إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

أولاً: مواقف وردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. مع بدء الحملة الجوية (17 يناير 1991 بتوقيت مسرح العمليات)

    أ.  الأهداف الأمريكية من الحرب

    حدد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، منذ بداية الأزمة، أهداف السياسة الأمريكية في شأن غزو العراق الكويت، بأربعة أهداف تحكم الموقف الأمريكي:

(1)  الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية من الكويت.

(2)  عودة الحكومة الشرعية في الكويت إلى السلطة.

(3)  ضمان أمن واستقرار منطقة الخليج.

(4)  حماية أرواح الأمريكيين في العراق والكويت.

    ونتيجة رفض العراق لجميع المبادرات السلمية، العربية والدولية، للانسحاب من الكويت، وإصراره على البقاء فيها، حتى المهلة التي حددها مجلس الأمن في قراره الرقم 678، فقد أمكن شن الحرب، بعد استنفاد جميع الفرص السلمية.

    ب. موقف الإدارة الأمريكية، وقرار الحرب

    قبْل بدء الهجوم استدعى الرئيس بوش زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب دول (Bob Dole)، لإخباره بالهجوم الوشيك. واتصل بوب بزعيم الأقلية في مجلس النواب، روبرت ميشيل (Robert Michael)، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جورج ميتشل (George Mitchell)، ليجتمع النواب الثلاثة، روبرت جيتس (Robert Gates)، نائب مستشار الأمن القومي، الذي أطلعهم على موجز للعمليات المقبلة.

    وتحدَّد موقف الإدارة الأمريكية بإعلانها بدء الحرب، من أجْل تحرير الكويت، وتنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. فقد أعلن الرئيس بوش، في خطاب إلى الأمّة، من خلال مؤتمر صحفي، بعد ساعتَين من بدء العمليات العسكرية، وبالتحديد في الساعة التاسعة مساء 16 يناير 1991 (بتوقيت واشنطن) (اُنظر وثيقة بيان الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الشعب الأمريكي بعد بدء الحرب الجوية في يوم الخميس 17 يناير 1991) أن الهدف، هو:

(1)  تدمير قدرات العراق النووية والكيماوية، وكذلك مدفعيته.

(2)  تحرير الكويت، وعودة حكومتها الشرعية.

    وأضاف الرئيس بوش: أن الجهد الدبلوماسي، قد فشل. والحصار الاقتصادي، لم ينجح. وأن الخيار الوحيد، صار إخراج صدام حسين بالقوة. وأن الأمل، أن يقنع الشعب العراقي صدام حسين بإلقاء السلاح، ومغادرة الكويت. وأن الرجاء، أن تعود القوات الأمريكية، في أسرع وقت ممكن.

    كما أعلن الناطق باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر (Marlin Fitzwater) هذا الموقف، في النقاط التالية:

(1)  العمليات العسكرية، بما فيها الهجمات الجوية، ستستمر ضد العراق، حتى ينفِّذ قرارات مجلس الأمن، الداعية إلى تحرير الكويت.

(2)  "عاصفة الصحراء"، هي سابقة، بحجمها وتعقيدها.

(3)  التقارير الأولية، التي وصلت إلى الرئيس بوش، تفيد بنجاح العملية، في مرحلتها الأولى. إلا أنه لا يزال ثمة عمل صعب، ينتظر القوات المتحالفة، قبْل استكمال المهمة.

(4)  ثمة اتصالات بين الحكومتَين، الأمريكية والسوفيتية، جرت بعَيد البدء بالعمليات العسكرية. أعرب الجانب السوفيتي، خلالها، عن أسفه لانتهاء الوضع إلى اندلاع الصراع المسلح.

(5)  ليس أمام صدام، أي فرصة سوى الاستسلام، والتقيد بكل قرارات الأمم المتحدة، بعد ما كان لديه فرص عديدة لإنهاء المشكلة، ولكنه لم يفعل. ومع ذلك، ففي استطاعته، الآن، إنهاءها، كذلك، برمي سلاحه، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن.

    وعقب بدء الحرب الجوية، نشطت اتصالات وزارة الخارجية الأمريكية، مع مختلف العواصم، لإطلاع الحلفاء والأصدقاء على تطورات العمليات العسكرية. ولم تظهر أي دلالة، تشير إلى إمكان اضطلاع الولايات المتحدة الأمريكية، بأي مبادرة دبلوماسية، تتيح للرئيس العراقي فرصة، لمراجعة موقفه، والانسحاب من الكويت.

    كما قدَّم مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، توماس بيكرينج (Thomas Pickering)، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، في 17 يناير 1991، تؤكد (اُنظر وثيقة رسالة توماس بيكرينج مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي في 17 يناير 1991):

(1)  أن قوات التحالف بدأت عملياتها، لتحرير الكويت، وإعادة الحكومة الشرعية إليها، وإعادة السلام والأمن إلى المنطقة، بما يتماشى مع القرار الرقم 660، وقرارات مجلس الأمن اللاحقة.

(2)  أن الهدف، ليس تدمير العراق أو احتلاله أو تجزئته؛ وإنما الهدف، هو المَواقع، العسكرية والإستراتيجية.

(3)  أن استخدم العراق أسلحة، كيماوية أو بيولوجية أو نووية، سيكون إيذاناً بتصعيد خطير للصراع المسلح.

    وفي الساعة السادسة وخمس دقائق، من يوم 17 يناير 1991، بتوقيت بغداد، وجّه صدام حسين نداءً إلى الشعب العراقي، يؤكد لهم، أن الله معهم في قتالهم ضد الباطل، ويناشدهم الصمود والصبر، وأن النصر في جانبهم، بإذن الله. وقال: لقد غدر الغادرون، فارتكب زميل الشيطان، بوش، جريمته الغادرة. إن الله مع المؤمنين الصابرين المجاهدين، وإنه ناصرهم، لا محالة، إن شاء الله، مع اشتداد المنازلة وصمود المؤمنين، يقترب الفرج، لينفتح أمام الأمة كلها، لتطيح بالكراسي والعروش (اُنظر وثيقة نداء من الرئيس العراقي، صدام حسين إلى الشعب العراقي يعلن بدء المنازلة صباح يوم الخميس، 17 يناير 1991).

    ج. رد الفعل الأمريكي، إزاء القصف العراقي لإسرائيل

    بينما كانت طائرات التحالف مستمرة في قصف المواقع العراقية، في العراق والكويت، أطلق العراق، في ليلة 17 ـ 18 يناير 1991، أول صاروخ، على إسرائيل. وكرد فعل فوري، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر ، أن الرئيس بوش غاضب أشد الغضب من هجمات صواريخ أرض/ أرض، من نوع سكود، العراقية، على إسرائيل. وقال فيتزووتر: إنه عمل من أعمال الإرهاب. وليس له أهمية عسكرية. كما أن الأمريكيين والإسرائيليين، يتشاورون في إحباط هذه الهجمات.

    وأمضى الرئيس بوش، ليلته في اتصالات مكثفة مع إسرائيل لإقناعها عدم الرد على القصف الصاروخي العراقي، وتعهد بأن الجهود سوف تُبذل لتحطيم منصات هذه الصواريخ، التي تُستخدم ضدها.

    وفي اليوم التالي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني (Dick Cheney)، أن الولايات المتحدة الأمريكية، ستزوّد إسرائيل صواريخ باتريوت، وستشغلها أطقم أمريكية.

    كما أكد بيت ويليامز (Pete Williams)، الناطق باسم البنتاجون، أن صواريخ باتريوت، المضادة للصواريخ، قد وصلت إلى إسرائيل، مع أطقمها، من أوروبا. وأن الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تطلع إسرائيل على المعلومات الاستخبارية، في شأن الصواريخ العراقية.

    وفي 20 يناير 1991، وصل إلى إسرائيل، نائب وزير الخارجية الأمريكي، لورانس إيجلبرجر (Lowrence Eagleburgar)، لمناقشة موقف القصف العراقي لإسرائيل، بصواريخ أرض/ أرض. فأجرى عدة مباحثات مع قادة الحكومة الإسرائيلية. وأعلن المتحدث الإسرائيلي، أن الغرض من الزيارة، هو "العمل معاً، لتحقيق التنسيق العسكري". وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، أن إيجلبرجر، يسعى لإقامة تعاون إستراتيجي[1].

    أمّا الحكومة الإسرائيلية، فقد طلبت، خلال الاجتماع بين إيجلبرجر وإسحاق موداي (Yitzhak Modai)، وزير المالية الإسرائيلي ـ دعمها بمساعدات، قدرها 13 مليار دولار، خلال الخمسة أعوام التالية.

    ومع استمرار قصف إسرائيل بالصواريخ العراقية، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها الدفاع عن إسرائيل، ضد العدوان العراقي. إذ امتدحت مارجريت تتويلر (Margret Tetwiler)، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، في 23 يناير 1991، إسرائيل، لضبط النفس، الذي أبدته بعد الهجوم العراقي بالصواريخ على تل أبيب. وقالت تتويلر:

(1)  "إن هجوم الصواريخ العراقية، في 22 يناير، الذي تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة نحو 90 فرداً آخرين بجروح ـ يثبت، مرة أخرى، أننا نتعامل مع نظام مُستعد لاستخدام جميع وسائل الإرهاب، ضد الأبرياء، تحقيقاً لأهدافه".

(2)  إن كلاًّ من الرئيس بوش ووزير الخارجية، بيكر، قد أعرب عن أسفه، وعميق تقديره لضبط النفس الإسرائيلي. ونودّ أن تدرك حكومة إسرائيل وشعبها، أن الولايات المتحدة الأمريكية، ستواصل الوقوف إلى جانب إسرائيل، في الأيام القادمة.

(3)  إننا ندرك، كذلك، ونحترم رغبة إسرائيل في عدم الانجرار إلى هذا النزاع المتعمد، لتوسيع رقعة الحرب، التي سببها العدوان العراقي على الكويت.

(4)  إن وزير الخارجية، بيكر، على اتصال بنائبه، إيجلبرجر، الذي يرأس وفداً، أمريكياً، سياسياً وعسكرياً، إلى إسرائيل.

    أمّا فيتزووتر، فقد أعلن: أن الرئيس بوش، أعرب عن أن هجمات الصواريخ العراقية على إسرائيل، ليست إلا إرهاباً وحشياً، ضد مدنيين أبرياء (اُنظر وثيقة بيان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، مارلين فيتزووتر في شأن هجمات صواريخ سكود العراقية، على إسرائيل يوم الأربعاء، 23 يناير 1991). كما أعرب عن ثقته بأداء الولايات المتحدة الأمريكية العسكري، في منطقة الخليج. وأن عملية "عاصفة الصحراء" مستمرة، طبقاً للخطة. وأن إطلاق صواريخ عراقية على تل أبيب، يُعَدّ مثالاً واضحاً لاستمرار عدوان العراق على جيرانه، من دون أي استفزاز سابق".

د. رد الفعل الأمريكي، إزاء خطاب الرئيس العراقي

    في 20 يناير 1991، دعا الرئيس العراقي، في بيان له، وجهه عبر الإذاعة، إلى العراقيين والعرب إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية في جميع أنحاء العالم (اُنظر وثيقة خطاب الرئيس العراقي، صدام حسين يدعو العرب والمؤمنين والعراقيين إلى مهاجمة مصالح دول التحالف يوم الأحد، 20 يناير 1991).

    ورداً على البيان، الذي أذاعه الرئيس العراقي، الذي دعا فيه إلى شن حملة دولية، ضد المصالح الأمريكية، ومصالح الدول الحليفة، قال ديفيد دني (David Denny)، المسؤول الصحفي في وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين: "إن تصريح صدام، يوضح، بجلاء، درجة دعم دولة العراق لأعمال الإرهاب الدولي. ومن ثَم، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، ستستمر في تحميل صدام، شخصياً، مسؤولية الهجمات الإرهابية، الموجَّهة ضد المصالح الأمريكية، أو مصالح الدول الأخرى، المشاركة في التحالف".  

    وفي 22 يناير، وتخوفاً من أي عمليات إرهابية عراقية ضد المصالح البريطانية، حظرت الحكومة البريطانية على العراقيين دخول أراضيها، وقررت عدم تمديد العمل بالتأشيرات للعراقيين "لأسباب أمنية وطنية" متعلقة بالحرب في الخليج. وفي غضون شهر طردت بريطانيا 60 عراقياً وأوقفت 70 آخرون معتبرة أنهم يهددون الأمن القومي. كما أن كندا والولايات المتحدة وفرنسا واليونان اتخذت إجراءات مماثلة وسط هاجس الإرهاب الدولي. وأقدمت إيطاليا أيضاً على طرد 10 موظفين من السفارة العراقية في روما، و700 مهاجر عراقي مقيمين فيها بصفة غير رسمية.

    وفي 30 يناير، شُنت 4 هجمات إرهابية في تركيا ضد المصالح التركية والأمريكية والإيطالية والبريطانية، بما في ذلك اغتيال جنرال تركي متقاعد، مما جعل عدد الهجمات على مصالح الحلفاء 77 هجمة إرهابية، على الأقل منذ بدء الحرب.

    وخلال فبراير 1991، واستمرار الأعمال العسكرية لقوات التحالف ضد العراق، تزايدت الأعمال الإرهابية ضد مصالح الدول المشتركة في التحالف:

(1)  ففي 4 فبراير، تعرضت حافلة، في مدينة جدة، تقل عسكريين أمريكيين وسعوديين، لنيران مسلحين مجهولين[2]. أصيب في الهجوم اثنان من العسكريين الأمريكيين وحارس أمن سعودي. ويُعدُ هذا أول حادث إرهابي مسلح ضد عسكريين أمريكيين داخل المملكة العربية السعودية، منذ بداية حرب الخليج.

(2)  وفي 6 فبراير، فجّر مجهولان شحنة ناسفة في فرع شركة أمن أمريكية، في ليما، مما أدى إلى مصرع شخصية مهمة، في أسوأ اعتداء على المصالح الأمريكية في بيرو، منذ نشوب حرب الخليج.

(3)  وفي اليوم نفسه، وقع انفجار في العاصمة اليونانية، أثينا، بالقرب من موقع "سيتي بنك"، تبعه انفجاران آخران، أمام مقر الملحق العسكري الفرنسي وفرع بنك "باركليز" البريطاني.

(4)  وفي 8 فبراير، كشفت تحقيقات، أجرتها سلطات الأمن المصرية، أسرار مخطط إرهابي عراقي، ضد أمن مصر، يشرف عليه الرئيس العراقي وأجهزة مخابراته بالتعاون مع مجموعتي أبو نضال والجهاد الإسلامية، التي يقودها من الأردن، أسعد التميمي. ويستهدف المخطط خلق حالة من التوتر على حدود مصر الشرقية وجرها إلى اشتباكات مع إسرائيل. كما يستهدف القيام باغتيال عدد من القيادات السياسية البارزة، إضافة إلى شن عدد من الهجمات على المنشآت المهمة، منها سفارات الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والكويت، في القاهرة.

    ونتيجة لتزايد حوادث الإرهاب، ضد المصالح الأمريكية، ومصالح دول التحالف، قالت مارجريت تتويلر، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي، عقد في 11 فبراير، في وزارة الخارجية الأمريكية، في شأن ارتفاع حوادث الإرهاب: "إن عدد الحوادث الإرهابية، ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف، وصل إلى مائة عمل، تقريباً، منذ اندلاع القتال في الخليج، في 16 يناير". وإن أغلبية هذه الحوادث، نجم عنها ضرر في الممتلكات، وليس إصابات مباشرة. وإن إحصائيات وزارة الخارجية الأولية، تظهر أن خمسة أشخاص قد قتلوا، وجرح خمسون آخرون، تقريباً، في حوادث إرهابية، منذ 16 يناير. ويبدو أن هذه الأعمال، قد نفّذتها "جماعات إرهابية محلية".

هـ. رد الفعل الأمريكي، إزاء معاملة العراق لأسرى الحرب

    في 21 يناير، أعلنت إذاعة بغداد، أن سجناء الحرب، من طياري قوات التحالف، سيوضعون في مَواقع إستراتيجية. وكرد فعل لِما أعلنته إذاعة بغداد، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني : "أن كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية والعراق ملتزمتان بالاتفاقات الدولية، الخاصة بمعاملة أَسْرَى الحرب؛ وهذا التصعيد يعتبر جريمة حرب".

    كما أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، "أن احتجاز رجال القوات الجوية المتحالفة، في المَواقع الإستراتيجية، واستخدامهم كدروع بشرية، لن يُغيّر من استمرار الحرب. وصدام حسين مسؤول عن مصير سجناء الحرب". وحذَّر بوش العراق، من أن المعاملة الوحشية، تُعَدّ انتهاكاً لاتفاقات، جنيف التي تحكم معاملة أَسْرَى الحرب.

    وأكد فيتزووتر، تحذير الرئيس بوش، إذ أبلغ الصحفيين، أن الإجراء القانوني، المتعلق بتحميل الأشخاص المسؤولية، يتمثل في محاكمة، تختص بجرائم الحرب. وأضاف، "أن زعماء دول التحالف، ساخطون على معاملة العراق للأسرَى. وأن هذا الأسلوب العراقي، يُحدث تأثيراً معاكساً".

    كما استدعى روبرت كيميت (Robert Kimit)، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، القائم بالأعمال العراقي، خليل الشاويش، "للاحتجاج بشدة" على ما ذكر عن اعتزام العراق احتجاز أسرَى الحرب، من الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف الأخرى، في مَواقع عراقية، قد تشكل أهدافاً إستراتيجية للقوات المتعددة الجنسيات، التي تقاتل لتحرير الكويت.

    وقالت مارجريت تتويلر (Margret Tetwiler)، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، في بيان مكتوب، إن كيميت لم يحتجّ فقط على عزم العراق نقْل أسرَى الحرب إلى مناطق، يمكن أن تتعرض للقصف، ولكنه كرر، كذلك، احتجاجاً، سلّمه ديفيد ماك (David Mac)، نائب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وجنوبي آسيا، إلى خليل الشاويش، في20 يناير 1991، في شأن معاملة الطيارين الأمريكيين وطياري التحالف، الموجودين في العراق، كأسرَى حرب.

    وفي 22 يناير، عقد مارلين فيتزووتر ، الناطق باسم البيت الأبيض، مؤتمراً صحفياً، قال فيه، إن الرئيس بوش، أوفد ريتشارد آرميتاج (Richard Armitage)[3]، إلى الأردن، كمبعوث خاص، للتشاور مع الملك حسين، وغيره من المسؤولين الأردنيين، وليبحث مع الملك، نفسه وجهات نظره، والوضع في المنطقة. وقال فيتزووتر: "إن الرئيس بوش مهتم اهتماماً خاصاً بوضع أسرى الحرب، وإن آرميتاج، سيقف على المشكلة ومدى اتساعها، ويتعرّف ما يمكن واشنطن أن تساعد عليه، فضلاً عن تحليل الملك الأردني للوضع. كما ذكر أن المبعوث الأمريكي، سيرفع تقريراً، في شأن ذلك، من طريق وزير الخارجية، بيكر، ووزير الدفاع، ديك تشيني".

    و. الرئيس بوش يؤكد استمرار تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، طبقاً للمخطَّط

    أثناء لقاء الرئيس بوش، في 23 يناير 1991، جمعية الضباط الاحتياطيين، قال: "إننا نحرز، خطوة خطوة، تقدما باتجاه تحقيق الأهداف التي توجه رد العالم... وهي تحرير الكويت، وإعادة الاستقرار والأمن إلى الخليج". وأضاف (اُنظر وثيقة خطاب الرئيس جورج بوش في احتفال جمعية ضباط الاحتياطي يوم الأربعاء، 23 يناير 1991)[4]: 

(1)  إن الحرب، لن تكون فيتنام أخرى. وسوف نواصلها، وسوف ننتصر.

(2)  إن الغارات الجوية على العراق، قضت على طموحات الرئيس العراقي، ولن يستطيع إنتاج قنبلة نووية، لفترة طويلة.

(3)  إن إطلاق العراق صواريخ سكود، على المملكة العربية السعودية وإسرائيل، لن يُثني عزم التحالف عن المضي قُدُماً، طبقاً للبرنامج المخطَّط.

(4)  إن صدام حسين طاغية سيُقَدَّم إلى العدالة.

ز. العراق وحرق أبار النفط الكويتية، وإغراق الخليج به

    بعد خمسة أيام من بدء العمليات العسكرية، ظهر واضحاً أن العراق فشل في مقاومة الهجمات الجوية المتواصلة، لطائرات التحالف ضد أهدافه العسكرية والإستراتيجية، في العراق والكويت. ولذ لجأ اعتباراً من يوم 22 يناير، في نسف وتدمير المنشآت النفطية الكويتية، خاصة في حقل الوفرة الكويتي، لتكّون سحابة من الدخان تمنع الطيران الأمريكي من مواصلة غاراته.

    وفي 25 يناير، قام العراق بمحاولة أخرى، وهي إغراق مياه الخليج وشواطئه بكميات هائلة من النفط الخام تقدر بملايين البراميل من ميناء الأحمدي الكويتي، ومستودعات النفط الكويتية والعراقية الأخرى، مما هدد المنطقة بكارثة بيئية. وأعرب خبراء وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وخبراء البيئة، عن خشيتهم من أن يقوم العراقيون بإشعال هذه الكمية الضخمة من النفط، مما يترتب عليه آثار بيئية خطيرة.

    وكشفت مصادر سعودية وأمريكية، أن العراق سمح لبقعة زيت كبيرة بالانتشار في الخليج، في محاولة لتأخير مراحل "عاصفة الصحراء" التي ترمي لتحرير الكويت. على الرغم من ذلك، أعلن بعض القادة العسكريون، أن النفط المتسرب في الخليج لن يؤثر على سير العمليات العسكرية.

    وبمرور الوقت، تعاظم الخطر الداهم للبقعة النفطية المتسربة في الخليج العربي، مع اتساع حجمها ساعة بعد أخرى، حيث أصبحت تغطي، بحلول يوم 26 يناير، أكثر من 620 كم2. إضافة إلى ذلك، أشعلت العراق حريق كبير في جزء من البقعة، على بعد 350 كيلومتراً من البحرين، واشتعلت النار في منصتين ومصب للنفط موجودة داخل البقعة شمالي الخليج. كما اشتعلت النار في بحيرة نفط عملاقة تنتشر في شمال الخليج، في اتجاه الجنوب بمحاذاة سواحل المملكة العربية السعودية، قرب ميناء الخفجي، حيث أُقيمت حواجز لحماية المنشآت النفطية، ومحطات تحلية المياه في المنطقة. ويقدر النفط الذي ضُخ في مياه الخليج، في أيام قليلة الماضية، حوالي 6 ملايين برميل، نصفها جاء من خمس ناقلات كانت موجودة في ميناء الأحمدي عشية غزو الكويت.

    ح. رد الفعل الأمريكي، إزاء ضخ النفط في مياه الخليج

    كأول رد فعل أمريكي، اتَّهم المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر ، العراق، بضخ كميات كبيرة من النفط في الخليج. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن مثل هذا العمل يُعد "إرهاباً بيئياً".

    وذكرت فيبي مار (Feby Mar)، المتخصصة بشؤون العراق، في جامعة الدفاع القومي، التابعة للبنتاجون: "إن إستراتيجية صدام، تقوم على إطالة الحرب إلى أقصى درجة ممكنة. وسوف يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من آلته العسكرية. كما سوف يحاول أن يثبت أن لديه القدرة على تحمّل العقاب لفترة، تتجاوز قدرة التحالف على الاحتفاظ بإرادة القتال".

    وكرد فعل عسكري أمريكي، قصفت طائرات أمريكية، من نوع (F-111)، مركزين لتجميع النفط في منطقة المقوع الكويتية، شمالي مصب النفط الكويتي الرئيسي في ميناء الأحمدي، لوقف تسرب النفط إلى مياه الخليج، واستخدمت من أجل ذلك قنابل من نوع (JPU-15)، لأول مرة. وقال الجنرال نورمان شوارتزكوف أن العملية سجلت نجاحاً.

    وذكرت مصادر صناعية في الظهران، في المملكة العربية السعودية، أن العملية العسكرية التي قامت بها قوات الحلفاء، ضد مصادر تسرب النفط في مياه الخليج، نجحت بشكل كبير في خفض البترول في مياه الخليج إلا أنها لم توقفه تماماً.

    ومع تواصل القصف الجوي لطائرات التحالف، ضد مصادر تدفق النفط الكويتي إلى مياه الخليج، أعلن المتحدث العسكري الأمريكي، العقيد رون ريتشارد (Col. Ron Richard)، أن تسرب النفط في الخليج، من نهاية أنابيب ميناء الأحمدي، قد توقّف.

ط. رد الفعل الأمريكي، إزاء إرسال العراق طائراته إلى إيران

    في 26 يناير 1991، أعلنت إيران، في أول تصريح لها، أن سبع طائرات عراقية مقاتلة "اضطرت إلى الهبوط" في الأراضي الإيرانية، وأنها دخلت المجال الجوي الإيراني، في ثلاثة أفواج، وطلبت السماح لها بالهبوط الاضطراري، وأن اثنتان منهما تحطمتا ولقي أحد الطيارين مصرعه في منطقة "بختران" أثناء تحطم الطائرة في هذه المنطقة، بينما تحطمت الطائرة الثانية قرب الحدود مع العراق ولم يعثر على حطامها. وهبطت الطائرات العسكرية الباقية في منطقة قريبة من مدينة همدان. وأعلنت إيران أنها ستضع يدها على الطائرات حتى نهاية الحرب. بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن 24 طائرة عراقية، 12 طائرة مقاتلة، و12 طائرة نقل عسكرية، هبطت في الأراضي الإيرانية.

    وواصلت الطائرات العراقية الهروب، فقد هبطت، في اليوم التالي، 15 طائرة عراقية أخرى، في الأراضي الإيرانية. وقد بلغ عدد الطائرات التي لجأت إلى إيران 39 طائرة. وأكدت إيران موقفها بالالتزام بالحياد في حرب الخليج، وأنه وفقاً لمعاهدة جنيف فانه سيتم احتجاز الطيارين في إيران لحين انتهاء الحرب حيث يتم تسليمهم إلى العراق. ومن ناحية أخرى، احتجت إيران على انتهاك الطائرات العراقية لمجالها الجوي واضطرارها للهبوط في قواعد جوية إيرانية.

    وأكدت مصادر إيرانية، أن لجوء الطائرات العسكرية العراقية إلى طهران يدخل ضمن اتفاق سبق التوصل إليه بين البلدين، وأن أحد أبرز الأسباب التي جعلت الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني يوافق على ذلك الاقتراح، استخدام هذه الطائرات مستقبلاً في طلب تعويضات عن حرب السنوات الثماني بين البلدين.

    وفي 28 يناير، أعلنت المصادر العسكرية البريطانية أن أكثر من مائة طائرة عراقية حربية ومخصصة للنقل قد وصلت إلى إيران. واستبعدت المصادر البريطانية أن تقوم الطائرات العراقية التي لجأت إلى إيران بمهاجمة القوات المتحالفة انطلاقاً من مطاراتها الجديدة في إيران، ومضت تقول أنه ليس هناك تفسير واضح لتحركات الطائرات العراقية هذه، إلا أن الأمر يبدو وكأنه ليس هناك عملية تمرد وإنما محاولة لتجنيب تدمير هذه الطائرات من قبل طائرات قوات التحالف.

    وكرد فعل أمريكي، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة حصلت من إيران على تأكيدات بأن الطائرات العراقية ستظل في إيران طوال مدة الحرب، وأنها ملتزمة بالحياد. وقد اختلفت الآراء حول المغزى الحقيقي لذهاب هذه الطائرات إلى إيران.

    وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تزال قلقة من استمرار هروب الطائرات العراقية إلى إيران، على الرغم من أن واشنطن تلقت تأكيدات، من خلال طرف ثالث، أن إيران ستحترم تعهدها، وستحتجز الطائرات، حتى نهاية الحرب.

    أما وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، فقد صرح في 3 فبراير 1991، في لقاء مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية بأن حكومتي العراق وإيران اتفقتا بشأن هبوط الطائرات العراقية في إيران، وأكد أن الحكومة الإسرائيلية "تملك معلومات حول هبوط الطائرات تؤكد أنه تم بالتنسيق ولا يشكل فراراً". وقال أن بعض هذه الطائرات توجه إلى إيران قبل انتهاء مهلة الأمم المتحدة للعراق.

    ي. الموقف الأمريكي من ضرب المدنيين، في العراق

    في 17 يناير 1991، شن طيران الحلفاء عدة غارات، على أهداف إستراتيجية داخل العراق، منها غارة ليلية على مجمع للبتروكيماويات، في البصرة، وتم إشعال النار فيه، وقد بلغت سحب الدخان، الناجمة عن الانفجار، مدينة خور مشهر، داخل الحدود الإيرانية، والتي تبعد عشرات الكيلومترات من مدينة البصرة. كما شن غارات أخرى على أهداف أخرى في مدينة كربلاء.

    وأعلن العراق أن المجمع الذي تم تدميره، هو مصنع لحليب الأطفال، وأن عدداً من المدنيين قتلوا، نتيجة القصف. وأدان الأعمال العسكرية ضد المدنيين، وضد أهداف مدنية، في مدينة ذات طابع إسلامي مقدس، كمدينة كربلاء المقدسة، لدى الشيعة في العراق.

    ورداً على الاتهامات العراقية، قال ديفيد دني، المسؤول الصحفي في وزارة الخارجية الأمريكية، في شأن المدنيين العراقيين، الذين يتعرضون للقصف الجوي، من قِبل قوات التحالف، إن وزارة الدفاع، تبذل كل جهودها، كي تقلّل إلى أدنى حدّ، الأضرار والإصابات الجانبية، في صفوف المدنيين والمَواقع غير العسكرية.

    وعن القصف الأمريكي لمصنع حليب أطفال عراقي، وكذلك مدينة كربلاء المقدسة، قال الكولونيل ماك جالاهار (Mac Gallahar)، الناطق باسم القيادة الوسطى الأمريكية، في لقائه الصحفيين، في الرياض، في 23 يناير 1991: "إن مصادر عديدة، أشارت إلى أن هذا المرفق له صِلة بإنتاج أسلحة بيولوجية". كذلك نفى البيت الأبيض، في 23 يناير 1991، نفياً قاطعاً قصف قوات التحالف مصنعاً لحليب الأطفال. وأكد أن المجمّع، كان لإنتاج الأسلحة الجرثومية.

    وفي خصوص قصف طائرات التحالف مدينة كربلاء، المقدسة لدى الشيعة في العراق، قال الكولونيل مايك سكوت (Mike Scott): لقد تجشَّمنا كثيراً من العناء في تحليل أهدافنا. والأهداف التي تهاجمها قوات التحالف، لا تشمل مرافق مدنية أو أماكن دينية.

    وقالت جريدة "وول ستريت"، في عددها الصادر في 25 يناير 1991: "إن إحساسنا، أن أهداف الحرب في العراق، تتغير في ضوء الأحداث في ميدان المعركة، وفي ضوء الوابل المستمر من صواريخ سكود ضد المدنيين، وقيام صدام بإساءة معاملة أسَرى الحرب علناً.

    وفي صباح 24 يناير 1991، قدمت إذاعة صوت أمريكا تعليقاً، قارنت فيه بين النُظُم الديموقراطية والنظم الديكتاتورية، وقت الحرب. وأوضحت: أن إدارة الحرب، تكشف عن طبيعة النُظُم، فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، قد أعلنوا، بوضوح ودقة، قائمة من الأهداف المعقولة، التي تشمل الانسحاب العراقي من الكويت. ومنذ بداية العمليات الحربية، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أسلحة بالغة الدقة، صُممت خصيصاً للحدّ من الأضرار غير المباشرة، لضمان سلامة المدنيين؛ وهذه طبيعة النظُم الديموقراطية. أمّا صدام حسين، كأي حاكم مستبد، انشغل بالتفاخر والتباهي بأعمال العنف، والولع بإصدار التهديدات بالقتل. وسبق أن أظهر ما يميزه من أخلاق، من قبْل، حينما انتهك بروتوكول جنيف، واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد إيران، ثم ضد شعبه. والآن، يستخدم صدّام صواريخ سكود، من دون أي تمييز، لبثّ الرعب بين المدنيين. كما يرفض التقيد بميثاق جنيف، فيما يتعلق بمعاملة أسرَى الحرب، بل يرتكب جريمة حرب بإساءته معاملتهم. كما ينتهك انتهاكات فاضحة حقوق الآلاف من المدنيين الأبرياء، الذين كان يحتجزهم، كرهائن، عقب الغزو العراقي للكويت.

    واكتشفت عناصر الاستطلاع الجوي موقع عسكري، في منطقة العامرية، جنوب غربي بغداد، يرتبط باتصالات سلكية ولاسلكية مع القوات العراقية الموجودة في الكويت. لذلك تم وضعه كهدف يجب تدميره. وفي الساعة الرابعة والنصف، عصر يوم 13 فبراير 1991، شنت طائرة أمريكية من نوع (F-117) هجوماً على الموقع العسكري، وهو ملجأ عسكري حصين، ودمرته بصاروخين موجهين بأشعة الليزر. وادعت العراق بأن هذا الموقع عبارة عن ملجأ مدني، ونجم عن قصفه قتل وإصابة عدد كبير من المدنيين. وفي الحقيقة أنه ملجأ عسكري وضع بقربة، أو كان به بعض المدنيين بهدف التمويه لإبعاد طائرات التحالف عن ضربه.

    وفي اليوم التالي، أعلن متحدث عسكري عراقي، أن ما بين 700 و1000 مدني قُتِلوا عندما قصفت الطائرات الأمريكية ملجأ العامرية المخصص للمدنيين. ونفت الولايات المتحدة مؤكدة أن الملجأ الذي قُصِف هو "مركز عسكري حصين مرتبط مباشرة بآلة الحرب العراقية".

    ورداً على البيان العسكري العراق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، إن الملجأ المحصن، الذي دُمِّر، هو هدف عسكري مُمَوَّه. ولا نعلم لماذا وُجد المدنيون في هذه المنشأة؛ فصدام حسين، لا يهتم كثيراً بقيمة حياة البشر. وأكد المتحدث الاستمرار بمهاجمة مراكز القيادة وإدارة العمليات، وأن الحرب ستستمر، على الرغم من استمرار وقوع الإصابات بين المدنيين، في الجانبين.




[1] رافق ` إيجلبرجر`، في الزيارة، ` بول ولفوفيتز Paul Wolfowitz` ، نائب وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الدولية.

[2] ألقت سلطات الأمن السعودية القبض على العناصر التي أطلقت النار على السيارة التي كانت تقل عسكريين أمريكيين وسعوديين في أحد شوارع جدة. وقالت وزارة الداخلية السعودية، إن جميع هذه العناصر هم من المقيمين، أي من غير السعوديين.

[3] مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، وكان متورطاً في عملية "إيران جيت".

[4] من المعروف أن الولايات المتحدة اتبعت خلال هذه المرحلة إستراتيجية الشطرنج التي تواجه كل نقلة بنقلة مفاجئة، حيث استخدمت فيها أساليب شن حملة نفسية مركزة ضد النظام العراقي والرئيس العراقي نفسه، وترديد الأنباء عن الاستعداد لمحاكمته

[5] جرت المقابلة يوم 28 يناير 1991، وأُذيعت في اليوم التالي، 29 يناير 1991.

[6] ذكرت نتائج المعركة، في البيان العسكري الرقم (16) الصادر من قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، في 18 رجب 1411هـ الموافق 2 فبراير 1991م.

[7] قال يفجيني بريماكوف، المبعوث السوفيتي إلى منطقة الشرق الأوسط،، في مذكراته حول هذا البيان: "إنه في الخامس عشر من فبراير 1991، أي قبل وصول طارق عزيز إلى موسكو بيومين، قطعت إذاعة بغداد برامجها لتذيع بيان مجلس قيادة الثورة، وتحدث هذا البيان عن استعداد العراق للامتثال إلى قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 660، الذي طالب بسحب القوات العراقية من الكويت، بلا قيد أو شرط. بيد أن هذا القسم من البيان قد أُحيط بعدد كبير من الشعارات التقليدية الدعائية، وبالدعوات والوعود بمواصلة الحرب حتى النهاية المظفرة، وبقائمة من المسائل الواجب حلها لاحقاً: المسألة الفلسطينية وانسحاب القوات الأمريكية، ورفع العقوبات الاقتصادية وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة".

[8] كان من الواضح أن الولايات المتحدة أصبحت ترفض أي اقتراح بانسحاب العراق من الكويت، لأن قرار الهجوم البري كان قد أتخذ وبدأ التحقيق الفعلي له.