تاقت نفس سعد للخِلافة ورشّحه فريق من الأنصار، ولكن تم الإجماع على مبايعة أبي بكر الصديق. وفي خلافة عُمر هاجَر سعد بن عبادة إلى بلاد الشام، حيث وافته منيّته هناك.